الدبيسي: كتاب ”المجالس الناجحة“ يُقدم نافذة معرفية للعاملين في القطاع غير الربحي
قال المترجم ”عبدالغفور الدبيسي“، الذي ترجم كتاب ”المجالس الناجحة في المنظمات غير الربحية“، لمؤلفته الأمريكية مورين روبنسون: إن الكتاب يتناول أساسيات الإدارة غير الربحية بعيدًا عن المصطلحات والنظريات وبلغة مباشرة وواضحة.
وأوضح في حواره لـ ”صحيفة جهات الإخبارية“، أن الكتاب سيُحدث فرقًا في طريقة إدارة المنظمات غير الربحية إذا ما استوعب أعضاء المجالس هذه الأدوار التي يجب عليهم تأديتها لحوكمة منظماتهم، وإلى نص الحوار:
ما هي تفاصيل كتاب ”المجالس الناجحة في المنظمات غير الربحية“؟
يتناول كتاب ”المجالس الناجحة في المنظمات غير الربحية“، لمؤلفته الأمريكية مورين روبنسون، أدوار مجالس الإدارة في حوكمة المنظمات غير الربحية، ويقوم على مسلمة أن المنظمات غير الربحية تتفاوت من حيث النشأة والثقافة والأغراض والتاريخ والحجم، ولذا لا تصلح لها مسطرة واحدة في الحوكمة، وعلى مجلس الإدارة أن ينهض بدوره في حوكمة تناسب كل تلك الأبعاد المختلفة في المنظمات غير الربحية.
وما الذي دفعك لترجمة هذا الكتاب بالتحديد؟
لأنه من الكتب المعروفة في المجال غير الربحي والكاتبة مورين روبنسون اسم معروف في القطاع غير الربحي في أمريكا، بجانب ذلك، يتناول الكتاب أساسيات الإدارة غير الربحية بعيدًا عن المصطلحات والنظريات وبلغة مباشرة وواضحة.
ما هي أهمية هذا الكتاب في الوقت الحالي؟
لا شك أن القطاع غير الربحي اكتسب أهمية كبيرة في المملكة، مع انطلاق رؤية المملكة 2030 لما احتوته هذه الرؤية من مبادرات تطويرية للقطاع كرافد مهم في تحسين جودة الحياة. ويقدم الكتاب نافذة معرفية للعاملين والمتطوعين في هذا القطاع وفي هذه المرحلة التي تتسم بالتوسع ورفع الجودة.
هل واجهت صعوبات في ترجمة الكتاب؟
كما ذكرت، فإن لغة الكتاب هي لغة الإدارة السائدة في القطاع الخاص، وهي لغة بسيطة ومباشرة، لذا لم أواجه عقبات تذكر في ترجمته.
ما هي أبرز الأفكار التي يطرحها الكتاب؟
يقوم الكتاب على مبدئين، أولًا فرادة كل منظمة ربحية في تكوينها وخصائصها وهذا يتطلب حوكمة مفصلة على مقاسها قد لا تصلح لغيرها، صحيح أن الجهات المنظمة تضع معايير عامة لجميع المنظمات غير أن هناك مساحة واسعة لمجلس الإدارة، وثانيًا مجلس الإدارة له قيمة خاصة لا يمكن الاستغناء عنه فيها ببديل آخر وهي الثقة التي أعطيت له بسبب استقلاليته وعدم وجود أي مصلحة خاصة له في قرارات المنظمة.
وينطلق الكتاب بعد ذلك ليوضح أدوار المجالس في حوكمة جميع أنشطة المنظمة ”الاجتماعات، اللجان، التخطيط، العلاقة مع المدير التنفيذي، العلاقة مع الموظفين...“.
هل تعتقد أن هذا الكتاب سيُحدث فرقًا في طريقة إدارة المنظمات غير الربحية؟
نعم، إذا ما استوعب أعضاء المجالس هذه الأدوار التي يجب عليهم تأديتها لحوكمة منظماتهم، فإن ذلك سيحدث تغييرا فارقا بلا شك.
