أسلحة الجهاد وأدوارها
تعريف: الجهاد في اللغة: بذل الجهد والطاقة أو المشقة وكلا المعنيين واحد. في الشرع أو الاصطلاح المعنى أعم يشمل الدِين والحياة بكل مجالاتها ومتعلقاتها ويسمى: الجهاد الأكبر.
بالتتبع والقراءة نجد أن له عدة أدوات أبرز السلمية منها ثلاث إن تباينت أو تميزت أهميتها تكمل بعضها في مقدمتها الرئيس لإدارتها وهي:
1 - العقل: هبة الخالق دون تدخل المخلوق في اختياره بفقده يسقط التكليف يمتنع العمل بالثانية والثالثة هو مَن يخطط يوجه متواصل مع بقية الأطراف لا يعرف الكلل لا يلجأ للراحة إن شغله أمر سهر الليالي، حتى ينهيه وما إن يتمه يبدأ بثانٍ.
2 - اللسان والقلم والجاه: أبرز مصاديق ”الأولى“ الدعاء الإصلاح كلمة حق في وجه ظالم ”الثانية“ تتعلمه وتعلمه سيف بتار تدافع به ووسيلة توضيح وبيان إن أحسنت انتقاء الكلمات المناسبة أما ”الثالثة“ مواقف منك مشرفة وخبرات مكتسبة صفات حملتها عرّفت بك رفعت قدرك جعلت لك مكانة بين أبناء مجتمعك هي رسالة تطوعية تحملك لتوصلك وقت الحاجة فتقضي لازماً لغيرك فرداً وجماعات. وأعلم أن الثلاث يصحبنك في الحضر يرافقنك في السفر وإن بعُدت الأمصار لتنفذ مهاماً إنسانية.
3 - القوة بنوعيها المادي والمعنوي: تتمثل في ”المال“ تسعى للحصول عليه فتبذله في سبل الخير حيث دعت الحاجة ”الجسم“ يحميك وتحمي به متى وجهته بدراسة دقيقة محددة الأهداف ”الصبر“ تحمُّل المرأة متاعب الحمل وآلام الولادة قيامها بالرضاعة والتربية ”الثبات وتسليم الأمر لله تعالى والرضى بما قدر“ وعند الإصابة بأمراض أو التعرض لشدائد وفجائع صاحبها في جهاد. هذه توضيحات لما ينبغي التسلح به في معركتنا الافتراضية لتحقيق النصر.
هنا لا أتعرض لمعناه الاصطلاحي «الشرعي» له أهله العارفون المختصون بأحكامه إن كان واجباً عينياً كفائياً أو مستحباً وشرحه يطول إنما للمفهوم الآخر بفتح زاوية مضيئة من خلال ثلاثة محاور باختصار - أولا: العمل: العالِم بمِداده ساهراً التاجر في بيعه وشرائه متعباً الموظف على مكتبه مخلصاً الفلاح بمسحاته يتصبب عرقاً الطالب في درسه منتظماً ومَن في الهاجرة على عياله كاداً مُجهداً كل هؤلاء مجاهدون مع فوارق في المستوى والدرجة والثواب.
ثانيا: النفس: عند العقلاء الشغل الشاغل وحقيقة أحوالنا تقول ذلك لذا يجب أن لا نوجه سهامنا لغيرها ما لم نسيطر عليها بالانتصار المؤزر نسد جميع الثغرات في وجهها، حتى لا تعود من جديد هي تعبث بنا فساداً ونحن منشغلون بالأبعد إن تركناها تتمادى وتتوال علينا الهزائم من كل الجهات حتى نُسمى حينها سفهاء ونُصنف جهلاء وجبناء.
ثالثا: قهر الأنا: منا من لا يهتم إلا بذاته وآخر الموفق لخدمة مجتمعه يسخّر قلمه يعطي مِن ماله يضحي بوقته يستغل جاهه لو طُلب ليستريح يقول راحتي فيما أفعل خير الناس أنفعهم لعباده ”جندي مجهول“ يصبح ويمسي بقلب مطمئن ونفس راضية يقدم ما بوسعه جاعلاً حياته جهاداً..