آخر تحديث: 30 / 10 / 2024م - 12:08 ص

ظهوران.. المهدي المنتظر عجل الله فرجه

أحمد رضا الزيلعي

لم تخبرنا يوماً جذوة مصباح أنها تستطيع الاستمرار بإضاءتها بدون تيارٍ كهربائي يمدها بالطاقة.. ولم نعهد عن جذوة مصباح أنها تنكرت للتيار الكهربائي أو مصدر الطاقة الذي به تضيء أو جفته. لم تدعي يوماً أنها في غنىً عن ذلك المصدر.. لذلك لو سألتها لقالت منيتي أن أبقى دوماً على اتصال بمصدر طاقتي ”التيار“.

بعثت الحياة في هذا المصباح واستنطقت حاله على غرار ما يفعل الشعراء والأدباء لأدغدغ الدفين من عقلي عن علاقتي بإمام الزمان عجل الله فرجه الشريف.. فأنا المصباح الذي يحمل الاستعداد ليكون منيراً وهو مصدر النور الذي أودعه الله تبارك وتعالى هادياً للكون من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة ”لو خَلَتِ الأرضُ طَرفةَ عَينٍ من حُجَّةٍ لساخَت بأهلِها“ [1] .

شاءت الذات الإلهية المقدسة أن يغيب عنوان هذا الكائن الأقدس عنا بسبب كفر السابقين وجهلهم حينما تتبعوا كل نبي ورسول ووصي وولي بما يُغضب باعثهم غضباً تقصر عنه نار جهنم. فغدت منية الأمم ظهور مخلصها الذي ينقذها من جميع هذا التسافل الذي يقاس بسرعة الضوء لأهل البصائر ”إنّ هذه الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت وأدبر معروفها، فلم يبقَ منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل“ [2] . في حين أنها تتطلع لهذا المخلص من مئات السنين لينقذ عالمها هي تعيش الغفلة عنه كثيراً رغم حاجتها الماسة ل، حيث فتوقظها الأحداث بين فينة وأخرى. إلا أن بعض من يعرفونه باسمه ووصفه وكثير من أخباره عن طريق المنبع الصافي غفلوا عن الظهور الخاص فضلاً عن العام الذي من به الوحي المحمدي لمعرفة طريقه ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت: آية 53]. سنرى آيات الله العظمى يوم الظهور المقدس ولكن لن تظهر تلك الآيات إلا مع تهيئ أتباع أشرقت شمس المهدي في ذواتهم“ فاتقوا الله جل جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم يهلك فيها من حم أجله ويحمى عنها من أدرك أمله، وهي أمارة لأزوف حركتنا ومباثتكم بأمرنا ونهينا، والله متم نوره ولو كره المشركون" [3] . اطلاقاً من ذلك لعلنا نتمكن من قول أن هناك ظهوران للمهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف:

1. ظهور عام هو الظهور الذي ستعيشه الأرض كلها يوم ظهوره المقدس الذي يظهر به الله تبارك وتعالى الدين على الدين كله وينصر أنبياءه ورسوله وأولياءه على أعدائهم السابقين والتابعين لهم من أول الدنيا إلى يوم الفرح والسرور.

2. الظهور الخاص هو الإشراق المهدوي في النفس الذي يكون بيدنا وبمعونته ”ولكِنَ أعينوني بِوَرَعٍ وَاجتِهادٍ، وعِفَّةٍ وسَدادٍ“

فكيف تراني/تراك أهيء/تهيء ”نفسي/ك“ أن ترى ”بصيرتي/تك“ صبحه المنير - الظهور الخاص - الذي يراه أولياء الله كل صباح [1] ؟

خلاصة ما ينقله العلماء هو من لازم ذكره لازمه الإمام بعناية، وذكره من خلال زيارته وإهدائه الأعمال الصالحة والدعاء له وغيرها. تكفلت السماء بعدد من النصوص الشريفة لزيارته والدعاء له وردت في كتب الأدعية عن أهل بيت العصمة ومنها التالي:

- دعاء العهد كل يوم صباحاً.

- دعاء الندبة كل جمعة وفي الأعياد الإسلامية.

- زيارته يوم الجمعة وتخصيصه باسمه حيث ينبغي قرأت سيرته وحكمه وجميع ما يتعلق بذكره الشريف

- زيارة آل يس وأخواتها التي خصصت لزيارته بسامراء. ولا مانع من زيارته بها عن بعد كما يفعل المتشرعة أعزهم المولى.

- دعاء زمن الغيبة.

- دعاء ”اللهم ادفع عن وليك....“.

أياً يكن، هذه علاقة مقدسة نستطيع تغذيتها بصور شتى ”الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق“ حتى من خلال الاستماع للمحاضرات أو البرامج الوثائقية أو الأفلام أو الاستماع للأناشيد واللواطم وما إلى ذلك [2]  مما يترك أثراً ملموساً يقينياً ووعياً يليق بأنصاره ”ولا ينبئك مثل“ مُعاين.

همسة

أحد الأولياء نقل تألم الإمام من جفاء شيعته الذين يتركون الدعاء له بعد الصلوات. لذلك إن لم يكن لك علاقة مع صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف كل صباح فراجع أولوياتك واعرف أسباب العثرات في حياتك.. ”اللهم عجل لوليك الفرج ولا تجعلنا من جُفاته“.


[1]  رواية شريفة رَوى ابنُ بابَوَيهِ القُمِّيِّ عن عليِّ بنِ موسى الرِّضا أنَّه سُئِل: «أتَخلو الأرضُ من حُجَّةٍ؟ فقال: لو خَلَتِ الأرضُ طَرفةَ عَينٍ من حُجَّةٍ لساخَت بأهلِها»

[2]  من خطبة خطبها سيد شباب أهل الجنة الإمام السبط الشهيد أبو عبد الله الحسين عليه وآله وولد وصحبه السلام.

https://almerja.net/azaat/indexv.php?id=20588

[3]  كتاب الاحتجاج للطبرسي - عن مولى الزمان الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف.

[4]  ينقل عن أحد الأولياء قولاً مضمونه ”عميت عينٌ لا تكحل برؤيته كل صباح“.

[5]  مواقع يجمع الوصل والوصال به عجل الله فرجه

https://m-mahdi.net

قصائد ندبة/مناجاة معه عجل الله فرجه

https://on.soundcloud.com/c6sftmFzyesWpa5p7