آخر تحديث: 19 / 1 / 2025م - 12:15 م

الزاير لـ ”جهات“: تمثيل الوطن شرفٌ.. والعودة للممتاز بعد 40 عاماً مسؤوليةٌ وتحدٍّ

جهات الإخبارية

كشف لاعب كرة الطاولة بنادي الابتسام، مصطفى الزاير، عن مشاعره الجيّاشة بعد اختياره لتمثيل منتخب المملكة لرواد كرة الطاولة في بطولة غرب آسيا، قائلاً: ”إنّه لشرفٌ عظيمٌ أن أُمثّل وطني في هذا المحفل الرياضيّ الهامّ، خاصةً بعد مسيرةٍ طويلةٍ بدأتُها مع المنتخب منذ عام 1400 هـ “.

وأكّد الزاير أنّ شعوره بالمسؤولية اليوم يختلف عمّا كان عليه في شبابه، مُضيفًا: ”لقد نضجتُ، وأصبحتُ أكثرَ إدراكًا لمعنى تمثيل الوطن، فبعد 40 عامًا من الغياب، أعودُ اليوم في  عمر 60 عاما لأُنافسَ في الدوري الممتاز، وأرفعَ رايةَ بلادي في المحافل الدولية“.

اللياقةُ.. جوازُ العودةِ للمنافسة

وعن استعداده للبطولة، قال الزاير: ”لقد حرصتُ على الحفاظ على لياقتي البدنية طوال هذه السنوات، من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، واتّباع نظامٍ غذائيّ سليمٍ، وهذا ما ساعدني على العودة القوية للملاعب“.

وأشار  إلى أنّ مدربه، الكابتن جعفر زين الدين، كان له دورٌ كبيرٌ في رفعِ مُستواه الفنيّ والبدنيّ، مُوجّهًا له الشكرَ على دعمه وتشجيعه.

تحدّياتٌ فنيةٌ.. وتفاؤلٌ بالمستقبل

وعن التحدّيات التي واجهته، قال الزاير: ”بالتأكيد، هناك صعوباتٌ في التأقلم مع مُتطلبات اللعبة بعد غيابٍ طويلٍ، لكنّني أُركّزُ على تطويرِ مستواي الفنيّ من خلال التدريب المُكثّف“.

وأعرب  عن تفاؤله بقدرته على تحقيق نتائجَ مُشرّفةٍ في البطولة، مُؤكّدًا أنّ ”العمرَ مجرّدُ رقم، وأنّ الإرادةَ والعزيمةَ كفيلتانِ بتحقيقِ الأحلام“.

وقال  : ”الدوري الممتاز في المملكة العربية السعودية يُعتبر من أقوى الدوريات العربية، ويضمّ لاعبين مصنّفين عالميًا، وهذا يُثيرُ الرهبةَ في نفوس المُنافسين“.

تحدّياتٌ وتغلّبٌ على الصعاب

وأضاف: ”لقد واجهتُ تحدّياتٍ كبيرةً، أهمّها كسرُ حاجز الرهبة والخوف، خاصةً وأنّني أُنافسُ لاعبين مُحترفين في قمةِ عطائهم، بينما أنا أبلغُ من العمر 60 عامًا، ومُنقطعٌ عن المُنافسات منذ 40 عامًا“.

وأشار  إلى أنّه استطاعَ التغلّبَ على هذه التحدّيات من خلال الاستعداد الجيّد فنيًا وبدنيًا، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي تلقّاه من اللاعبين والمدربين والحكام.

تطوّرٌ مُذهلٌ في عالم كرة الطاولة

وعن الفارق بين أجواء المُنافسة اليوم، مُقارنةً بآخر مُشاركةٍ له في عام 1406 هـ ، قال الزاير: ”هناك فرقٌ كبيرٌ وشاسعٌ، فكلّ شيءٍ تطوّر، بدءًا من الأدوات والطاولات، وصولاً إلى أسلوب اللعب والتكتيكات المُستخدمة“.

وأكّد ال زاير أنّ الاحترافَ غيّرَ ملامحَ كرة الطاولة في المملكة، حيثُ أصبحَ الدوري يضمّ لاعبين مصنّفين عالميًا، مِثلَ اللاعب أرونا، المُصنّف الرابع عالميًا.

اللياقةُ.. سرّ الاستمرارية

وكشف الزاير عن سرّ حفاظه على لياقته البدنية طوال هذه السنوات، قائلاً: ”لقد ركّزتُ على مُمارسة الرياضة بانتظام، واتّباع نظامٍ غذائيّ سليمٍ، بالإضافة إلى النوم المُبكّر، وعدم السهر“.

وأوضح  أنّه لم يتوقّع يومًا أن يعودَ إلى المُنافسة في هذا العمر، لكنّه تمسّكَ بنمط حياته الصحيّ، ليجدَ نفسهُ اليوم أمام فرصةٍ تاريخيةٍ للعودة إلى مُمارسة شغفه.

أكّد على أهميةِ دعمِ مُشاركةِ الروادِ في الرياضاتِ المُختلفة، لتكونَ مصدرَ إلهامٍ للأجيالِ الشابة.

