آخر تحديث: 16 / 10 / 2024م - 1:11 ص

لماذا يستطيع الناس تخمين أحداث الماضي أفضل من استطاعتهم التنبؤ بأحداث المستقبل؟

عدنان أحمد الحاجي *

أكتوبر 3,2024

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 226 لسنة 2024

Why People Are Better at Guessing the Past Than Predicting the Future

October 3,2024

بتحليل ملايين الحوارات من الروايات والأفلام والنقاشات الواقعية، تكشف دراسة [1]  أن الناس عمومًا تناقش ماضيها أكثر ب 1,5 مرة من مناقشتها مستقبلها. يشير هذا إلى أن الشخصيات سواء أكانت حقيقية أو خيالية [2]  تعتمد على الأحداث السابقة لتوفير السياق

الأفكار الرئيسة:

يتكلم الناس عن أحداث ماضيهم ب 1,5 مرة أكثر من كلامهم عن أحداث مستقبله.

قدرة المشاركين في الدراسة على تخمين الأحداث الماضية أفضل من قدرتهم على التنبؤ بالأحداث المستقبلية في مشاهد البرامج التلفزيونية.

حوارات شخصيات الدراما عن الماضي قدمت قرائن أكثر للمساعدة على هذا التخمين.

لو لم تشاهد الفيلم من أوله وبدأت بمشاهدته من منتصفه ولم تكن لديك معرفة سابقة بحبكته، فمن المحتمل أن تكون قادرًا على تخمين أحداث ما مضى منه أفضل من قدرتك على تخمين ما سيحدث لاحقًا من أحداث، وفقًا لدراسة [1]  جديدة بقيادة كلية دارتموث نُشرت في مجلة Nature Communications.

وقد وجدت دراسات سابقة أنه باستطاعة الناس عادة أن يخمنوا أحداث الماضي والمستقبل المجهولين بنفس القدر. بيد أن تلك الدراسات اعتمدت على تسلسلات بسيطة جدًا من الأرقام أو الصور أو الأشكال، ولم تعتمد على سيناريوهات أكثر واقعية.

”الأحداث في الحياة الواقعية لها اقترانات زمنية معقدة والتي لم تؤخذ في الاعتبار في الدراسات السابقة، لذلك أردنا استكشاف كيف يستطيع الناس التخمين في الحالات الحافلة بذكريات أحداث الحياة اليومية“، كما يقول المؤلف الرئيس جيريمي مانينغ Jeremy Manning، أستاذ مشارك في قسم العلوم النفسية والدماغ في كلية دارتموث ومدير مختبر الديناميكيات السياقية في كلية دارتموث.

”تجارب الحياة الواقعية، بخلاف التسلسلات المجردة، غالبا ما تضم أشخاصا آخرين.“

بالنسبة للدراسة، شاهد المشاركون سلسلة من المشاهد من مسلسلين دراميين تلفزيونيين تدور أحداثهما حول شخصيات المسلسل character-driven، أحد المسلسلين كان عنوانه: لماذا النساء تقتل Why Women Kill الذي عرض على شبكة سي بي إس CBS التلفزيونية، والكرسي The Chair الذي عُرض على نيتفليكس. وطُلب منهم إما تخمين ما حدث قبل كل مشهد شوهد لـ التو، أو ما سيحدث بعد ذلك المشهد.

وجد الباحثون أن تخمينات المشاركين تأثرت جدًا بدلالات أحداث سابقة ومستقبلية معينة في الحوار بين شخصيات المسلسلين. كما هي حالة الناس في الحياة الواقعية، غالبًا ما تكلمت شخصيات كلا المسلسلين عن تجاربها السابقة وخططها المستقبلية.

نظرًا لأن شخصيات هذين المسلسلسن كانت تميل إلى الكلام أكثر عن ماضيها، كان لدى المشاركين قرائن أكثر لبدء تخمينهم من ذلك المشهد للتوصل إلى تخمينات عن الأحداث الماضية وليس عن الأحداث المستقبلية في المسلسل.

ولمعرفة ما إذا بأمكان هذا النمط من الكلام عن الماضي أكثر من الكلام عن المستقبل يمتد إلى حوارات أخرى أيضًا، قام الفريق بتحليل ملايين الحوارات في الروايات، والأفلام، والبرامج التلفزيونية، وغيرها. ووجدوا أن الشخصيات الخيالية والحقيقية على حد سواء تميل إلى الكلام عن ماضيها أكثر من كلامها عن مستقبلها.

بالرغم من أننا نستطيع وضع خطط للمستقبل، إلا أن ذكرياتنا تخبرنا فقط عن ماضينا. كما تتذكر الشخصيات الحقيقية تجاربها السابقة وليس تجاربها المستقبلية، كذلك الحال نفسه بالنسبة للشخصيات الخيالية أيضًا، ربما يرجع ذلك لمحاولة الكتُّاب على الظهور بمظهر واقعي، وفقًا للباحثين المتعاونين في نشر هذه الورقة.

”تثبت نتائجنا أنه في المتوسط، يتكلم الناس عن الماضي أكثر بمرة ونصف من كلامهم عن المستقبل،“ كما قال مانينغ. ”ويبدو أن هذا هو الاتجاه العام في الحوارات بين الناس.“

أشارت الأبحاث السابقة إلى ”ظاهرة تذكُّر الماضي وليس تذكُّر المستقبل“ على أنها ”سهم «اتجاه» الزمن النفسي [3] “ [أي الشعور النفسي بالتمييز بين الماضي والمستقبل [4] .

”تعكس هذه الظاهرة أيضًا أن المرء يعرف عن ماضيه أكثر من مستقبله،“ كما أوضح المؤلف الرئيس زنمنغ شو غاريني Xinming Xu، Guarini، طالب الدكتوراه في قسم العلوم النفسية وعلوم الدماغ وعضو في مختبر الديناميكيات السياقية.

”أثبتت دراستنا أن معرفة الشخص غير المتماثلة بحياته [أي مقدرته على تخمين أحداث الماضي أكثر من قدرته على التنبؤ بأحداث المستقبل] يمكن أن تنتقل إلى آخرين.“

ملخص: أثبتت دراسة جديدة أن قدرة الناس على تخمين الأحداث السابقة أفضل من القدرة علي التنبؤ بالأحداث المستقبلية حين يشاهدون مشاهد من الدراما التلفزيونية. ووجد الباحثون أن المشاركين كانوا أكثر دقة في تخمين ما حدث فيما مضى من أحداث سردية الدراما لأن شخصياتها تميل إلى الكلام عن ماضيها أكثر من حديثها عن مستقبلها.