آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

آفاق: يعيد طباعة كتاب السيف الحداثة كحاجة دينية

حسن آل جميعان *

الحداثة وسؤالها الذي لا زال محل إشكال بالنسبة للكثيرين من المفكرين والباحثين الإسلاميين الذين لا يرون حاجة للحداثة التي لدى الغرب وإنما ما لدى الإسلام من علوم ومعارف كاف لمجارات الأمم المتقدمة والتفوق عليها أيضا.

الحداثة وسؤالها الذي لا زال محل إشكال بالنسبة للكثيرين من المفكرين والباحثين الإسلاميين الذين لا يرون حاجة للحداثة التي لدى الغرب وإنما ما لدى الإسلام من علوم ومعارف كاف لمجارات الأمم المتقدمة والتفوق عليها أيضا.

من هنا ومن خلال كتاب الدكتور توفيق السيف "الحداثة كحاجة دينية " الطبعة الثانية مركز آفاق للدراسات والبحوث يقدم الدكتور السيف قراءة مختلفة لمفهوم الحداثة من خلال حوار أو مرافعة بين عقلين كما يصفها في مقدمته والتي بدأها بسؤال يعده من أكثر الأسئلة إثارة للحرج في ثقافتنا الدينية المعاصرة وهو: كيف ينهض المسلمون من سباتهم المزمن، وكيف يعودون إلى أقطار الحضارة بعدما نزلوا أو أنزلوا منه؟

ويشير السيف في كتابه إلى أن نهضة الأمم تبدأ بولادة روحية النهضة، وروحية النهضة هي في المقام الأول استيعاب شعوري للواقع الذي يعيشه الإنسان وتعيشه الجماعة، يتلوه تأمل في المخارج، أي تساؤلات متواصلة عن موضوع النهضة وبحث عن كيفياتها وسبلها ومراحلها وحاجاتها. هذه الأسئلة التمهيد الذهني لولادة مشروع النهضة.

ويقول الكاتب أيضا كل سؤال هو نتاج شك في الواقع وهذا الشك هو بداية اليقظة وهو دلالة وعي العقل. ولا يحتاج التقدم إلى أكثر من عقول متيقظة تنظر وتعترض وتسعى للفهم والتفسير والتغيير.

والمشكلة بالنسبة للكاتب السيف إن ثقافة الجماعة ليست في الغالب منظورات عقلانية يمكن حساب أصلها ووظيفتها وفوائدها، بل إن كثيرا منها مجرد توهمات، ولعل بعضها كان أفكارا أو ردود فعل وجدت في زمن لغرض معين وقد أدت وظيفتها في ذلك الظرف وانتهى دورها، لكنها مع ذلك بقيت حية وفعالة رغم زوال مبرراتها وانتفاء الحاجة إليها.

ويدعي الكاتب إلى أن عدم مقدرتنا على حل مشكلة التخلف هو إصرارنا على استعمال وسائل تشخيص من داخل ثقافتنا. وما دامت هذه الوسائل جزء من تلك الثقافة، فهي مثلها مصابة بدائها.

ومن هنا فأن تجديد الإسلام هو في حقيقة الأمر تجديد حياة المسلمين، وتحويل الإسلام من مجرد إعلان عن هوية مختلفة إلى فاعل في تطوير حياة البشرية كلها، وهذا لا يتحقق إلا إذا تحولت حياة المسلمين من حال التخلف الذي هي عليه اليوم إلى حال المدنية الذي نأمل في المستقبل.