آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

آل درويش: المراهقة أصعب المراحل.. ومواجهة الانحرافات السلوكية «ضرورة»

جهات الإخبارية تصوير: مالك سهوي - القطيف

أكد المحاضر طالب آل درويش أهمية التصدي للانحرافات السلوكية للأبناء في مرحلة المراهقة، مستشهدًا على ذلك ببعض القصص المؤثرة من الواقع.

وقدّم آل درويش، جاء في محاضرته ”الانحرافات السلوكية للأبناء وطرق التعامل معها“ التي نظمها مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، عددًا من الاستشارات في الإرشاد السلوكي، والنظر إلى معاناة الأسرة بعين الرعاية.

وشهدت المحاضرة حضور عدد من الأباء والأمهات، والمهتمين بالشأن التربوي والاجتماعي في المجتمع؛ بهدف التعرف على حجم المشكلة في المجتمع، والبحث عن الأساليب التربوية للوقاية منها وعلاجها في حال التعرض لها.

واعتبر آل درويش كلمة الانحراف من أصعب الكلمات التي يمكن التحدث عنها، لما تحمله من أعباء تتسع باتساع العلاقات التي تسهم في حلها على مستوى البيت، المدرسة، ومؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية، والاجتماعية، والتي يكون لها دور مشترك في التعامل معها والوصول للحل السليم اتجاهها.

وعرّف الانحراف السلوكي بأنه كل ما يصدر من سلوك شخصي بصورة غير مألوفة اجتماعيًا، كما أنه كل سلوك يخالف المعايير المجمع عليها في المجتمع، وعرفه الدين بأنه ارتكاب فعل نهت الشريعة عنه.

ووصف مرحلة المراهقة بأصعب المراحل وأكثرها حرجًا على المراهق والأهل في آن واحد، كونها تحتاج إلى الكثير من الوعي والاحتواء من قبل العائلة؛ وذلك لحماية المراهق من انحرافات سلوكية التي قد تدمر حياته ومستقبله، والتي تتعدد منها؛ السرقة، تعاطي المخدرات، العنف، الهروب من المدرسة والتنمر.

ولفت إلى ضرورة الوعي بالأسباب التي تؤدي إلى حدوث الانحرافات السلوكية عن الأبناء، مرجعًا ذلك لأسباب تتعلق بالتفكك الأسري، وتعدد المستويات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية في الحي، وكذلك القرناء والأصدقاء الذين يكون لهم دور في تبني الأراء والمعتقدات الفكرية.

وتطرق آل درويش إلى أبرز الخصائص التي تميز الشباب المنحرفين في فترة المراهقة، منوهًا إلى وجود توافُق بين المنحرفين من حيث العمر، وخاصة الفئة العمرية ما بين ”16 - 18“ التي تَميل إلى ممارسة السلوك الانحرافي أكثر من غيرها.

وبيّن أن 95% من الأحداث المنحرفين المُودَعِين بدار الملاحظة الاجتماعية يعيشون فترةَ المراهقة، كونها فترة تتميز بالتغيُّرات الجسمية والنفسية، ما يتطلب معاملةً خاصة وَفْقَ أساليب تربوية إسلامية.

وأشار إلى وجود عدد من الدراساتُ الحديثة التي تربط الانحراف بتدني المستوى التعليمي بين الشباب المنحرفين؛ حيث وجدت أن 5% منهم أُمِّيين، و 35% منهم في المرحلة المتوسطة، و 25% كانوا منقطعين عن الدِّراسة أثناءَ ارتكابهم للسلوك الانحرافي.

وتحدث عن العوامل المؤثرة في تقديم برنامج التصحيح والإصلاح للمنحرفين، ما يتطلب من مراعاة عدة عوامل مؤثرة لضمان فعاليته ونجاحه، وتعتمد بشكل كبير على التشخيص الدقيق للمشكلة، التعاون بين الجهات المعنية بالإصلاح للمنحرف.

وركّز على عوامل التدريب والتأهيل للعاملين في برامج التصحيح والإصلاح، مع التوعية والتثقيف لهم وللمنحرفين، والمتابعة والتقييم للحالات، مضيفًا وجود الدعم المالي للبرامج الوقائية والعلاجية.

واستشهد في محاوره بعدة حكايات عن منحرفين تم علاجهم بمشاركة الجهات ذات الصلة في المجتمع، كانت قصصهم مبطنة بالكثير من الانحرافات، منها العنف، إدمان الشبو، التفكك الأسري، والتسرب من التعليم.

وناقش المداخلات مع الحضور، بعدها كانت وقفة التكريم من مجلس إدارة الجمعية من رئيس الجمعية حسين أبو سرير وعدد من الأعضاء للمحاضر طالب آل درويش، مع شكره على جهوده المثمرة.