آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 1:42 م

الأنف يكشف علاقتنا بالإنفعالات

عدنان أحمد الحاجي *
  • 26 أكتوبر 2017
  • المترجم: عدنان أحمد الحاجي
  • المقالة 246 لسنة 2024
  • The nose reveals our relationship with emotions
  • October 26,2017

هل تعبر عن انفعالاتك؟ هل أنت قادر على تسميتها، وتعبر عنها، وتربطها بأحساسيك؟ إذا كانت إجابتك بـ ”لا“ بشكل جازم، فقد تكون من بين 10 في المائة من الأصحاء الذين يعانون من صعوبة في معالجة الانفعالات. صعوبة معالجة بالانفعالات هي حالة نفسية تعرف باسم ألَّامفرداتية أو ”نقص الانسجام النفسي“ أو أليكسيثيميا [وتعتبر حالة ضعف في الشخصية للتعبير عن الانفعالات Emotions والتعلق الاجتماعي، والعلاقات الشخصية مع الغير] [1] . لدى الفرد المصاب بنقص الانسجام النفسي صعوبة، بدرجة قد تكون على طرفي نقيض، فيما يتعلق بالأحاسيس - التي تتراوح من الفرح إلى الخوف، ومن الاشمئزاز إلى الغضب - وهي عناصر تشكل الإنفعالاتنا. الدراسات التي أجريت في المدرسة العالمية للدراسات المتقدمة SISSA في مدينة تريست الإيطالية، ونشرت في المجلة العلمية التقارير العلمية [2]  Scientific Reports تسعى إلى تسليط الضوء على جوانب من هذه الحالة، وذلك باستخدام مقاربة لم تُختبر حتى حينه. وعلى وجه التحديد، نظرًا للعلاقة الوثيقة القائمة بين الإحساس بالروائح والانفعالات (العواطف)، استخدمت الباحثات سينزيا سيشيتو Cinzia Cecchetto ورافايليا الرمياتي Raffaella Rumiati ومارلينا إيلو Marilena Aiello اختبار الحاسة الشمية [3] : ”هناك تداخل جزئي بين مناطق الدماغ التي تتعامل مع الحاسة الشمية، وتلك التي تعالج الانفعالات. ولذلك فإن اختبار مثل هذا التداخل قد يكون مناسبًا بشكل خاص لدراسة هذه الاضطراب النفسي المعين (أي نقص الانسجام النفسي)،“ كما توضح إيلو المنسقة لهذا البحث.

قسمت الباحثات 62 شخصاً مشاركًا في التجربة إلى ثلاث مجموعات وفقًا لمستوى شدة هذه الحالة (عالية ومتوسطة ومنخفضة)، خضعت هذه المجموعات الثلاث لسلسلة من الاختبارات الشمية لمعرفة مدى تفاعلهم مع أنواع مختلفة من الإستثارات. وجدت الباحثات أن المصابين بالحالة يختلفون عن الآخرين في مدى تفاعلهم مع الروائح. ما ميزهم على وجه الخصوص هي المتغيرات الفسيولوجية، كمعدل ضربات القلب أو مدى التوصيل الكهربائي للبشرة. وبينت الاختبارات أيضا أن هناك اختلافات في الاستجابات بين المشاركين المصابين بنقص انسجام عاطفي [يعانون من إثارات انفعالية، كالغضب أو الخوف، الذي يحد من القدرة على الإحساس والخيال والإبداع]، وأولئك الذين لديهم نقص انسجام إدراكي [وهم الذين لديهم صعوبات في التعرف على مشاعرهم والتعبير عنها وتحليلها] [4] ، التي تُضعِف من القدرة على التعرف على المشاعر والتعبير عنها والتمييز بينها.

”إن النتائج التي تم التوصل إليها“ كما أوضحت سينزيا سيشيتو ومارلينا إيلو ”تبين أن إحدى خصائص نقص الانسجام النفسي هي الاستجابة الفسيولوجية التي تغيرت بالمؤثرات (بالمنبهات) الشمية“. كما أشارت الباحثتان إلى حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام: ”خلافًا لما يمكن للمرء أن يتوقعه، تبين هذه الدراسة أن الاستجابات الفسيولوجية للمصابين بنقص الانسجام النفسي إلى الانفعالات التي يثيرها الشم ليست ضعيفة، بل شديدة. كما لو أن هؤلاء الذين أجري عليهم الاختبار يجدون أنفسهم في حالة تنشيط (إثارة) شديدة ودائمة، فيما يتعلق بمشاعرهم التي يبدو أنها تجعلهم غير حساسين للتغيرات التي تطرأ عليها، وإلى الاختلافات بينها وإلى الاختلافات البسيطة التي تثري حياتنا اليومية. مع أنها خلاف البديهة، لكنها ملاحظة علمية مهمة بشكل خاص.“