آخر تحديث: 16 / 10 / 2024م - 1:11 ص

أحرف متعثّرة

حسين علي حبيل

ها هي الغربان…

تطوف سبعًا حول جثة قذرة..

شتائم تخرج من فم الليل..

تتلقفها ذرّات الهواء.. وترميها بحدة في صدور السامعين..

تتعثر الأحرف وهي ترتب ملامحها بخجل..

كعذراء تلملم أطراف ثوبها ليلة الزفاف..

أهرب من تخوم المجاز.. ولا دليل يرشدني..

هالني نعيب البومة الهادر..

يوقظني صوت جرس المنبه الحقير..

أجهل تمامًا إن كان ذلك الخَوف الذي يعتريني حلم يقظة أم أضغاث تائهة جوفاء..

يممت شطر الحضرة..

أبحث عنك..

أتعثر في مسيري.. كطفل صغير يتشبّث بذراع أمه…

عزائي الوحيد أن صوتك لم يغب… رغم مرور كل هذه السنوات..

أسترق السمع إليك.. في مناماتي القصيرة..

وأنت في تلك البقعة.. تكتنفك أجنحة بيضاء..

تحيط بك الفراشات واليراعات..

تسير بهدوء … نحو ذلك الباب..

تتحادر الدموع على خديك..

الخرقة الخضراء في يمينك.. والمنديل الأبيض في يسارك..

من خلف الباب..

يلتقط الملَاك الأبيض ذلك المنديل والخرقة معًا..

سألت الملاك: لمن هذه الدار؟ ومن يقف وراء هذا الباب؟

يكشف الملاك عن الخرقة الخضراء، وقد بدا جليًا ما كتب عليها:

”السَلام عليك يا فاطمة الزهراء“ …

صديقي حسين.. أشتاقك كثيرًا..

محبّة وصلوات..