آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 5:57 م

اليوم الوطني السعودي؛ ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية

فاطمة لطفي آل ربح *

في 23 من سبتمبر من كل عام، تعيش المملكة العربية السعودية أجواءً احتفالية بمناسبة يومها الوطني، وهو يوم يرمز إلى الكفاح والتضحيات التي بذلها الأجداد من أجل توحيد هذا الوطن العظيم. يمثل هذا اليوم الذكرى العظيمة لتوحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز آل سعود عام 1932، بعد سنوات من الفوضى والشتات. إنه يوم يجسد الروح الوطنية ويؤكد على أهمية الوحدة والتلاحم.

رحلة توحيد المملكة

قبل توحيد المملكة، كانت شبه الجزيرة العربية تتكون من عدة إمارات وقبائل متفرقة. أدرك الملك عبد العزيز أن قوة الأمة تكمن في وحدتها، فبدأ مسيرته الجريئة لاستعادة الأراضي وتوحيدها. بفضل رؤيته الثاقبة وإصراره، تمكن من جمع القبائل المختلفة تحت راية واحدة، مما أرسى قواعد الدولة الحديثة.

إنجازات عظيمة

تأتي هذه الذكرى والسعوديون يتذكرون بفخر تاريخ بلادهم وتوحيدها، حيث أصدر الملك عبد العزيز أمراً ملكياً في ال 17 من شهر ربيع الأول عام 1351، الموافق 23 سبتمبر 1932، بتسمية الدولة الناشئة ”المملكة العربية السعودية“.

في الذكرى السنوية لليوم الوطني، يفتح التاريخ نافذة على ذكريات تمتد لأكثر من قرن، ويعرض محطات مهمة في تاريخ الدولة السعودية الثالثة. تعيش المملكة اليوم أبهى صورها في مرحلة ”العصرنة“ و”رؤية 2030“، حيث تحولت البلاد إلى ورشة عمل لتحقيق الأهداف المستقبلية.

يتذكر السعوديون رحلة التأسيس على يد الملك عبد العزيز، الذي استرد عاصمة آبائه وأجداده، مما كان اللبنة الأولى في تأسيس المملكة التي سجلت حضوراً عالمياً وأصبحت ركيزة في المعادلة الدولية.

مراحل التحديث

واصل أبناؤه مراحل التحديث والبناء في عهد الملوك: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبد الله «رحمهم الله»، وصولاً إلى عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. شهدت العاصمة الرياض تحولاً ملحوظاً، حيث أصبحت نموذجاً للمدن العصرية من خلال المباني الشاهقة والطرق الحديثة.

رؤية المستقبل

يمتلك ولي العهد محمد بن سلمان ”كاريزما القيادة“ وقد اهتم بمجموعة من القضايا السياسية والاقتصادية والتنموية. نجح في تأسيس أرضية صلبة لرسم سياسة جديدة تتعامل مع الواقع والمستقبل وفق استراتيجية واضحة.

كان هاجس الأمير محمد بن سلمان هو استغلال الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها بلاده وعدم الاعتماد على النفط كمورد وحيد. وقد أدرك أن السعوديين لم يستغلوا سوى 10% من قدرات بلادهم، مما يبشر بمستقبل واعد. كما أن الموقع الاستراتيجي للمملكة بين أهم الممرات المائية في العالم يعزز من مكانتها كمركز محوري بين آسيا وأفريقيا وأوروبا. يظل اليوم الوطني السعودي رمزًا للفخر والاعتزاز، حيث يجسد مسيرة طويلة من الكفاح والتضحيات التي بذلها الأجداد من أجل توحيد هذا الوطن العظيم. إن الاحتفال بهذا اليوم ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو تجسيد للروح الوطنية والتلاحم بين أبناء الشعب السعودي. ومع رؤية المملكة 2030، تتجه الأنظار نحو المستقبل المشرق، حيث يسعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى استغلال كافة الإمكانات والموارد لتحقيق التنمية المستدامة. إن هذه الرؤية تأكيد على أن المملكة العربية السعودية ماضية بخطى ثابتة نحو التطور والازدهار، لتظل دائمًا في مصاف الدول المؤثرة على الساحة العالمية.