من هو الجمهور المستهدف لهذا الكتاب؟
لهذا الكتاب جمهور عريض من المهتمين على اتساع رقعة القطاع غير الربحي الذي يشمل أعضاء مجالس الإدارات في الجمعيات الأهلية وجمعيات التنمية والمؤسسات المانحة والنوادي الرياضية والموظفين القياديين في هذه المنظمات.
ويشمل الجمهور المهتم أيضا الجهات التعليمية السعودية التي بدأت مؤخرا في طرح عدد من المناهج الجامعية والشهادات في مجال إدارة القطاع غير الربحي.
كيف كانت تجربتك في ترجمة هذا الكتاب؟
مع أني ترجمت العديد من المقالات الفنية والإدارية سابقًا، إلا أن هذه هي تجربتي الأولى لترجمة كتاب كامل ونشره، ولهذا تعلمت الكثير عن هذا العالم الفسيح أي عالم الترجمة، وتعلمت أيضًا، وأنا المحب للغة العربية، المدى الواسع التي تتداخل فيه اللغات وكم اقتبسنا نحن العرب من اللغة الإنجليزية من ألفاظ وعبارات أصبحت اليوم جزء من اللغة العربية البيضاء ويصعب على الشخص العادي معرفة أصلها.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتها كمترجم؟
الترجمة ليست نقلًا لألفاظ من لغة إلى أخرى وإنما هي الانتقال من نسق فكري معين إلى نسق آخر. وهذا انتقال جد مضن إذا ما أردنا الدقة اللغوية، هذا أصعب شيء، دعني أشبهه بالصور التي تقرأ بمعنيين ”كصورة الشمطاء والشابة في كتاب ستيفن كوفي العادات السبع“، فكلما رأيت صورة كان عليك أن تغمض عينيك مليا وتهز رأسك لتدرك الصورة الأخرى.
كم من الوقت استغرقت في ترجمة الكتاب؟
لا أتذكر على وجه التحديد لأنني لم أترجم بشكل متواصل، لكن ربما عملت على ذلك زهاء سنة كاملة.
هل تُخطط لترجمة كتب أخرى في المجال إدارة الأعمال أو المنظمات غير الحية؟
نعم سيتم الترخيص لكتاب آخر قريبا في نفس المجال
ما هي نصيحتك للمترجمين الشباب؟
للهواة أمثالي أقول تمكّن من اللغتين وخاصة اللغة الهدف والتي تكون في أكثر الأحيان اللغة العربية. إجادة اللغة الهدف نحوا وصرفا وبلاغة عنصر مهم في جودة الترجمة ولا تعول على مراجع لغوي أو محرر.
ما رأيك في واقع المنظمات غير الربحية في المملكة؟
القطاع غير الربحي خطا خطوات فلكية خلال السنوات العشر الماضية وتضاعفت المنظمات غير الربحية في المملكة والجميع يدرك ذلك، لكن على الصعيد المحلي في المحافظة وهذا أحد الأسباب التي دعتني للإسهام في جهد التوعية من خلال هذه الترجمة فإن نمط الإدارة السابق لا يزال سائدا وهذا نمط محكوم عليه بالفشل في عالم اليوم.
وعلى الزملاء في أعضاء المجالس أن يلحقوا بالمركبة السريعة التي يقودها المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي إذا أرادوا النهوض بجمعياتهم.
ما هي أبرز التحديات التي تواجهها هذه المنظمات في رأيك؟
جودة مجالس الإدارات، بناء فرق تنفيذية بكفاءة عالية، تطوير دور الجمعيات العمومية، تحسين الصورة في المجتمع. هذه أبرز التحديات في نظري.
كيف يمكن للمجتمع أن يدعم المنظمات غير الربحية ويساهم في نجاحها؟
الاقتراب منها، متابعتها، رصد برامجها ومشاريعها، رفدها ماديا وتطوعيا، ومن ثم محاسبتها. لا يمكن أن تنجح هذه المنظمات بمعزل عن الجمهور ومن دون دعمه ومباركته. نحتاج إلى مشاركة مجتمعية أكبر من الذي نراه اليوم.