بدأتها النساء وانتقلت العدوى للرجال
كانت الأعراس في القطيف مُفعمة بالبهجة والمتعة، خاصة فيما يتعلق بضيافة وإكرام الضيوف. فقد اندثرت تلك العادة الجميلة التي كانت سائدة في القطيف، حيث كان الضيوف يجلسون على مائدة «صحن» مُجهزة منذ بداية العرس. أما اليوم، فقد تبدّلت الأحوال، فأصبحت الضيافة مُرتبطة بوصول العريس بعد انتهائه من زيارة الحلاق. وكان وقت تجهيز العريس - سواء طال أم قصر - يُلزم المدعوين بالانتظار، فلا يُسمح لهم بتناول الطعام إلا بعد وصوله. ولذلك، يُغادر البعض دون تناول الضيافة. فما الداعي إذًا لأن تُنفق عائلة العريس الأموال على البوفيه وتدعو جمعًا غفيرًا دون إخبارهم بأن الضيافة مُرتبطة بقدوم العريس؟ أو حتى كتابة وقت تقديمها في بطاقة الدعوة؟
في بعض المناطق المجاورة، يُكرِمُ أهل العريس ضيوفهم منذ بداية العرس، مُحققين بذلك الهدف الأساسي من دعوتهم. أما في القطيف، فالضيافة تُصبح مُتاحة فقط بعد وصول العريس. لقد كانت الأيام الخوالي أجمل، حيث كانت التهاني والتبريكات تُقدّم للعريس بعد تناول الضيافة.
يبدو أن ظاهرة البوفيه المفتوح - والتي تُفتح في وقت مُتأخر - خاصة بالنساء. لكن هذه الظاهرة غير الصحية انتقلت للرجال أيضًا. الأفضل هو تقديم الضيافة فور وصول الضيف، أو على الأقل تأخير فتح مجلس التبريكات إلى ما بعد وصول العريس، حتى لا يضطر الضيف للذهاب إلى مطعم بعد تقديم التهنئة.
انتشرت ظاهرة البوفيه المفتوح - المُشروط بقدوم العريس - بشكل كبير في القطيف، ولم تَعُد مُقتصرة على مناطق مُعينة، بل امتدت من أصغر قرية إلى أكبر مدينة.
من ناحية أخرى، لظاهرة البوفيه المفتوح بعض الإيجابيات، كتنوع الطعام الذي يُناسب أصحاب الاحتياجات الغذائية الخاصة، وعدم الإسراف في كميات الطعام، حيث تُجهّز المطاعم كميات الطعام حسب عدد المدعوين المُتوقع «ما بين 500 إلى 800 شخص». وربما يصل عدد الضيوف إلى ألفين في بعض العائلات التي لها معارف كثيرة. على عكس ”المفاطيح“ «الصحون»، حيث يكون فائض الطعام كبيرًا، والتخلص منه قد يكون مُضرًا بالبيئة، ويُسبب مشاكل في حاويات القمامة.
يجب إيجاد حلول مُناسبة لهذه الظاهرة التي تُسبب إزعاجًا للضيوف الذين يأتون مُبكرًا لتقديم التهنئة.
هذا الموضوع يُفتح باب النقاش وتبادل الأفكار للوصول إلى حلول مُناسبة تُوازن بين إيجابيات وسلبيات ظاهرة البوفيه المفتوح.
أخيرًا، نُبارك لجميع المُعاريس، فهدفنا هو مُشاركتهم فرحتهم بغض النظر عن نوع الضيافة.