معظم الأطفال الصغار من شتى أنحاء العالم لا يلتزمون بالتوجيهات الإرشادية لممارسة الأنشطة البدنية ولا بتوصيات وقت الشاشة أو بالنوم الجيد
3 أكتوبر 2024
بقلم مارك إس تريمبلاي، أستاذ طب الأطفال في كلية الطب وكبير الباحثين في معهد أبحاث CHEO، نيكولاس كوزيك، زميل ما بعد الدكتوراه، معهد أبحاث CHEO، جامعة أوتاوا
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 225 لسنة 2024
Little kids، too little movement: Global study finds most children don"t meet guidelines for physical activity، screen time and sleep
October 3,2024
وجدت دراسة حديثة أن 14% فقط من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في أنحاء العالم يلتزمون بتوصيات الحركة المتعلقة بالنشاط البدني وبعدد ساعات النوم وبمقدار طول وقت الشاشة.
تعد المستويات المناسبة من النشاط البدني والسلوك الخامل [يتسم بالجلوس في مكان واحد لفترات طويلة دون القيام بالكثير من النشاط البدني] [1,2]، وطول فترة النوم، «والتي يطلق عليها مجتمعة ب سلوكيات الحركة» ضرورية للنمو البدني والتطور الذهني الصحيين للأطفال في سن ما قبل المدرسة. وهذا كان الدافع وراء إصدار التوجيهات الإرشادية الكندية للحركة على مدار 24 ساعة للسنوات الأولى من الحياة «من الولادة إلى أربع سنوات» [3] [انظر أيضًا منشور ارشادات الحركة على مدار 24 ساعة للملكة العربية السعودية [4] ]. كان هذا أيضًا نفس السبب الذي جعل منظمة الصحة العالمية تتبنى التوجيهات الإرشادية الكندية بإصدارها التوجيهات الإرشادية العالمية الخاص بالنشاط البدني والسلوك الخامل والنوم للأطفال دون سن الخامسة.
وبالنظر إلى الفوائد المستفيضة للسلوكيات الحركية، إلَّا أن ما يثير للقلق بشكل بالغ أن دراسة حديثة وجدت أن 14 في المائة فقط من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة من جميع أنحاء العالم هم من يلتزمون بالتوصيات التوجيهية للسلوك الحركي.
حياة طفل ما قبل المدرسة الذي يلتزم بالتوصيات الارشادية [5 - 7] خلال اليوم المتكون من 24 ساعة تنطوي على ما يلي:
- ثلاث ساعات أو أكثر من إجمالي النشاط البدني «بما في ذلك ساعة واحدة على الأقل من اللعب النشط أو الأنشطة التي تجعلهم يشعرون بقليل من انقطاع النفس ويلهثون وراء الهواء،
- ساعة واحدة أو أقل من وقت الشاشة
- عشر ساعات إلى 13 ساعة من النوم الجيد
والأهم من ذلك، أن يحصل الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة الذين يلتزمون بهذه الإرشادات على فوائد صحية، مثل خفض احتمال الإصابة بالسمنة، وتحسين المهارات الاجتماعية العاطفية «السسيوعاطفية» [8] والمهارات الحركية المتقنة [وهي القدرة على إحداث حركة محددة مسبقًا بأقصى قدرة ممكنة [9] ].
الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة الذين يمارسون عادات سلوكية حركية صحية، والذين يلتزمون بهذه التوصيات التوجيهية، يحصلون على فوائد صحية مثل خفض احتمالية الإصابة بالسمنة، وتحسين المهارات السسيوعاطفية، والمهارات الحركية المتقنة
الالتزام بالسلوك الحركي على الصعيد العالمي
أثبتت دراسة جديدة [10] أن معظم الأطفال من أنحاء العالم لا يلتزمون بهذه الإرشادات. وشملت الدراسة أكثر من سبعة آلاف طفل في مرحلة ما قبل المدرسة من 33 دولة مختلفة [10] ، بما فيها كندا. هذه البلدان تمثل مختلف فئات الدخل الاقتصادي في البنك الدولي [11] «البلدان المرتفعة والمتوسطة والمنخفضة الدخل»؛ والمناطق الجغرافية لأفريقيا والأمريكتين وشرق البحر الأبيض المتوسط وأوروبا وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ.
بالنظر إلى كل سلوك حركي يقوم به ألأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة حول العالم على حدة، التزم 49% منهم بتوصيات النشاط البدني، و42% التزموا بتوصيات وقت الشاشة، و81% التزموا بتوصيات فترة النوم.
عدم التزام معظم الأطفال الصغار بكل واحدة من هذه التوصيات الأساسية تعد مشكلة تدعو للقلق. عدم التزام 86 في المائة من الأطفال بجميع التوصيات التوجيهية مجتمعة أمر مثير للقلق ويعرض الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في جميع أنحاء العالم لاحتمال انخفاض مستوى الصحة البدنية والتطور الذهني.
على الصعيد العالمي، 81% من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة التزموا بتوصيات فترة، النوم.
سبعة عشر في المائة من الفتيان التزموا بجميع التوصيات التوجيهية، مقارنة ب 13 في المائة من الفتيات فقط. هذا الاختلاف الطفيف يرجع إلى أن عددًا أعلى من الفتيان التزموا بتوصيات النشاط البدني مقارنة بالفتيات «56 في المائة من الفتيان مقارنةً 42 في المائة فتيات»، هذه النسبة لم تنخفض بفضل وجود عدد أكثر من الفتيات اللاتي التزمن بوقت الشاشة الموصى به «45 في المائة فتيات مقابل 38 في المائة فتيان» وبتوصيات فترة النوم «82% فتيات مقابل 79% فتيان».
