آخر تحديث: 7 / 11 / 2024م - 12:07 ص

دائي ودوائي

سوزان آل حمود *

إن الله سبحانه وتعالى، وهو خالق الكون، قد جعل لكل داء دواء. فالحياة مليئة بالتحديات والأمراض، ولكنها أيضًا مليئة بالفرص للتعلم والنمو. يُفهم المرض في سياق أوسع من كونه مجرد عارض جسدي؛ فهو تجربة قد تكون فرصة للتأمل والتغيير.

خلق الله الإنسان ليس ليعذبه، بل ليعمر الأرض بالخير والأعمال الصالحة. وعندما يُصيب الإنسان داء، سواء كان جسديًا أو نفسيًا، يجب أن نرى فيه دعوة للتفكر والتغيير. إن الداء يمكن أن يكون بمثابة رحمة من الله، تُخلص العبد من الخطايا والمعاصي، وتعيده إلى مسار الصواب.

يحتوي القرآن الكريم على إشارات واضحة إلى كيفية التعامل مع الأمراض والمحن. فكلما واجهنا داء، نجد في آيات الله الكريمة توجيهات وحكمًا تعيننا على التغلب عليه. مثلاً، يُشجع القرآن على الصبر والدعاء، مما يساعد على تخفيف وطأة الألم، وتحقيق الشفاء الروحي والجسدي.

عندما يحل بنا داء، ينبغي علينا أن نتذكر أن هذا اختبار من الله. واجبنا هو التوجه إليه بالدعاء والطلب، والاستعانة بالعلاج المناسب. يجب أن نبحث عن الأسباب الحقيقية وراء معاناتنا، وأن نكون صادقين مع أنفسنا في مواجهتها. فالعلاج ليس فقط جسديًا، بل هو أيضًا نفسي وروحي.

يمكن أن يكون الداء هو الدواء في عدة جوانب. على سبيل المثال، قد يُجبرنا المرض على تغيير نمط حياتنا، مما يساعدنا على تحسين صحتنا العامة. كما قد يُعلمنا الصبر والتواضع، ويقربنا من الله. في بعض الأحيان، يُظهر لنا الداء من هم أصدقاؤنا، ويكشف لنا عن قيمة الصحة التي نأخذها كأمر مسلم به.

ختاماً

يتضح أن الداء والدواء هما جزءان متكاملان من التجربة الإنسانية. يجب علينا أن نواجه التحديات بروح إيجابية، وأن نبحث عن الدروس المستفادة من كل تجربة. فالله سبحانه وتعالى، برحمته، يضع في طريقنا كل ما نحتاجه من دواء لنحقق الشفاء والنمو الروحي.