لتكثيف الغطاء النباتي ومواجهة التصحر.. كيف تحدث عملية استمطار السحب؟
دشَّن وزير البيئة والمياه والزراعة م. عبدالرحمن الفضلي؛ اليوم السبت برامج توطين المعرفة والطائرات والتقنيات الحديثة، وعدداً من المشاريع التشغيلية للبرنامج الإقليمي لاستمطار السحب.
وشهد مطار الملك فهد الدولي بالدمام حفل توطين معرفة تقنية استمطار السحب، في قاعة تضم مجموعة الطائرات التي تستخدم من قبل البرنامج الوطني لاستمطار السحب.
وقال المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد حسين القحطاني إن وزارة البيئة والمياه والزراعة وقعت عقد مدته 3 سنوات مع الشركة المشغلة لبرنامج استمطار السحب لتوطين التقنية.
وكشف ”القحطاني“ أن بعض أفراد المجتمع يفهمون ”الاستمطار“ على أنه شيء سيئ أو ينتج عنه أمطار سيئة، موضحا أن عملية الاستمطار شبيهة بتقنيات العمليات الزراعية كالبيوت المحمية والتي توفر المحاصيل في كل أوقات السنة بفضل استخدام التكنولوجيا الحديثة لاسيما رفع الإنتاجية وتحسينها.
وأشار ”القحطاني“ إلى الاستمطار هو عبارة تقنية حديثة توفر الأمطار في غير أوقاتها بهدف زيادة مستويات هطول الأمطار لإيجاد مصادر جديدة للمياه، وزيادة وتكثيف الغطاء النباتي؛ لمواجهة التصحر وتخفيف ظواهر الجفاف، وتهيئة الموارد الطبيعية للتكيُّف وتعزيز الأداء البيئي لزيادة هطول الأمطار، وتحقيق الاستدامة البيئية، إضافةً إلى بناء القدرات البشرية لتأمين مصادر مائية جديدة، وزيادة مقدرات المملكة الطبيعية.
وأضاف أن المملكة استطاعت أن تمتلك عددا من طائرات الاستمطار يعمل عليها طيارين سعوديين لاسيما الأيدي العاملة الوطنية في البرامج التشغيلية لتوطين تقنية الاستمطار.
وأوضح أن الطائرات تستخدم ما يعرف ببذور الاستمطار وهي مواد صديقة للبيئة مثل ملح الطعام ويوديد الفضة، وتقوم الطائرة بالتحليق على مسافة معينة لاستهداف إحدى السحب المهيئة للاستمطار لزيادة الهطل المطري، ثم يبث الطيار هذه المواد داخل السحابة.
وبيّن ”القحطاني“ أن الاستمطار يساعد في زيادة فرص هطول الأمطار بكميات معينة، حيث تقيس المحطات الأرضية كمية الأمطار الناتجة استمطار السحب.
ولفت إلى أن البرنامج الوطني للاستمطار يهدف إلى دعم وزيادة روافد الهطول المطري والمخزون المائي وزيادة المساحات الخضراء على مستوى المملكة.
وذكر أن برنامج الاستمطار يعمل على تحفيز السحب لزيادة كمية الأمطار، لا يخلق أمطارا من لا شيء كما يظن البعض.
وأضاف أن غزارة الأمطار في بعض مناطق المملكة ليس له علاقة بالاستمطار، بل إن الاستمطار يأتي في إطار علمي متكامل، يبدأ بدراسات مناخية أولية تعطي مؤشر على أن هذا الفصل مطير في منطقة ما المنطقة، حيث يبني الاستمطار في إطار التقارير المناخية ثم مراقبة الحالة الجوية ومتابعة تكون السحب على هذه المناطق وما مدى إمكانية استهدافها بالاستمطار.