قد تكون حقيقة أن الفتيان يجلسون وقتًا أطول أمام الشاشات [12] وبالنتيجة يكون نومهم أقل جودة [13] ، حيث وجدت دراسة سابقة أن وقت الشاشة بشكل عام ووقت الشاشة مساءً له علاقة بقلة النوم وانخفاض جودته [14,15].
وقت شاشات وعادات نوم أفضل بالنسبة للفتيات أفضت إلى خفض مستوى التزامهن العام بالسلوك الحركي من أن يكون أكثر سوءً، مما يثبت تأثير سلوكيات الحركة المختلفة الإيجابية في مسارات الصحة المختلفة. بيد أن العدد المنخفض للذين يلتزمون بجميع توصيات السلوك الحركي يوضح حاجة جميع الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة إلى أن يكونوا روتينيًا أكثر نشاطًا، ويقللون من وقت الجلوس أمام الشاشات وينامون نومًا جيدًا خلال اليوم.
وقت الشاشة مساءً له علاقة بقلة النوم وانخفاض جودته.
الالتزام بالسلوك الحركي بحسب دخل الدولة
حققت الدول المنخفضة الدخل أعلى مستويات الالتزام بالتوجيهات الإرشادية لسلوك الحركة «17 في المائة»، مقارنة بالدول المتوسطة الدخل «12 في المائة» والدول المرتفعة الدخل «14 في المائة».
بالرغم من أن الأطفال من الدول ذات الدخل المرتفع كانوا أكثر نشاطًا وينامون نومًا أفضل، إلَّا أن سلوكيات وقت الشاشة كانت أسوأ مقارنة بالأطفال من الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل. وهذا يعتبر سلاحًا ذا حدين، حيث لدى الأطفال في الدول ذات الدخل المرتفع فرص أكثر لممارسة النشاط البدني ويتمتعون ببيئات نوم جيدة، ولكن أيضًا لديهم إمكانية أكبر لاستخدام أجهزة الشاشات «مما يعني أنهم يقضون وقتًا أطول أمام تلك الشاشات».
وبالمثل، فإن الدول المتوسطة الدخل التي تتميز بأدنى معدلات الالتزام بالسلوك الحركي يمكن أن تشي بتحول تنموي فيها حيث لا تتمكن البنية التحتية في المنازل والأحياء السكنية من دعم المزيد من الأنشطة البدنية وتوفير بيئات نوم جيدة، ولكن، في الجانب الآخر، توافر الهواتف المحمولة وأجهزة التلفزيون والشاشات الأخرى من شأنه أن يفضي إلى زيادة في سلوكيات الخمول.
الالتزام بالسلوك الحركي بحسب المنطقة
سجلت المناطق الأفريقية والأوروبية أعلى معدلات الالتزام بالسلوك الحركي «24 في المائة»، في حين سجلت منطقة الأمريكتين أدنى المعدلات «8 في المائة». وبإلتزام 17 في المائة بتوصيات وقت الشاشة و68 في المائة بتوصيات النشاط البدني، سجلت منطقة الأمريكتين أسوأ وقت أمام الشاشة وأفضل نشاط بدني.
تعد مستويات النشاط البدني لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة في منطقة الأمريكتين أعلى نسبةً مقارنة بنسبة 39 في المائة من الأطفال الأكبر سنًا والشباب الكنديين كما ورد في تقرير النشاط البدني للأطفال والشباب [16] .
68% من الأطفال في سن ما قبل المدرسة في الأمريكتين يلتزمون بتوصيات النشاط البدني، مقارنة ب 26% فقط من أطفال جنوب شرق آسيا. بيد أنه لا يزال من المثير للقلق أن ما يقرب من نصف الأطفال الصغار في جميع أنحاء العالم معرضون لمستويات صحة وتنمية دون المستوى الأمثل بسبب قلة النشاط البدني.
ما يقرب من نصف جميع الأطفال الصغار في جميع أنحاء العالم معرضون لمستويات صحة وتنمية دون المستوى الأمثل بسبب قلة النشاط البدني.
ويمكن استخلاص الإرشادات التوجيهية الخاصة بالتحسن في ممارسة النشاط البدني من خطة العمل العالمية لمنظمة الصحة العالمية المتعلقة بالنشاط البدني، حيث يعتمد الهدف، المتمحور حول خفض المعدل النسبي للخمول البدني على الصعيد العالمي بنسبة 15 في المائة بحلول عام 2032، على التعاون في بناء القدرات داخل المنظمات والتحالفات البحثية لتعزيز الجهود العالمية في فهم السلوكيات الحركية.
بالتوازي مع أفضل سلوكيات الحركة بشكل عام، لدى المنطقة الأفريقية أفضل مستويات وقت الشاشة حيث التزم 63% بالتوصيات. من المحتمل أن يرجع ذلك إلى الفرص المحدودة هناك لاستخدام أجهزة الشاشات.
من الجدير بالذكر أن هناك دراسة جديدة نشرت في مجلة Biomed Central أو BMC، اختصارًا، في فبراير 2024 من قبل محمد الأحمدي من جامعة طيبة تتعلق بسلوكيات الخمول عند طلبة الجامعات في المملكة العربية السعودية [18] .