وقال الزاير: ”تجربةُ منتخبِ روادِ كرةِ الطاولةِ تُعدّ مثالاً رائعًا على كيفيةِ استثمارِ خبراتِ اللاعبينَ القدامى، فهم يمتلكونَ صفاتٍ مُميزةً، مثلَ الأخلاقِ العاليةِ والانضباطِ والالتزام، وهي صفاتٌ أساسيةٌ لنجاحِ أيّ رياضيّ“.

دعوةٌ لتعميمِ تجربةِ الرواد

وأضاف  : ”أُشيدُ بجهودِ اتحادِ كرةِ الطاولةِ في دعمِ فئةِ الرواد، وإنشاءِ بطولاتٍ خاصةٍ بهم، وآملُ أن تُعمّمَ هذهِ التجربةُ على جميعِ الاتحاداتِ الرياضيةِ الأخرى، للحفاظِ على الأجيالِ التي تُعتزلُ مُبكرًا، أو تُواجهُ ظروفًا تمنعُها من مُواصلةِ مُشاركتها في المُنافسات“.

طموحاتٌ كبيرةٌ في بطولةِ غربِ آسيا

وعن طموحاتهِ مع منتخبِ الروادِ في بطولةِ غربِ آسيا، قال الزاير: ”المنتخبُ لا يزالُ تحتَ الإعداد، ولم يُحدّد الاتحادُ الآسيويّ موعدَ البطولةِ بعد، لكنّنا نسعى لتحقيقِ أفضلِ النتائجِ المُمْكنةِ، وإسعادِ الجماهيرِ السعودية“.

زخمُ السنينِ.. ميزةٌ إضافيةٌ

وأكّد  أنّ ”زخمَ السنين“ قد منحهُ ميزةً إضافيةً في الملعب، حيثُ قال: ”كرةُ الطاولةِ هي لعبةُ أعصابٍ بدرجةٍ كبيرةٍ، وكلّما تقدّمَ الإنسانُ في العمر، زادَت قدرتُهُ على التحكّمِ في أعصابِهِ، وامتصاصِ الضغوطاتِ النفسية“.

وأضاف: ”في شبابي، كنتُ أتأثّرُ بأيّ حدثٍ خارجيّ، سواءً كانَ تشجيعَ الجمهور، أو انزعاجَ المدرب، أو حتّى مشكلةً في المنزل، أمّا اليوم، فأنا أكثرُ هدوءًا وتركيزًا، ولا تُؤثّرُ فيّ هذهِ الأمورُ كما كانَت في الماضي“.

عبّر لاعب كرة الطاولة بنادي الابتسام، مصطفى الزاير، عن سعادته بردود أفعال عائلته وأصدقائه ومُحبّيه بعد عودته للمنافسة في الدوري الممتاز لكرة الطاولة.

وقال  : ”لقد تفاجأت بردود أفعالهم، ففي البداية لم يُصدّقوا الخبر، خاصةً أولادي وأحفادي، لكنّهم سرعان ما عبّروا عن فخرهم وسعادتهم بهذه العودة“.

الزاير.. أيقونةٌ تُلهمُ الجميع

وأضاف: ”أشعرُ بأنّني أصبحتُ أيقونةً في بلدتي أمّ الحمام، فالجميعُ يُشجّعني ويُحيّيني بِحرارةٍ أينما ذهبت، وهذا يُعطيني دافعًا أكبرَ للمُثابرةِ وتقديمِ الأفضل“.

نصيحةٌ من القلبِ للشباب

ووجّه الزاير نصيحةً للاعبين الشباب، قائلاً: ”عليكم بِمُحاربةِ الغرور، فهو مَقبرةُ اللاعب، وتذكّروا دائمًا أنّ الطريقَ إلى النجاحِ طويلٌ ويتطلّبُ العملَ الجادّ والانضباط والالتزام“.

التوفيقُ بينَ الحياةِ الشخصيةِ والرياضية

وعن كيفيةِ التوفيقِ بينَ حياتهِ الشخصيةِ وعودتهِ للمنافسةِ في هذا العمر، قال الزاير: ”لقد تركتُ اللعبَ في عام 1406 هـ  بسببِ ظروفٍ عائليةٍ، حيثُ كانَ لديّ أطفالٌ صغارٌ، وكنتُ أُواجهُ صعوبةً في التوفيقِ بينَ اللعبِ والاهتمامِ بِعائلتي“.

العودةُ بعدَ انشغالِ الأبناء

وأضاف: ”لكنّ الوضعَ اليومَ مُختلفٌ، فأولادي جميعُهم تخرّجوا من الجامعاتِ وتزوّجوا، وأصبحتُ أتمتّعُ بِوقتٍ فراغٍ أكبر، وهذا ما شجّعني على العودةِ إلى مُمارسةِ شغفي“.

شكرٌ وتقديرٌ

وفي الختام، وجّه الزاير الشكرَ والتقديرَ لجميعِ مَن دعموهُ في رحلته، خاصّةً زوجتهُ التي شجّعتهُ على العودةِ للملاعب، ومُدرّبهُ الكابتن جعفر زين الدين، والجمهور الذي أحاطهُ بِحبّهِ وتشجيعه.