آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 1:42 م

تحدث عن وجعك

سوزان آل حمود *

الإنسان يواجه في حياته الكثير من الابتلاءات والأوجاع التي تنتج عن المرض، أو المصائب، أو الحوادث. وعندما يتعرض الشخص لمثل هذه الأحداث، يمكن أن يعتبر وجعه أكبر وأشد من وجع الآخرين، وقد يرونها كمصيبة عظيمة. وهذا الرؤية المحدودة قد تكون مفهومة، لأن الشخص يعيش تلك الألم بشكل مباشر ويشعر به على جميع المستويات الجسدية والعاطفية.

ومع ذلك، عندما نتأمل فيما يحدث للآخرين ونسمع عن أوجاعهم ومصائبهم، فإننا ندرك أن وجع كل فرد لا يمكن أن يُقاس بوحدة واحدة. فكل إنسان يعيش تجاربه الخاصة، ولديه معاناة فريدة تتأثر بعوامل مختلفة مثل تربيته، وثقافته، وخلفيته الشخصية. لذلك، فإن محاولة قياس الألم والوجع بين الأشخاص قد تكون مستحيلة وغير عادلة.

عند الحديث عن الوجع يمكننا العثور على الدعم والتعاطف من الآخرين الذين قد مروا بتجارب مماثلة. قد يشعرون بالتواصل والانسجام معنا ويمكنهم أن يقدموا لنا المشورة أو الدعم العاطفي الذي قد يحتاجه الشخص في تلك اللحظة.

ومع ذلك، حينما نتحدث عن الألم والوجع للآخرين، يجب أن نختار من نتحدث إليهم بحذر. قد يحتاج الشخص المستمع إلى أن يكون مستعدًا لسماع مشاكلنا وأن يكون قادرًا على تقديم الدعم والاستماع بدون الحكم أو الانتقاد. كما يجب أن نكون حريصين على عدم الاعتماد فقط على الحديث، ولكن أيضًا على طرق أخرى للتعامل مع الألم مثل البحث عن المساعدة المهنية إذا لزم الأمر.

الألم والوجع هما أمور شخصية وفريدة لكل فرد، والهموم التي تصيب الإنسان تعتبر مؤلمة بغض النظر عن حجمها أو طبيعتها. قد يكون لديك وجع يؤثر على حياتك بطريقة معينة، وقد يكون لدى شخص آخر وجع مختلف تمامًا يؤثر عليه بشكل مختلف. لذلك، يجب علينا أن نكون متفهمين ومتعاطفين تجاه الآخرين وأوجاعهم، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، لأننا لا نعلم حقيقة معاناتهم وتأثيرها عليهم.

لذا، بدلاً من المقارنة بين الآلام والأوجاع، يجب علينا أن نتعاطف وندعم بعضنا البعض في تخطي المحن والتحديات التي تواجهنا. قد يكون لدينا القدرة على مشاركة تجاربنا والاستفادة من الدروس التي تعلمناها لمساعدة الآخرين في التغلب على آلامهم ومصائبهم.