”الثوريات“ و”الأسديات“.. عروض سماوية في ليالي نوفمبر
أوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن ليالي نوفمبر الحالية ستشهد امتداداً لساعات الرصد الفلكي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، مما يتيح لعشاق الفلك فرصة مبكرة لاستكشاف أسرار السماء.
وأشار أبو زاهرة إلى أن شهر نوفمبر يحمل في جعبته العديد من الكنوز السماوية، بدءاً من تحسن الأجواء وظهور الشفق القطبي بشكل متكرر، إلى جانب العديد من النجوم الساطعة والكوكبات النجمية والكواكب، بالإضافة إلى زخات الشهب المتمثلة في ”الثوريات الجنوبية“ و”الثوريات الشمالية“.
بينما بلغت شهب ”الثوريات الجنوبية“ ذروتها في أكتوبر الماضي، إلا أنها ستشهد ذروة ثانية في ليلة الرابع والخامس من نوفمبر، في حين ستبلغ شهب ”الثوريات الشمالية“ ذروتها في ليلة الحادي عشر والثاني عشر من نوفمبر.
وأكد أبو زاهرة أن غياب ضوء القمر في ساعات الصباح الباكر سيوفر سماء مظلمة مثالية لرصد زخات الشهب، حيث يمكن رصد ما يصل إلى 10 شهب في الساعة من موقع مظلم بعيداً عن أضواء المدن، لافتاً إلى أن أفضل وقت للرصد سيكون من منتصف الليل إلى ما قبل شفق الصباح.
وعلى الرغم من تزامن ذروة شهب الأسديات في الساعات الأولى من صباح 17 نوفمبر مع وجود القمر الأحدب المتناقص، إلا أنها ستظل فرصة مميزة لعشاق الفلك لرصد هذه الظاهرة الفريدة.
سيزين كوكب الزهرة الأفق الجنوبي الغربي مع شفق المساء، وسيلتقي في الأيام الأولى من الشهر مع هلال القمر الجديد في مشهد بديع. كما سيرصد كوكب زحل في وقت مبكر من الليل في الأفق الجنوبي، وسيلتقي في اليوم العاشر مع القمر في طور التربيع الأول.
وعلى الرغم من أننا نعيش فصل الخريف، إلا أن بعض نجوم الشتاء بدأت بالفعل في الظهور في سماء نوفمبر، حيث يمكن رؤية عنقود الثريا النجمي في الأفق الشرقي الشمالي الشرقي، بالإضافة إلى كوكبات الجوزاء، والثور، وممسك العجلة.
سيصل كوكب المشتري الشهر المقبل إلى حالة التقابل، وسيكون ساطعاً للغاية متفوقاً على أي نجم آخر في سماء المساء. كما سيظهر كوكب المريخ بعد الساعة 11 مساءً في أوائل نوفمبر، وسيزداد سطوعاً مع الانتقال إلى ديسمبر.
واختتم أبو زاهرة حديثه بدعوة جميع محبي الفلك للاستمتاع بمشاهدة الكواكب الساطعة والسماء المتغيرة في شهر نوفمبر، واكتشاف كنوزها الساحرة.