آخر تحديث: 26 / 12 / 2024م - 8:23 م

التدخين أكثر ضررًا على القلب مما كان يعتقد سابقا

عدنان أحمد الحاجي *

25 أغسطس 2022

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 227 لسنة 2024

Smoking is even more damaging to the heart than previously thought

August 25,2022

قلب المدخن أضعف من قلب غير المدخن، وفقًا لدراسة قُدمت في مؤتمر ESC 2022 ونشرت في مجلة القلب الأوربية «1». ووجدت هذه الدراسة أنه كلما زاد المدخن في التدخين، ساءت وظائف قلبه أكثر. ولكن بأمكانه أن يستعيد بعضًا من هذه الوظائف لو أقلع عن هذه العادة السيئة.

”من المعروف أن التدخين يسبب انسداد الشرايين، مما يؤدي إلى أمراض الشريان التاجي [2]  والسكتة الدماغية [3] ،“ حسبما قالت مؤلف الدراسة الدكتور إيڤا هولت Eva Holt من مستشفى هيرليڤ وجينتوفتي Herlev and Gentofte Hospital في كوبنهاغن بالدنمارك. "تبين دراستنا أن التدخين يؤدي أيضًا إلى قلب أكثر سماكةً [أي اعتلال عضلة القلب الضخامي [4] ] وأكثر ضعفًا. وهذا يعني أن كمية الدم في غرفة القلب اليسرى للمدخن أقل وأن قدرته على ضخ الدم إلى بقية الجسم أضعف. كلما دخن المدخن أكثر، كلما ساء عمل وظائف قلبه. بإمكان القلب أن يستعيد نشاطه إلى حد ما بعد الإقلاع عن التدخين، لذلك لم يفت الأوان بعد على المدخن للإقلاع عن التدخين.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يموت أكثر من ثمانية ملايين شخص سنويًا بسبب تدخين التبغ [5] . تدخين السجائر يعد المسؤول عن 50% من جميع وفيات المدخنين التي بالإمكان تجنبها، نصف هذه الوفيات كان بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بتصلب الشرايين [6]  مثل النوبة القلبية [7]  والسكتة الدماغية [3,9]. تبعات التدخين الضارة على الشرايين وأمراض الشرايين مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية مثبتة بشكل جيد من الناحية العلمية [10] .

وبينت الدراسات أيضًا أن التدخين يرتبط بارتفاع احتمالية الإصابة بقصور «فشل» القلب [11] ، حيث لا تضخ عضلة القلب الدم إلى جميع أنحاء الجسم كما ينبغي، وعادةً ما يكون ذلك بسبب ضعف هذه العضلة أو تصلبها. وهذا يعني أن الجسم لا يحصل على الأكسجين والمواد المغذية التي يحتاجها للقيام بوظائفه بشكل طبيعي. لم تخضع العلاقة بين التدخين وبنية «حجيرات وصمامات وشرايين» القلب ووظائفها إلى الدراسة بشكل كامل. ولذلك حاولت هذه الدراسة معرفة ما إذا كان التدخين له علاقة بالتغيرات في بنية ووظيفة القلب لدى غير المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتأثير التغيرات في عادات التدخين.

استخدمت الدراسة بيانات من دراسة القلب الخامسة لمدينة كوبنهاغن والتي تناولت عوامل احتمال الإصابة بأمراض القلب الوعائية لدى عامة السكان. أُدرج ما مجموعه 3874 مشاركًا يتراوحون في السن بين 20 إلى 99 عامًا ولا يعانون من أمراض القلب. استُخدم استبانة أجاب عليه المشاركون بشكل شخصي في الدراسة للحصول على معلومات عن تاريخ التدخين وحساب عدد [علب] السجائر التي يدخنها المدخن في السنة الواحدة طوال السنوات التي دخن فيها، وهو عدد السجائر التي دخنها طوال حياته في التدخين. عدد السجائر في السنة الواحدة تُعرَّف على أنها عدد علب السجائر «في كل علبة 20 سيجارة» التي يدخنها قي اليوم مضروبة في 365 يومًا في السمة [12] .

خضع المشاركون لفحص القلب بالموجات فوق الصوتية، يسمى تخطيط صدى القلب [13] ، والذي يزود الباحثين بمعلومات عن قوة عضلة القلب وعلى بنية القلب ومدى قيامه بوظائفه. قارن الباحثون قياسات تخطيط صدى القلب للمدخنين الحاليين مع تخطيط صدى القلب للذين لم يدخنوا قط بعد الأخذ في الاعتبار السن والجنس ومؤشر كتلة الجسم وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسكري ووظيفة الرئة.

متوسط سن المشاركين كان 56 عامًا، 43% منهم من النساء. وما يقرب من واحد من كل خمسة كانوا من المدخنين المستمرين في التدخين «18,6%»، في حين 40,9% كانوا من المدخنين السابقين و40,5% لم يدخنوا قط. وبالمقارنة مع غير المدخنين، وجدت الدراسة أن قلب المدخن المستمر في التدخين أكثر سماكة وأكثر ضخامة وأضعف. وكلما زادت عدد السجائر خلال سنوات التدخين [12]  كلما كانت قدرة القلب على ضخ الدم أضعف وكمية الدم أقل. وأوضحت الدكتور هولت: «وجدنا أن هناك علاقة طردية بين التدخين المستمر وسنوات التدخين المتراكمة وبين تدهور بنية ووظيفة حجرة القلب اليسرى، وهي الأكثر أهمية في القلب. علاوة على ذلك، وجدنا أنه على مدى 10 سنوات، أصبحت قلوب أولئك الذين استمروا في التدخين أكثر سماكة وضخامة وضعفًا، وكانت أقل قدرة على ضخ الدم مقارنة بقلوب الذين لم يدخنوا مطلقًا وأولئك الذين أقلعوا عن التدخين خلال تلك الفترة.

واختتمت بقولها:“تفيد دراستنا بأن التدخين لا يضر بالأوعية الدموية فحسب، بل يضر القلب بشكل مباشر أيضًا. والخبر السار هو أن بعض الضرر يمكن التعافي منه بالإقلاع عن التدخين.