أنا ووسادتي
ما هي علاقتك بوسادتك التي تنام عليها؟،
أرجوك قبل أن تجيب، أغمض عينيك تَخَيَّل نفسك ورأسك على وسادتك، فكر بعمق، خذ وقتك …. ثم أجب!
هل تتبادلان أطراف الحديث أنت ووسادتك قبل الخلود إلى النوم؟
وإن كنتما تتبادلان أطراف الحديث، ما هي محاور الحديث التي عادة يجري الحديث حولها؟
إن لم تخني ذاكرتي فإنه ربما «وحسب معلوماتي» أن معظم إن لم يكن كل علماء النفس وعلماء الاجتماع وخبراء التطوير الذاتي يتفقون على أن ما تستمر تحدث نفسك به قبل نومك يخزنه عقلك اللاواعي فيتبرمج بما تمليه عليه.
لذلك قبل أن أخلد إلى النوم أحاول ترتيب أفكاري حتى أتحدث بها لوسادتي بصوت خفيٍ حتى لا تعتقد زوجتي أنني قد جننت وأصبحت أهلوس وهذه وسيلتي لبرمجة عقلي اللاواعي «الباطن».
وسادتي مستمعةً جيدة، فبعد أن تستمع لكل ما أريد أن أبوح به إليها، تعيد عليَّ كلامي لتتأكد أنها فهمت ما قلته لها جيداً وهي تملك ذاكرة قوية لذا فهي تعيد عليَّ ما قلته لها في الليلة السابقة لتتأكد أنني نفذت ما وعدت أن أنفذه في اليوم التالي.
حديثي مع وسادتي يبدأ بما سوف أقوم به من أعمال في اليوم التالي ثم ترتيب الأولويات، بعدها تسألني وسادتي عن إنجازاتي الأولى فالأولى.
ولأن وسادتي تعتبر نفسها صديقتي المخلصة فهي تعمل بمبدأ؛
”صَديقُك من أَصْدَقَك، لا صديقك من صَدَقَك“
فهي صادقة وصريحة معي فلا تجاملني لأنها تخاف عليَّ كثيراً لذلك فهي تذكرني كل ليلةٍ ب؛
”اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا“.
هذا المبدأ مهم جداً إذ يعني لوسادتي الذكية إعطاء «الأهمية» للأمور «الأخروية» لأنه وكما روي:
”لا تدري ما اسمك غداً“
بينما الأمور الدنيوية فيها متسع من الوقت وهذا لا يعني أن وسادتي الغالية تشجعني على التسويف في هذه الأمور بل تحب دائماً ”أنه إذا تعارض الأمر الدنيوي بالأمر الأخروي تكون الأولوية للأمر الأخروي“. وأيضاً ترغب وسادتي دائماً تذكيري ب:
﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾ [القصص: آية 77].
وسادتي المثقفة لديها حرص شديد على أن لا أنسى كيف أنمو وأتطور في جميع جوانب حياتي من خلال:
- تحديد أهدافي
- وضع خطة لتحقيق الأهداف
- التقييم المستمر، كل ليلة قبل النوم لأتأكد أين أنا
- والتقويم لتصحيح المسار.
أحبك يا وسادتي الغالية فأنتِ بالفعل تحبيني وتحرصي على أن لا أنسى:
﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ (تُجَادِلُ) عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [النحل: آية 111].
أحبكِ يا وسادتي الغالية.
كَوِنُوا علاقات مع وساداتكم وتحدثوا معها كل ليلة وسترون ما يحدث لكم في المستقبل القريب.