2238 مصابًا بـ «الناعور» في المملكة.. وبروتوكولات «ملزمة» ضد الجلطات
كشف مؤتمر أمراض الدم الحميدة الثالث بالمدينة المنورة، عن إصابة 2238 شخصًا بأمراض النزف الوراثي بالمملكة ”الناعور“ خلال العام الماضي 2023، حيث بلغ عدد المصابين من الذكور 1891، ومن الإناث 347.
وناقش المؤتمر، الذي أقيم أمس الأول، تزامنًا مع الشهر العالمي للتوعية بسرطان الدم، ونظمه تجمع المدينة المنورة الصحي ممثلًا بمستشفى الملك فهد، آخر ما توصل له الطب في أمراض الدم، وطرق العلاج، والأبحاث العلمية بمجال علاج أمراض الدم الحميدة والوراثية، وذلك بمشاركة 25 متحدثًا من الأطباء والاستشاريين المختصين من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج، قدّموا 17 جلسة تعليمية.
من جهتها، أكدت رئيسة المؤتمر رئيسة قسم أمراض الدم في مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة الدكتورة إنشراح برناوي، أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز رعاية للمرضى ورفع نسب الشفاء من أمراض الدم.
وأضافت أن المؤتمر ناقش أحدث الدراسات العلمية في تشخيص وعلاج أمراض الدم، من خلال محتوى علمي وطبي كبير، سواء من الأوراق العلمية المقدمة، أو المحاضرات المتنوعة وورش العمل.
وبيّنت أن المؤتمر تطرق إلى إحصائيات دقيقة حول تطورات الإصابة بمرض النزف الوراثي في المملكة خلال العام الماضي، حيث كشفت الإحصائيات عن إصابة 2238 شخصًا، منهم 1281 بـ ”هيموفيليا A“، بينهم 21 من الإناث، فيما أصيب بـ ”هيموفيليا B“ 206 أشخاص، وأصيب بمرض خلل عمل الصفائح الوراثي، 651 شخصًا.
بدوره، قال استشاري أمراض الدم وزراعة نخاع العظم والعلاج الخلوي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة الدكتور باسم البيروتي: إن منظمة الصحة العالمية ألزمت القطاعات الصحية حول العالم بتطبيق بروتوكولات ”الوقاية من الجلطات الوريدية“، حيث أصبح هذا الأمر ممارسة معتمدة من وزارة الصحة، ومن مؤشرات جودة الأداء لكل المستشفيات في المملكة.
وذكر أن منظمة الصحة العالمية بصدد إقرار ممارسة طبية تعتمد على استخدام بدائل نقل الدم، بدلًا من الاعتماد على نقل الدم، بمعنى عدم إجراء نقل الدم للمرضى إلا بعد التأكد من أسباب نقص الدم أولًا، ثم يتناول المريض بدائل نقص الدم، مثل الحديد، وفيتامين بـ 12، وحمض الفوليك، والعلاجات الأخرى التي تمنع النزيف.
ولفت إلى أن هذا الاجراء الإلزامي سيبدأ تطبيقه من شهر أكتوبر المقبل عالميًا؛ للحد من نقل الدم، واستخدام البدائل، ليتم استخدام نقل الدم فقط للمرضى الذين هم بحاجة لذلك، كمرضى الأورام الذين يتلقون العلاج الكيميائي، أو مرضى الحوادث المرورية.
وتابع أن المؤتمر تناول كذلك موضوع الجلطات الوريدية، حيث كشفت الدراسات التشريحية والتي تجرى على المرضى المتوفين داخل المستشفى أن 50% من الوفيات داخل المستشفيات على مستوى العالم كانت بسبب الجلطات الوريدية، التي تبدأ من القدم لتصل إلى الرئة، وهذا يعني بأن أي شخص يتم تنويمه في المستشفى، معرض للجلطة، لذلك لا بدّ من ممارسة بروتوكولات الوقاية من الجلطات الوريدية.
وكشف أن الجلطات هي الأكثر شيوعًا بين النساء، ولكنها مميتة للرجال - بناء على دراسات سابقة -، مقابل أن جلطات الشرايين في القلب والمخ هي الأكثر شيوعًا بين الرجال، وترتفع لدى النساء بعد انقطاع الدورة الشهرية.
من جهته، أرجع استشاري امراض الدم والأورام لدى الاطفال بمستشفى الولادة والأطفال بمدينة الملك سلمان ورئيس مركز أمراض الدم بالمدينة المنورة سابقًا الدكتور زكريا الهوساوى، أسباب انعقاد المؤتمر في المدينة المنورة، إلى ارتفاع نسبة أمراض الدم الوراثية ومنها الأنيميا المنجلية في بعض محافظات المنطقة، قبل إقرار برنامج الفحص قبل الزواج بالمملكة.
وأشار إلى دراسة علمية بالمدينة المنورة سابقًا، أكدت أن 49% من الأطفال من عمر ستة أشهر إلى سنتين لديهم فقر نقص الحديد؛ بسبب عدم استخدام الجرعة الوقائية لعقار الحديد من العمر شهرين وحتى سنة، متوقعًا انخفاض هذه النسبة بسبب التوعية من برامج طب الأسرة.
وقال رئيس قسم أمراض الدم وزراعة الخلايا الجذعية والعلاج الخلوي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالمدينة المنورة الدكتور زياد الشيباني: إن النزيف المفرط شائع نسبيًا بين المرضى البالغين المقيمين في المستشفيات، سواء كسبب رئيسي للدخول أو كحدث يتطور خلال فترة الإقامة في المستشفى.
واختتم: تشمل الأسباب الشائعة للمشكلة القضايا الهيكلية، وتأثيرات الأدوية، والأمراض النظامية؛ وفي بعض الأحيان، ويمكن أن يحدث النزيف غير المتوقع نتيجة لاضطراب نزيف لم يتم تشخيصه أو تم اكتسابه حديثًا.