آخر تحديث: 27 / 10 / 2024م - 12:06 ص

المناسبات وأدبيات الحضور

أحمد منصور الخرمدي *

نقف متأملين قليلاً بما يبهجنا أن نتحلى به قولاً وفعلاً في مناسباتنا العامة والخاصة التي تمر بحياتنا يومياً، وعلى مدار العام، وهي كثيرة ومتعددة الجوانب، منها على سبيل المثال، مناسبات الأفراح في الأعراس والأعياد والمناسبات الوطنية، ذكرى اليوم الوطني، يوم التأسيس، يوم العلم، والمناسبات الدينية الأخرى المتعارف عليها خلال أيام السنة.

من شأن الإنسان العاقل أن يحرص على أن يكون حضوره ومشاركته لهذه المناسبات بنية صالحة نقية، خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، وعليه أن يتحلى بالآداب العامة وبالذوق الرفيع، إذ عليه أن يكون ملتزماً بما يعزز تأليف النفوس وتقوية أواصر المودة والإخاء بينه وبين من أجاب له الدعوة والحضور، سواءً كانت الدعوة من شخص أو مجموعة أو من جهة رسمية أو أهلية.

فمن الممكن أن نذهب لحضور مناسبة زواج أو تعزية أو تشييع جنازة، فقيل في الأثر، ما من مؤمن يعزي أهله وإخوانه بمصيبة، إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة الكثير، وقيل كذلك ما من مسلم شارك أخاه فرح وأدخل عليه السرور، إلا منحه الله السعادة وسعة الرزق والولد، وظفر بالأجر والحفظ وطول العمر.

إن المشاركات الاجتماعية في المناسبات تعطي الكثير من الدروس، بحيث لا نترك حضورنا يمر دون الاستفادة، وقد لا تخلو أي مناسبة من ملاحظات، وإن رأى أحدنا خطأ يبادر إلى تصحيحه بطرق سلمية، بإبلاغ الجهة المنظمة والمشرفة، وأن نتحلى بالرفق واللين والحكمة، وعدم التجريح أو التشهير، حتى تحقق النصيحة هدفها وتؤتي بإذن الله ثمارها.

إن ارتداء الملابس المناسبة التي تليق بالمناسبة من الآداب والسلوكيات الواجبة دينياً وأخلاقياً ووطنياً، الابتسامة والترحاب، عدم التدخين بالقرب من الآخرين ولا في دورات المياه ولا في الممرات، حفاظاً على الصحة والنظافة العامة، التحدث مع الناس بلباقة وعدم التطاول في الكلام، عدم الانحراف عن الأخلاق والآداب العامة والتحلي بالذوق العام، تجنب المناقشات المثيرة للجدل، الانتباه إلى المساحة الشخصية ولغة الجسد وهي من الالتزامات والضروريات المهمة، الامتناع عن إحداث الضوضاء والإزعاج، مما قد يسبب إرباك أو إحراج لمتحدث ما في المناسبة، مخاطبة الآخرين بأدب وقبول الاقتناع عن مقاطعة الغير أثناء حديثهم، واحترام الضيوف القادمين من خارج المنطقة، وعلينا جميعا أن نعكس صورة حسنة طيبة عن مجتمعنا وخاصة عند مقابلتنا أشخاص جدد، ابقٍ هاتفك في وضع صامت عندما يتطلب الأمر وتجنب الخروج والدخول للمجلس أو المكان بشكل مفرط وملفت للنظر، وأخيراً وليس بالآخر، أعرض المساعدة للآخرين بقدر ما تستطيع وخاصة من كبار السن والأطفال وذوي الهمم، واحترام الكوادر المنظمة وتسهيل المهام المناطة بهم والالتزام بالأمن والسلامة والتأني والصبر والأخلاق الحميدة، لتكسب المثوبة والأجر من الله عز وجل.