دُرُوْبُ الْمَرَاقِيْ إِلَىْ رَسُوْلِ الله (ص)
دُرُوْبُ الْمَرَاقِيْ
إِلَىْ رَسُوْلِ الله ﷺ
ذَكَرْتُكَ يَا مَنْ مَلَكْتَ الْفُؤْادَا
تَهَاوَتْ نُفُوْسٌ وَنَالَتْ مُرَادَا
لِطَهَ تَحُوْمُ الْمَعَالِيْ بِرَفْعٍ
تَنَاهَتْ إِلَيْهِ وَأَرْسَتْ عِمَادَا
وَهَذَا الزَّمَانُ سَقَانَا نُغُوْصًا
وَكاَلَ عَلَيْنَا ضُرُوْبًا شِدَادَا
فَلَيْسَ لنَا مِنْ سَبِيْلٍ سِوَاكَ
يَرُوْمُ عَلَيْنَا لِنَلْقَ وِفَادَا
فَأَنتَ الرَّفِيْعُ رَقَيْتَ كَمَالًا
وَأَنْتَ الرَّحِيْمُ جَنَيْتَ حَصَادَا
فَيَا أَحْمَدٌ قَدْ زَرَعْتَ خِلَاقًا
إِلَىْ أَنْ تَرَاقَتْ بِفِكْرٍ سِنَادَا
أَيَا جَامِعًا مِنْ شَتَاتٍ بِشَمْلٍ
هَوَتْكَ الْقُلُوْبُ وَزَالَتْ عِنَادَا
فَلَا غَابَ عَنَّا الضِّيَاءُ الْمُبِيْنُ
وَلَا زِلْتَ فِيْنَا بِوَهْجٍ طِرَادَا
سَلَكْتَ بِنَا فِيْ طَرِيْقِ الرَّشَادِ
نَطَقْتَ بِصِدْقٍ هَدَيْتَ عِبَادَا
فَقَدْ فَاضَ فِيْهَا بِنُوْرٍ جَلَاهُ
وَجَادَ بِفَضْلٍ وَعَمَّ الْبِلَادَ
نُعِتَّ بِوَصْف الْإلَهِ بِحَصْرٍ
بَمَا لَمْ يَكُنْ مِنْ شَبِيْهٍ نِدَادَا
وَكَيْفَ يَجُوْدُ عَلَيْنَا بِمِثْلٍ
فَبَانَ الْكَمَالُ وَعَزَّ صِمَادَا
فَهَذَا الْكِتَابُ يَحِنُّ أَنِيْنًا
يَئِنُّ بِزَفْرٍ يَفِيْضُ مِدَادَا
سَلَكْنَا بِهِ فِيْ دُرُوْبِ الْمَرَاقِيْ
فَكَانَ لَنَا مِنْ وِقَاءٍ عِتَادَا