آخر تحديث: 27 / 12 / 2024م - 1:40 ص

أربعة صراعات يواجهها الرجال خلال الانتقال إلى الأبوة

الدكتور حجي إبراهيم الزويد * مقال مترجم

يمكن أن يكون أن تصبح أبا انتقالا شاقا في الحياة، والذي يمكن أن يكون، بالنسبة للعديد من الرجال، تجربة مرهقة ومعزولة. ومع ذلك، غالبا ما يفتقر الآباء إلى الوصول إلى الدعم والمعلومات لمساعدتهم على التأقلم خلال هذا الانتقال. هذا مهم، لأن نقص الدعم قد يزيد من خطر إصابة الأب بمشاكل الصحة العقلية مثل اكتئاب ما بعد الولادة، والذي يؤثر على 1 من كل 10 آباء في المملكة المتحدة.

لفهم الصراعات التي يعاني منها الرجال بشكل أفضل أثناء الانتقال إلى الأبوة، أجرينا مراجعة عالمية للأدلة المتاحة على الصحة العقلية للآباء ورفاهيتهم. أدرجت 37 دراسة مختلفة في المراجعة. استخدمت هذه الدراسات عددا من الأساليب المختلفة - بما في ذلك المقابلات المتعمقة والمناقشات الهاتفية والدراسات الاستقصائية عبر الإنترنت.

في حين أن بعض الآباء مروا بتجربة إيجابية خلال انتقال الأبوة دون أي تأثير في صحتهم العقلية، وجد آخرون هذه الفترة أكثر تحديا. استنادا إلى هذه النتائج، تم التمكن من تحديد أربعة صراعات رئيسية مر بها الرجال عندما أصبحوا أبا. من خلال فهم الصراعات الأكثر شيوعا التي يعاني منها الآباء الجدد، قد يسهل ذلك تزويدهم بالمساعدة والدعم المناسبين في المستقبل.

1. تغيرت العلاقة مع شريكهم:

كافح العديد من الآباء مع التغيير وأحيانا فقدان علاقتهم الرومانسية مع شريكهم. المطالب الساحقة التي جاءت مع أن تصبح أبا، مثل الإرهاق ومسؤوليات الأبوة والأمومة الجديدة، تركت القليل من الوقت للترفيه والحميمية. خلق الانتقال انقساما بين بعض الأزواج مما أدى إلى ضعف الرفاهية العاطفية للآباء.

أعرب بعض الآباء أيضا عن نضالهم مع الشعور بالاستبعاد من العلاقة بين الأم والرضيع. حتى إن أحد المشاركين وصف الشعور بأن ”طفلي هو ابن شريكي“. أفاد آخر أنهم شعروا بأنهم ”ثانويون“ طوال فترة الانتقال إلى الأبوة والأمومة.

بدأ هذا الشعور بالإقصاء في وقت مبكر من الحمل، حيث شعروا بأنهم متفرجون، واستمروا بعد الولادة. أفاد الآباء في بعض الأحيان أن شريكهم منعهم من المشاركة بسبب توقعات شريكهم المتزايدة وحمايته. أدى ذلك إلى تقويض ثقتهم وقدرتهم على الأبوة والأمومة.

2. الارتباك حول دور الأبوة:

شعر العديد من الآباء بالارتباك بشأن ما كان متوقعا منهم.

قال العديد من المشاركين إنهم لم يكونوا متأكدين مما إذا كان ينبغي عليهم اعتماد دور ”معيل“ أكثر تقليدية، أو دور حامي رعاية أكثر حداثة بعد أن أصبحوا أبا. اعتقد معظم الآباء أن كلا الدورين مهمان، لكنهم وجدوا أن محاولة تحقيق التوازن بين الدعم المالي لأسرهم وقضاء الوقت مع طفلهم وشريكهم أمر ساحق و”لا توقف عن التوتر“.

لعبت الخلفية الثقافية دورا هنا، حيث يشعر بعض الآباء من خلفيات عرقية متنوعة أن الدعم المالي للأسرة كان ذا أهمية قصوى ورعاية الطفل مسؤولية الأم.

