الصحة العالمية: 30% من الدول تفتقر لبرامج «علاج الإدمان»
ناقش الملتقى العلمي الثاني للجمعية الخيرية للمتعافين من المخدرات والمؤثرات العقلية ”تعافي“، الذي أُقيم بالتعاون مع الجمعية السعودية لعلاج الإدمان، تحت عنوان ”علاج الإدمان.. التوجهات الحديثة للتأهيل“، تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة للعام 2023، والذي كشف أن 5,8% من الفئة العمرية 14- 65 سنة، قد تعاطوا المواد المخدرة في العام 2021 بمعدل زيادة قدرة 23% من التقرير السابق.
وأشار رئيس الجمعية العالمية لعلاج الإدمان الدكتور حمد الغافري، خلال ورقة بعنوان ”الكفاءات الأساسية للعاملين في تأهيل حالات الإدمان“، إلى وجود متعاطي واحد من 17 شخصا على مستوى العالم، لافتا إلى أن مادة الحشيش المادة الأكثر شيوعًا على المستوى العالمي بمعدل 4,3%، وأن الحصول على العلاج يكون لمريض واحد من كل 7 مرضى للذكور ومريضة من كل 18 مريضة فقط.
وقال: إن الدراسات العلمية التي أجريت بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بيّنت أن بدء سن التعاطي هو 11 سنة في منطقة الشرق الأوسط، مضيفًا أن المشاكل الاسرية تعتبر مسببًا للتعاطي بنسبة 95%، وضغوط الأقران بنسبة 92%، إضافةً إلى ضعف الوازع الديني.
وذكر أن التقرير العالمي لمنظمة الصحة العالمية ”أطلس“، أظهر أن حوالي 30% من الدول لا يوجد بها برامج تدريبية لعلاج اضطرابات تعاطي المواد المخدرة، وأن 31% من الدول المشاركة في هذا التقرير أشارت إلى عدم وجود تطوير وظيفي وتعليم في مجال الوقاية من الأمراض المتعلقة باستخدام المواد المخدرة.
وأوضح أن تقرير الفجوة الصحية لمنظمة الصحة العالمية يشير إلى وجود أقل من موظف واحد لكل 100 ألف نسبة للبالغين لتقديم العلاج لاضطرابات تعاطي المواد في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت إلى وجود تحالف دولي يضم 470 جامعة على مستوى العالم، من 58 دولة، ويتكون من 545 مختصًا، يدرسون علوم الإدمان، مضيفا، أن التحديات في علاج الإدمان تتمثل في نقص برامج التعليم والتدريب المختصة، ونقص الكوادر الفنية المدربة، وعدم وجود كادر مالي مميز لاستقطاب الكوادر الفنية، وهجرة الكفاءات الإدارية إلى الخارج.
وتابع أن الحلول تكمن في دعم شبكات التدريب الإقليمية والمهنية، وتطوير قوى عاملة متخصصة في مجال الوقاية والعلاج، وخلق بيئة عمل تنافسية، من خلال وجود حوافز ومكافآت للعاملين في هذا المجال.
من جهته، قال أستاذ الطب النفسي والإدمان بكلية طب قصر العيني بمصر الدكتور طارق عبد الجواد، خلال ورقة عمل بعنوان ”المبادئ الأساسية للتأهيل والتعافي“: إن تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة للعام 2022 م، يؤكد أن هناك حوالي 284 مليون شخص في العالم تعاطوا نوعًا أو أكثر من المؤثرات العقلية في سن 15-65 سنة، بزيادة 26% عن العشر سنوات الأخيرة.
وأشار التقرير بحسب الدكتور عبدالجواد، إلى أن تأثير القنب الهندي ”الحشيش ومشتقاته“ يبقى في الجسم لمدة أكثر من 28 يومًا، وأن المواد المخلطة كانت قبل خمس سنوات حوالي 150 مركبًا مصنعًا، والآن أصبحت أكثر من 3 آلاف.
وذكر التقرير أيضًا أنه وبعد جائحة كورونا، زاد التعاطي واختلفت نوعية المخدرات، ولوحظ أن نسبة علاج النساء يكون سيدة من كل ثمان متعاطي، وأصبحت نسبة المتعاطيات 47% حول العالم، وزاد كمية التعاطي في السن الصغيرة.
ولفت إلى أن التدابير العلاجية للاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدرات، تهدف إلى تحسين صحة المصابين بهذه الاضطرابات، حيث يكمن الغرض النهائي في مساعدة الأفراد على التعافي قدر المستطاع، لافتًا إلى أن اهداف المعالجة تتمثل في وقف تعاطي المخدرات، أو الحد منه، والنهوض بصحة المتعاطي وعافيته، والحيلولة دون وقوع الأذى في المستقبل.
واختتم بأن المبادئ الأساسية لمعالجة الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدرات تتمثل في كونها متاحة وميسورة المنال، وجذابة ومناسبة، وكذلك ضمان المعايير الأخلاقية للرعاية في خدمات المعالجة.