محاسبة النفس
لا شك أن الإنسان والنفس هما توأم الروح.
ولا شك أيضًا أن الإنسان دائم التحدث مع نفسه.
فأنا قوية العلاقة مع نفسي وبالأخص وقت النوم.
فعندما أصادف شخصًا ويكون بيننا حوار أو حديث، وينتهي وأمضي يومي. أسأل نفسي وأنا على وسادتي ماذا قلت وماذا فعلت وكيف تصرفت مع الشخص الذي قابلته؟
أنا لا أنام سريعًا.
بسبب أفكاري الكثيرة وتفكيري الذي لا ينتهي.
أنا دائمة التحدث مع نفسي لدرجة أنني أتكلم معها بصوت مسموع وأحيانًا عالي.
أحب نفسي لأنني أحاسبها على كل تصرف بدر مني، وأحاول أن أغربلها وأنقيها من أخطائها، وعندما أجد الأخطاء أقلبها جيدًا في رأسي، وأضع تحتها خطوطًا حمراء، وأعد نفسي أن أتخلص منها جاهدةً أن لا أعود لها.
في بعض الأحيان تنتابني لحظة صمت.
أتحدث مع الله وعن تقصيري تجاهه.
أدعوه أن يغفر لي كل خطأ وذنب اقترفته.
وأحيانًا أتساءل هل أنا دائمًا على خطأ؟
أنا بشر وكل البشر خطاؤون.
هذا لا يعني أنني غير صالحة وكثيرة افتعال الأخطاء.
ألوم وأعاتب نفسي كثيرًا، وهذا جيد وعندما أتعب أقف عن التفكير، وأقول لنفسي أنني على حق أيضًا في كثير من الأحيان.
﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ «تُجَادِلُ» عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [النحل: آية 111].
فمع محاسبة نفسي يجب علي إنصافها وإعطائها حق الدفاع.
ذاتنا البشرية هي انعكاس لكل ما بداخلنا وهي تمثل وجهتنا في الحياة وقدراتنا وطموحاتنا ومصادفتنا للأشخاص المحيطين بنا، أي أنها تمثل نظرة الإنسان عن نفسه وقدراته ومهاراته.
إذن: ذات الإنسان هي نتاج الخبرات التي يمر بها وهي طابعه الشخصي من بيئته، ومن محيطه الذي اكتسبها منه.
حاسِبوا أنفسكم قبل أن تحَاسَبوا.