ما هو إلا القليل من التستوستيرون!
يصل الإنسان لسن البلوغ، فتظهر عليه علامات البلوغ، فتحيض الأنثى فيكتنز جسدها ويتكور، وينعم صوتها، أما الذكر فيشب ويخشن صوته، تبرز عضلاته ويبدأ بالاحتلام، تلك مظاهر بلوغ الذكر والأنثى والتي لا بد من حصولها للجنسين في الأوضاع الطبيعية. أما أن يصبح ذلك الذكر رجلاً وتلك الأنثى امرأة فذلك أمر يحتاج لتربية نفسية وأخلاقية ومجهود وعمل ومثابرة وجهاد للنفس. يتباهى كثير من الذكور بأجسادهم وفحولتهم وعنفوانهم الجسدي ويتفاخرون بعضلاتهم وأشنابهم ولحاهم ويبدأون بالصراخ بصوتهم الأجش ليستعرضوا ذكورتهم متوهمين بأنهم أصبحوا رجالاً غير مدركين أن كل التغيرات الجسدية تلك ليست إلا نتيجة لإفراز جسدهم للقليل من هرمون التستوستيرون، وأن معنى الرجولة لا يقتصر على المظهر الخارجي فقط، بل هو أكبر وأعمق من ذلك بكثير.
إذا، الذكورة هي الصفات الجسدية والبيولوجية، أما الرجولة فهي العقل والروح، والتفكير، والسلوك، والقيم والمواقف!
لا ينفك مشهد للممثلين سوسن بدر وحسين الإمام في فيلم «احكي يا شهرزاد»، يتكرر في ذاكرتي وأضحك عندما التقيا في مطعم ليتناقشا في أمور ما قبل الزواج. بدأ حسين شروطه برغبته بأن تتحجب، ثم أخبرها عن مبدأ المشاركة الذي يود أن يطبقاه في حياتهما، ثم نادها ب» حبيبتي» لتفعيله! ثم واصل حديثه فأخبرها أن لديه شقة وإن فرش وتجهيز الشقة يجب أن يكون على ذوق العروس وعلى حسابها، بعد ذلك، سرد عليها الشروط التي كتبها مسبقا، إدارة البيت التنفيذية حق مطلق لها، لكن الإدارة السياسية له! بمعنى أن لا حق لها أن تشتري حتى «كيس بطاطا» إلا بعلمه، «هنا يتجلى توزيع الألقاب». اشترط عليها أن تطبخ، وتنظف وأن يكون لهما حساب مشترك لراتبيهما هو الذي يديره، وأن تبيع سيارتها وتعتمد عليه في التوصيل أو تأخذ تاكسي، وأن تخدم أمه الكبيرة في السن، فسألته: «وأنت، ماذا ستقدم لي؟» فقال لها حرفياً: «هبقى جوزك»! فلم يكن من الفنانة سوسن بدر بعد أن طالبته بتوضيح قصده مراراً إلا أن صرخت.. يعني عايز تأخذ فلوسي وتشغلني وتفرض عليا شروطك وتقول لي حتبقى جوزي؟
في الحديث: «تزوجوا الودود الولود»، لقد خلق الرجل والمرأة ووكلت لكل منهما مهام معينة كالحمل والإنجاب للمرأة، والعمل والسعي لتوفير لقمة العيش للرجل، فإذا كانت القدرة على الإنجاب ميزة للمرأة يرغبُ الرجالُ فيها، فلا نستطيع أن ننكر أن القدرة المادية ميزة، إضافة للميزات سابقة الذكر، تزيد من جاذبية الرجل، إذ من يكره أن يعيش حياته في بحبوحة؟
الرجل هو من يكافح لتوفير أفضل حياة له ولأسرته، الرجل هو الذي يقوم بدوره كأب، زوج، أخ، أبن، صديق ومواطن، بشكل كامل وبأفضل صورة، الرجل هو الذي لو لم يستطع توفير الحياة السعيدة الرغيدة لأسرته فيكفيه شرف المحاولة واستمرارها.