آخر تحديث: 3 / 12 / 2024م - 7:35 م

فجر اليوم.. ذروة شهب الأسديات 2024

جهات الإخبارية زهير الغزال - الأحساء

قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة: إن سماء الوطن العربي شهدت فجر اليوم الإثنين 18 نوفمبر، ذروة تساقط زخة شهب الأسديات، حيث تنتج في المعدل عند ذروتها بين 10 إلى 15 شهاب بالساعة.

وأوضح أن ظروف المشاهدة هذا العام ليست جيدة حيث تتزامن مع اكتمال القمر، ما يعني أن معظم الشهب ستكون خافتة بسبب ضوء القمر ولرؤية بعض الشهب يتم الرصد عندما يكون القمر قريباً من الأفق.

وأضاف أن شهب الأسديات تنشط سنوياً في الفترة من 6 إلى 30 نوفمبر وهي من الشهب المتوسطة ترصد في الساعات قبل شروق شمس بمراقبة الأفق الشرقي من موقع مظلم بعيداً عن أضواء المدن ولا يحتاج الراصد إلى معدات خاصة حيث ستظهر من جميع أجزاء السماء ولكن فقط يجب السماح للعين بأخذ 20 دقيقة للتكيف مع الظلمة من اجل أفضل فرصة لاكتشاف أضعف الشهب.

وبيّن أن زخات الشهب تحدث في نفس الوقت سنوياً عندما تعبر الأرض خلال الحطام الذي خلفه مرور المذنبات «الأجسام الصخرية والجليدية الصغيرة المتبقية من تكوين النظام الشمسي».

وأكمل: عندما تشق المذنبات طريقها نحو الشمس من الأعماق الباردة والمظلمة للنظام الشمسي تبدأ في التسخين ثم يتصاعد الجليد حيث ينتقل من الحالة الصلبة إلى الشكل الغازي وتطلق جزيئات صلبة وكثير منها بحجم حبة الرمل أو حبيبات القهوة.

وأشار إلى أن قوى الجاذبية والرياح الشمسية وحتى الضغط من فوتونات ضوء الشمس تجمع الحطام في تجمعات تدور حول الشمس على نفس المسار المداري مثل المذنب الأصلي.

واستطرد: أحيانا تعبر الأرض خلال ذلك التجمع الكثيف من الحطام وعندما تدخل الجسيمات إلى غلافنا الجوي فإنها تسخن كثيرا بحيث تتبخر في وميض من الضوء وتحترق الجسيمات الأكبر سطوعًا على ارتفاع من 70 إلى 100 كيلومتر تقريباً وتكون مرئية لفترة أطول حتى عدة ثوانٍ تُعرف باسم ”كرات النور“ وغالباً ما تنتجها شهب الأسديات ومع ذلك فإن هذه الشهب بارزة لسببين آخرين.

وتابع أن مصدر شهب الأسديات هو المذنب «تمبل - توتال» والذي يعود إلى الجزء الداخلي من النظام الشمسي مرة واحدة كل 33 عاما وينثر حطام غباري جديد في كل مرة.

ولفت إلى أن التقارير التي وثقت العاصفة الشهابية للأسديات عام 1833 تشير إلى سقوط 100,000 شهاب في المتوسط كل ساعة وقد سجل بعد ذلك في عامي 1866 و 1867 آلاف الشهب في الساعة.

وقال: من المثير للدهشة أن فترة 33 عاما تقريبًا لعواصف شهب الأسديات ليست مرتبطة مباشرة بعودة المذنب، فغالبا ما تحدث العواصف الشهابية للأسديات بسبب مسارات الحطام الكثيف التي تم تشكيلها قبل أكثر من مائة عام.

وأبان أنه لا يتوقع حدوث عاصفة شهابية هذا العام فقد حدثت آخر مره بين 1999 و 2001 وعلينا الانتظار أكثر من 10 سنوات لحدوث العاصفة الشهابية التالية ومع ذلك هناك فرصة لتفاعل الأرض مع تجمع كثيف من الحطام الغباري كما ورد من خلال منظمة الشهب الدولية إلا التنبؤ بنشاط زخات الشهب أمر صعب للغاية لذلك ليس هناك ما يضمن حدوث ذلك لكن الفرصة قائمة.

يُذكر أن مراقبة نشاط الشهب يساعد العلماء على فهم أفضل للكويكبات والمذنبات التي تعبر مدار الأرض وكيف أثرت تلك الأجسام السماوية على كوكبنا ويمكن أن تساعد أيضاً في حماية المركبات الفضائية والأرض من الاصطدامات المحتملة بمثل هذا الحطام السماوي.