شذرات من سيرة الملا أحمد بن قاسم بن أحمد المدن
الملا أحمد بن قاسم بن أحمد المدن، يُعرف بالملا حْمَيْدْ، من أهالي قرية الجارودية بواحة القطيف، هو من أشهر خطاطي القطيف قديمًا، وقد كُتب عنه في صحيفة جهات الإخبارية الآتي: ”مات شاباً، وكان من أشهر خطاطي منطقة القطيف، وعرف عنه إجادته لخط الثلث إجادة تامة.“ [1]
والده هو الحاج قاسم بن أحمد بن الشيخ مدن بن الشيخ حسن بن الشيخ سعيد بن الشيخ عبدالله بن الشيخ ناصر «مؤلف كتاب بشرى المذنبين» بن الشيخ محمد الجارودي، ووالدته هي الحاجة سلمى محمد مهدي المعلم، وإخوته هم الملا مكي والملا سليم والملا عبدالله وجعفر والملا حسن وأخواته هن فاطمة وزينب ومدينة وزهراء وهن خطيبات حسينيات، توفي رحمه الله تقريبًا في سنة 1368 هـ وهو شاب بسبب مرض السكلسل، وقد كان يرى دائمًا أصفر اللون بسبب مرض السكلسل.
كان دؤوبًا على قراءة القرآن حيث كان يختمه كاملًا في ليلة واحدة، يبدأ بقراءته بدايةً من المغرب وينهيه عند الفجر، وقد ذابت آخر ثلاثة أجزاء من القرآن الذي يقرأ منه، لكثرة قراءته القرآن منه، فَخَطَّ آخر ثلاثة أجزاء من القرآن، بخط يده بخط بالغ الجمال، وقد عاين جدي الأجزاء المخطوطة بخط يده في بيت جدته لأمه فاطمة بنت محمد بن أحمد المدن «أم حَسِين»، ابنة عم الملا أحمد، وقد احترقت الثلاثة أجزاء المخطوطة في عام 1385 هـ في سنة الحريقة التي حصلت في الجارودية.
تزوج الحاجة مدينة بنت عبدالله بن حجي حسن المدن ولم يعقب ذرية، ومما خطه رحمه الله دعاء كميل والتصديقة التي تقرأ في فواتح المؤمنين وهذا فقط ما سمعت به ومؤكد أنه لم يخط فقط ما ذكرته، وقد كان بحوزته قرآن مخطوط مسافة ما بين دفتيه حوالي شبر تقريبًا، لسماكة الورق المستخدم في ذلك الزمان.