آخر تحديث: 7 / 11 / 2024م - 12:07 ص

قفا نسأل:

محمد العلي * مجلة اليمامة

1. «الضحك على الذقون»

تتكرر هذه الكلمة كثيرا عندما يبطن الكلام خداعا وتضليلا، وحين أقرأها أضحك حتى تكاد الجدران أن تشاركني؛ لأن الذين يضحكون في هذه الأيام هم أهل الذقون، أما المضحوك عليهم فهم بلا ذقون، ويشكلون الأكثرية الأفقية في المجتمع. ثم لماذا الذقون المسكينة هي وحدها، مثار الضحك دون سائر الجسد؟ ومع كل هذه العيوب فهذا التعبير يبقى مشرق الوجه؛ لأنه يستثني لا شعوريا المرأة، فهي لا يمكن الضحك عليها؛ لأنها بلا ذقن.

2. «على عنادك، على عنادك / لحبهم واحرق افّادك»

هذا مطلع أغنية للمطربة العراقية عفيفة إسكندر. وأول ما يخطر على الذهن من الأسئلة عند سماعها هو: هل الحب يأتي ويذهب بالاختيار، تماما مثلما تدخل إلى محل لبيع الفواكه، ويسهل عليك شراء ما تريد وترك سواه، أم هو شيء مباغت كالصاعقة والبركان؟ عفيفة تقول: إن بإرادتها أن تنقل حبها من ضفة إلى أخرى، سواء رضي أبو تمام أو هجر الشعر من الغضب.

أنت، يا من تورطت بقراءة هذا المقال، ما هو رأيك؟ أظنك تخطئ عفيفة، متظاهرا بصيانتك للحب من الابتذال، أما أنا فأراني منجذبا إلى رأي عفيفة، إذ بودي أن يكون الحب شيئا يباع على الأرصفة كالكتب العتيقة. أما السيد كيوبيد فقد نزع عصابة عينيه وكسّر سهامه في هذه الأيام القاحلة من الحب.

3. مما لاشك فيه:

يبدأ بعض الكتبة مقاله بهذه الجملة، أي أنه يسلب منك حاسة النقد، والتساؤل حول المعني، ويوحي إليك بأن كاتب المقال في مناعة تامة من الخطأ، وأنه، وحده، خرج من كهف أفلاطون، أما أنت فلم تزل هناك، تحدق في الظلال. بالإضافة إلى أنه  حفظه الله وزاده بسطة في العلم والجسم  حصر الآراء التي لاشك فيها، منذ آدم حتي الآن، وأضاف رأيه إليها. جاهلا أنه حتى المقدسات لم تسلم من الشك.

4. مشي القطاة إلى الغدير:

أنا وأنت لم نر قطاة تمشي إلى غدير قط، لكن الشاعر ترك خيال قارئه وسامعه مطلق الحرية في التخيّل، والطيران إلى ما يستطيع من الآفاق. وهنا يأتي السؤال: من الأعمق تأثيرا جماليا: هل هو ذاك الذي رأى القطاة، وهي تمشي إلى الغدير في الواقع، أم هذا الذي رآها خياليا؟ كثير من الشعراء يرى الرؤية الخيالية أجمل، أما  مكلمك  فيرى أن ذلك يعتمد على الحالة النفسية في الرائي والمرئي معا في اتخاذ الموقف.

كاتب وأديب