هديةُ كتاب
تعد أفضل هدية في العالم يقدمها إنسان لآخر هي هدية كتاب، وهذا النوع من الهدايا سامي وهادف، حيث تكون الهدية لها مكانة خاصة وقيمة عندما يهديها مؤلف الكتاب نفسه.
في أحد الأيام، أهداني أديب بارع وكاتب بارز من السعودية هديةً قيمة جميلة، كنت أنتظرها بشغف وأترقب وصولها منذ تم إرسالها إلى الهند. وهذه الهدية كانت ذات أهمية بالغة عندي لأنها جاءت من شخص عظيم ومن مكان بعيد جداً.
في يوم ما كنتُ أتناول طعام الغداء في غرفتي، رنّ هاتفي فجأة، قلت: مرحباً من حضرتك، قال: ”أنا ساعي البريد“. هل أنت ظفر...؟
قلت: أجل…
قال: لك طرد في البريد يجب أن تأتي لتستلمها…
أجبته: أنا قادم.
بعد أن حصلت على هذا الطرد، عدت إلى المنزل وفتحته وأنا في غاية السرور، أطير فرحاً، وأشعر بالنشاط.
إنه جميييل كثيييير، ماشاء الله تبارك الرحمن..
كانت هذه الهدية هي كتاب اسمه ”خيانة ورق“ أهداني إياها الكاتب الأديب السعودي عبد الباري أحمد الدخيل حفظه الله ورعاه.
تعرفت على الكاتب الأديب من خلال مجموعة تفاعلية على تطبيق التليجرام، وقتها أرسل الكاتب صورة الكتاب ليشاهده أعضاء المجموعة، عندما رأيته في تلك اللحظة سألت الكاتب - حفظه الله ورعاه - عن هذا الكتاب وعن كيفية الحصول عليه في الهند وهل هو موجود هنا، فأجابني فجأة: إذا ممكن كتابة العنوان البريدي لأرسل لك نسخة - إن شاء الله - وسيصلك قريباً بإذن الله تعالى.
الحمد لله، تم بفضل الله تعالى وصول الكتاب، وهو بحوزتي الآن.
نبذة عن حياة الكاتب
عبد الباري أحمد الدخيل من مواليد جزيرة تاروت، تلقى التعليم فيها.
- عمل في وزارة البترول والثروة المعدنية في الرياض.
- يعمل حالياً في إدارة العلاقات العامة والإعلام في بلدية محافظة القطيف.
- أنهى عدة دورات تدريبية في العمل الإعلامي والصحفي.
- أدار عدد من الندوات والمحاضرات والحوارات التلفزيونية.
- قدم ورش عمل في المجال الإعلامي والصحفي.
- شارك في التمثيل في عدة أفلام أنتجتها مؤسسة قيثارة للإنتاج الفني منها:
”المهمة الصعبة“، ”في بيتنا موهوب“، ”الصفيح“، ثلاثون يوماً" وغيرها.
- نشرت له قصائد شعرية وقصص قصيرة ومقالات في بعض الصحف والمجلات السعودية وعدد من المواقع الالكترونية.
- صدر له عدد من الكتب من بينها:
”من مناقب اهل البيت“،
”السلفيون والشيعة تجربة حوار“،
”الوطن للجميع“،
”مشهد للتواصل والانفتاح الوطني“،
”أوراق ليست للبيع“،
”مصدر: منتدى الثلاثاء الثقافي“
تعريف بالكتاب
اسم الكتاب ”خيانة ورق“ وهو مجموعة قصصية جديدة للكاتب الأديب عبد الباري أحمد الدخيل.
كل قصة منها تتناول موضوعاً مختلفاً. وتعرض تجربة إنسانية فريدة.
صدرت المجموعة القصصية عن دار الانتشار العربي في لبنان.
تحتوي هذه المجموعة القصصية على 25 قصة قصيرة.
يفتتح الكتاب بمقدمة يطرح فيها الكاتب مجموعة من الأسئلة
مثل كيف صبرنا على الغياب؟
كيف سامحنا؟
كيف خفنا وندمنا؟
كيف خانتنا براءة الأطفال وظننا أن وراء الحب وردة؟
كيف متنا ألف مرة؟
كيف أخفينا الأشواق في أكياس ورقية؟
وكيف تعودنا على نسيان المواجع؟
وغير ذلك....
ثم يبدأ بسلسلة من القصص القصيرة الرائعة الشيقة وفي القصة الأولى يتناول الكاتب موضوع الأمومة تحت عنوان ”أيتها السماء إنها أمي“.
يذكر فيها عن أحوال منزله، هناك توجد مكتبة صغيرة في المنزل. وأفراد أسرته مثقفون ومهذبون، وأمه الكريمة تنحدر من عائلة عريقة في العلم والأدب، فوالده الشفيق وجيه البلد. وعمها شاعر. يحترم بعضهم البعض ويلقون بابتسامة، ولا يعلو صوتهم على صوت الأب. ولا مجال لمخالفة أمر الأم.
وبعده، تبدأ القصة الثانية بعنوان ”بابا العظيم“. فيها يبين المؤلف أن أبيها صارع قرشاً، واستطاع النجاة من بين أسنانه.
ثم القصة الثالثة ”مذكرات رغيف“ يذكر فيها ذكريات الماضي.
والرابعة ”شظايا تقاوم الغياب“ والخامسة ”سماء لا تسكنها الغيوم“ والسادسة ”أنتِ وحدكِ هنا“.
هكذا يذكر الكتاب جميع القصص من البداية إلى النهاية بكل اهتمام وبشكل جدي.
وتتميز قصص المجموعة بأسلوبها المشوق الذي يأسر القارئ حتى النهاية.
هذه المجموعة القصصية من أمتع ما قرأته للكاتب عبد الباري، أنا أعشق كل ما كتبه هذا الكتاب البديع.
استخدم عبد الباري أحمد الدخيل أسلوبًا أدبياً سرديًا يمزج بين البساطة والتعمق، مما يجعل القارئ يندمج في القصص.
تمتاز لغة أحمد الدخيل في هذا الكتاب بالبساطة والبلاغة في آن واحد.
أثرت هذه المجموعة القصصية ”خيانة ورق“ فيّ بشكل عميق. استمتعتُ بأسلوب الكاتب السلس ومشاعره القوية. كل قصة تحمل أهمية بالغة، أنصح الجميع بقراءته فكل قصة ذات أهمية بالغة، فهو يستحق أن يكون في مكتبات القراءة والمطالعة لمحبي الأدب القصصي.
