القراءة أوقات الانتظار
كثيرة هي الأوقات التي نقضيها في الانتظار كل يوم؛ فنحن ننتظر في البنوك، وفي الدوائر الحكومية، وفي المطارات، وفي محطات القطار والمترو والحافلات، كما تضيع منا ساعات وساعات في غرف الانتظار في العيادات الطبية والمستشفيات، ولو استطعنا حمل كتاب أو أي مادة قرائية معنا في هذه الأماكن لتمكنا من استثمار هذه الأوقات وزيادة رقعة القراءة في أيامنا وفي حياتنا عامة.
وقد تنبهت لهذه الفكرة شركة درست هذا الوضع ثم حاولت ملاحقة الناس خارج أسوار المكتبات العامة من أجل دفعهم للقراءة في أوقات الانتظار في الأماكن العامة وفي صالات الانتظار. وتقوم فكرتها على وضع جهاز بسيط يشبه الأجهزة المستخدمة لطباعة أرقام الانتظار في البنوك أو في بعض الشركات، فتقوم بطباعة مواد قرائية قصيرة (شعر أو قصة قصيرة أو مقال) وذلك على ورق خفيف مثل الورق الذي تطبع عليه أرقام الانتظار. ويمكن لأي شخص اختيار مدة القراءة التي يحبها (من دقيقة واحدة إلى خمس دقائق) لكي يقوم الجهاز بطباعة نص مناسب له.
وهناك خيار آخر للقارئ؛ وهو أن يختار قراءة ذلك النص على جهازه الذكي أو هاتفه الجوال، وذلك لمن يفضل هذه الطريقة أو حتى حفاظًا على البيئة بعدم استخدام الأوراق، حيث يمكن نقل النصوص المطلوبة إلى جهاز المستخدم عبر رمز الاستجابة السريعة (QR Code).
وقد صمم موقع ويب لهذا المشروع https://short-edition.com/fr/؛ يعرِّف بالمشروع وبالقائمين عليه ويعرض التعاون على من يرغب في ذلك.
وقد بدأ المشروع في العام 2011 كمشروع لتجميع الكتاب، لكنهم سرعان ما تحولوا في عام 2016 إلى طباعة النصوص. ولا يزال القائمون عليه مستمرين في تطويره وزيادة رقعة انتشاره، بل إنهم يطلبون من قراء النصوص أن يرسلوا إلى الموقع مقترحاتهم بأماكن لكي يضعوا فيها أجهزتهم. وفي عام 2020 قامت وزارة التربية الوطنية في فرنسا بدعم المشروع؛ عبر إشراك المعلمين والطلاب فيه.
وتنقسم مواد الموقع إلى قسمين؛ أدب عام وأدب أطفال، بشكل رائع يجمع بين مجانية القراءة والمحافظة على حقوق الطبع والنشر. وتتنوع اتجاهات المواد فيه ما بين قصص قصيرة وقصص مصورة قصيرة وقصائد. ومن أجل اجتذاب أعداد أكبر من الأطفال فإن الموقع قسم الفئات العمرية للأطفال إلى ثلاث (6 إلى 8 سنوات، 8 إلى 11 سنة، 11 إلى 14 سنة).