عانى الآباء من صراعات ومواجهة في بعض الأحيان مع والديهم وأصهارهم حول كيفية تربية أطفالهم بسبب فجوة الأجيال. أشار العديد من الآباء والأصهار إلى دور الأبوة والأمومة الأكثر تقليدية، مما تسبب في بعض الأحيان في خلافات. تم طلب المشورة من الآباء والأصهار عن طيب خاطر من آباء الثقافات غير الغربية بسبب أهمية ”التنسيق مع الأسرة“.

3. الشعور بالنسيان والتقليل من قبل المهنيين الصحيين:

شعر بعض الآباء بالإقصاء والعزلة من قبل الأطباء والممرضات خلال المشاورات والمواعيد قبل الولادة وبعدها. حتى إن أحد الآباء أفاد بأن ”القابلة رسمت الستار من حولي“.

عانى بعض الآباء أيضا من الفكاهة والمواقف المهينة من موظفي الرعاية الصحية. قال أحد الآباء إن المهنيين الصحيين الذين كان على اتصال بهم لديهم ”عقلية معاملتك وكأنك أداة إلى حد ما“ وضحك عليه، قائلا ”انظر، أبي يكافح“. تسببت هذه التجارب في شعور الآباء ”غير المرغوب فيهم والاغتراب“ - حيث يعتبرون ”راكبا“ في الانتقال إلى الأبوة.

شعر الآباء أيضا أنه لا يوجد ما يكفي من المعلومات المصممة خصيصا أو دعم ما قبل الولادة الذي يلبي احتياجاتهم. أشار الكثيرون إلى قضايا محددة حول الرضاعة الطبيعية - الرغبة في الحصول على المشورة العملية حول كيفية دعم شريكهم ”بمجرد أن تبدأ الأمور في الخطأ“.

4. تكافح بمفردك:

تم اختبار الآباء في غالبية الدراسات المدرجة في المراجعة جسديا وعاطفيا إلى نقطة الانهيار. لكن العديد من الآباء أعربوا عن عدم رغبتهم في الاعتراف بأي صراعات عاطفية داخل المرحلة الانتقالية، معتقدين أنه ”كأب، يجب ألا تظهر ضعفا“.

لعبت المثل الذكورية والقوالب النمطية دورا رئيسيا في التأثير في الآباء لعدم الوصول إلى الدعم - مما جعلهم يشعرون أن الحاجة إلى الدعم كانت من المحرمات. شعر الآباء أن هناك نقصا في الدعم الشامل للصحة العاطفية والعقلية المتاح لأنفسهم. كما اعترف أحد الآباء، ”أحاول محاربته بنفسي.“

شعر الآباء أنهم بحاجة إلى المزيد من الفرص للتحدث عن هذه الصراعات داخل مجموعات دعم الأقران إذا كانت متاحة - وكذلك مع العائلة والأصدقاء وداخل بيئات العمل. كانت هذه طريقة للآباء للتحقق من صحة تجاربهم في الأبوة، ومعرفة ما إذا كان ما كانوا يعانون منه طبيعيا والعثور على الراحة في مرحلة انتقالية مرهقة.

يوضح هذا البحث أهمية النظر في رفاهية الآباء إلى جانب الأمهات أثناء الانتقال إلى الأبوة والأمومة. سيساعد توفير الدعم العاطفي والعقلي لكل من الأمهات والآباء في انتقال الأبوة والأمومة بشكل أكثر إيجابية وفعالية للآباء وجميع أفراد الأسرة. هناك حاجة إلى إيلاء اهتمام أكبر لتجارب الآباء في الدعم والبرامج لإبلاغ الدعم المستقبلي.

المصدر:

https://theconversation.com/four-struggles-men-face-during-the-transition-to-fatherhood-243771

by Ashleigh Watkins, Judith Rankin and Ruth McGovern
استشاري طب أطفال وحساسية