آخر تحديث: 26 / 12 / 2024م - 1:42 م

معشوق

سوزان آل حمود *

تعتبر رسالة الإنسان في الحياة تتجلى في سعيه للبحث عن المعنى والهدف. فكل إنسان يسعى لتحقيق السعادة والسكينة، ويبحث عن الحب الذي يمنحه الإلهام والدافع للاستمرار.

العشق هو شعور عميق يتجاوز الحب العادي، حيث يندمج القلب والعقل في حالة من الهيام والوله. إنه تجربة روحية ونفسية تتجاوز الأبعاد المادية، ويصبح العاشق فيها متيماً بمعشوقه، سواء كان إنساناً أو فكرة أو حتى ذات إلهية.

من بين جميع أنواع العشق، يعتبر عشق الله سبحانه وتعالى هو الأسمى والأكثر نقاءً. فقد تجلى هذا العشق في قلوب العديد من الصالحين، والتائبين ومنهم رابعة العدوية، التي عرفت بتجربتها الروحية العميقة. تابت رابعة وذابت عشقا في الذات الإلهية، حيث عبرت عن مشاعرها في أشعار جميلة تعكس حبها لله.

لكي يكون لدينا معشوق، لا بد أن يكون هناك عاشق. فالعشق يتطلب وجود طرفين، كل منهما يحمل مشاعر وأحاسيس تجاه الآخر. وفي هذا السياق، يُعتبر اختيار المعشوق من الأمور الهامة، حيث يجب أن يتوافق مع قيم ومبادئ العاشق.

العشق المسموح هو ذلك النوع الذي يتماشى مع القيم الإنسانية والأخلاقية. يجب أن يكون هذا العشق مبنياً على الاحترام المتبادل، والالتزام بالمبادئ التي تحافظ على كرامة الفرد والعلاقات الاجتماعية. حتى لو كان عشقا للعلم أو للعمل لا بد وأن يتجلى فيه القيم والأخلاق.

لتكن الحياة كريمة، يجب أن يكون العشق مباحاً ومتوجاً برضى الوالدين، وملتزماً بقوانين الشريعة. فالعلاقة العاطفية يجب أن تُبنى على أسس من الاحترام والمودة، مع الأخذ بعين الاعتبار الوالدين ورغباتهم، والتوافق مع تعاليم الدين. كما أن العشق هو تجربة إنسانية عميقة، تحمل في طياتها معاني جميلة وأبعاداً روحية. ولذلك، يجب أن نسعى لتحقيق عشق نبيل، سواء كان لله سبحانه وتعالى أو للأشخاص الذين نحبهم، مع الالتزام بقيمنا ومبادئنا.