ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الثدي بين الشابات وأسبابها، بحسب أحدث البيانات التي أصدرتها جمعية السرطان الأمريكية
طبيب وباحث في كلية الطب بجامعة هارفارد يشاركنا أفكاره
بقلم سامانثا لين بيرفاس، هارفارد غازيت
المترجم: عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 266 لسنة 2024
Breast Cancer Increasing Among Younger Women، Latest Data Show
By Santha Anne Perfas، Harvard Gazette
November 7,2024
خلايا ثدي سرطانية
ارتفعت معدلات الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 1% سنويًا في الفترة من 2012 إلى 2021 لجميع النساء الأمريكيات من مختلف الأعراق، وهناك ارتفاع سريع في نسبة الاصابة بسرطان الثدي للنساء تحت سن 50 عامًا والنساء الأمريكيات الآسيويات والنساء من جزر المحيط الهادئ، وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، في تقريرها [1] الذي تصدره في شهر أكتوبر كل سنتين عن حالة مرض سرطان الثدي في البلاد.
النتائج مثيرة للقلق لأسباب عديدة. وبالرغم من انخفاض معدلات الوفيات بنسبة 44% منذ عام 1989 بسبب التقدم في العلاج والكشف المبكر عن سرطان الثدي، إلا أن سرطان الثدي يظل السبب الرئيس الثاني للوفاة من السرطان بين النساء، ويأتي في المرتبة الثانية بعد سرطان الرئة
لكن الأرقام الجديدة تظهر أيضًا أنه لا تزال هناك فوارق عرقية وإثنية كبيرة في نتائج الإصابة سرطان الثدي. لم يحدث أي تغيير في معدلات الوفيات بين النساء من سكان أمريكا الأصليين على مدار الثلاثين سنة الماضية، ومعدل الإصابة بالمرض لدى النساء من العرق السود أقل بنسبة 5 في المائة من النساء من العرق الأبيض، لكنهن أكثر عرضة للوفاة بنسبة 38 في المائة بسبب المرض وهو اتجاه «ترند» [2] افتراق بين النساء من العرقين الأبيض والأسود بدأ بعد 1980.
لورا كولينز Laura Collin، برفسور علم الأمراض في كلية الطب بجامعة هارفارد، الباحث والطبيب المتخصص في أمراض الثدي، ناقشت النتائج المدهشة التي توصل إليها التقرير، وما تعنيه بالنسبة للشابات والأطباء والباحثين، وما يمكن فعله بشأن الفوارق العرقية والإثنية في الوفيات بسبب سرطان الثدي.
س: هل فاجأكِ أي شيء في التقرير الأخير؟
كولينز: جانب التقرير الذي استأثر بعناوين الأخبار الرئيسة هو تزايد حالات الإصابة بسرطان الثدي لدى الشابات. وفقًا لما يُتناقل، نحن نشخص سرطان الثدي لدى الشابات ضمن حالات مرضية تراجعنا في عيادتنا. لذا، لم يكن الأمر مفاجئًا في بعض النواحي، ولكن ما كان مفاجئًا فيما لاحظناه هو أن هذه الزيادة وُثقت في هذه التقرير المهم الصادر عن جمعية السرطان الأمريكية.
ثم هناك عوامل بيئية أخرى لسنا متأكدين منها، وتحتاج إلى مزيد من الدراسة. المخاوف التي أثيرت مؤخرًا التي يتحدث عنها الناس هي اللدائن الدقيقة [3,4] microplastics. هذه المواد الكيميائية منتشرة في كل مكان، وقد تبين أننا نبتلعها أيضًا. ولذلك، نحن بحاجة إلى معرفة الضرر الذي تسببه وكيف يمكننا تجنبه.
لقد شهدنا انخفاضًا في معدلات سرطان الثدي بسبب التحسن في التشخيص والعلاج ومعرفة الأنواع المختلفة من سرطانات الثدي التي تصاب بها النساء. لقد شهدنا انخفاضًا في معدل الوفيات. لقد شهدنا انخفاضًا في معدل الإصابة بسرطان الثدي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكننا نشهد الآن ارتفاعًا بطيئًا مرة أخرى في الإصابة بسرطان الثدي، ولكن الزيادة الأكثر دراماتيكية هذه وُجدت بين النساء الشابات.
هناك اختلافات في المعدلات بين النساء من أعراق مختلفة: الأبيض وللأسود والآسيويات ومت جزر المحيط الهادئ، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى القضايا المستمرة المتعلقة بالعنصرية الممنهجة ومدى حصول كل منهن على الرعاية الصحية المطلوبة. غالبًا ما تشخص النساء من العرق الأسود بعد أن تصل إلى مرحلة اصابة متقدمة. نلاحظ وجود سرطانات أكثر عدوانية من الناحية البيولوجية بين هؤلاء النساء.
بالإضافة إلى ذلك، الموطن الذي تعيش فيه المرأة وقدرتها على الحصول على الرعاية الصحية المطلوبة قد يؤثر في المرحلة التي يُشخص فيها سرطان الثدي. هذه هي الصعوبات التي نحتاج إلى اكتشافها وحسمها لتحقيق المساواة في الرعاية الصحية للجميع.
لكن ما يخبرنا عنه هذا التقرير هو أنه لا يمكننا تجاهل هذه الأشياء. لا يمكننا أن نفترض بأنه لا يوجد ما يدعو للقلق عند الشابات. يجب أن يكون التقرير بمثابة جرس إنذار لرفع الوعي بين الشابات، ويخبرنا التقرير بأننا بحاجة للتأكد من أنه إذا ظهرت حالة غير طبيعية على إحدى الشابات، فستكون هناك متابعة فورية باتخاذ الخطوات اللازمة. سواء كان ذلك من خلال دراسة نتائج التصوير أو الخزعة، نحتاج إلى أن تأكد باثولوجيًا بأنه إما ورم حميد أو ورم خبيث. وإذا كان ورمًا خبيثًا، فيجب علينا التأكد من إحالة المريضة على الفور للحصول على الرعاية الصحية المناسبة. ومن المهم ألا نؤخر العلاج.
ومن ثم فإن معرفة عوامل احتمالات الاصابة الأخرى — مثل إنجاب الأطفال في سن متأخر [35 سنة وأكبر، بحسب التعريف]، ومستويات ممارسة التمارين الرياضية، والوزن، وأشياء من هذا القبيل — يكون مفيدًا حتى تتمكن المرأة والطبيب من أخذها بعين الاعتبار كمعيار لعمل الفحوصات المطلوبة.
لو أحست المرأة بوجود ورم غير طبيعي في ثديها، فعليها أن تراجع الطبيب بشأن هذه المشكلة. نظرًا لأننا نشهد زيادة في الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء الشابات، فمن المهم للشابة أن تفي نفسها وتتأكد من عدم تأخير اجراءات الفحوص الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، هناك الكثير من العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر في الشابات المصابات بسرطان الثدي مقارنة بالكبيرات في السن، مثل التأثير في الحياة المهنية، أو مخاوف تتعلق بالخصوبة والحمل، أو الخضوع لعلاج السرطان أثناء تربية المصابة لطفل صغير. الاهتمام بهذه القضايا أمر مهم، وهناك المزيد من الدراسات الجارية في هذه المجالات أيضًا.