آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 6:00 ص

الثلاثاء.. رصد ثاني «بدر عملاق» في سماء الوطن العربي

جهات الإخبارية زهير الغزال - الأحساء

أشار رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة إلى رصد القمر البدر لشهر ربيع الأول في سماء الوطن العربي، غدا الثلاثاء 17 سبتمبر 2024، الذي سيزين السماء طوال الليل مقترنًا بكوكب زحل، وسيمثل ثاني بدر عملاق من أربعة على التوالي هذا العام، وهو الأقرب إلى الاعتدال الخريفي، ولذا يُسمى ”قمر الحصاد“.

وأوضح أن قمر الحصاد العملاق سيشرق من الأفق الشرقي مع غروب الشمس، وسيلاحظ بأن الحجم الظاهري للقمر كبير عندما يكون قريب من الأفق ومن الممكن أن يكون لونه أحمر أو برتقالي ولكن بعد ارتفاعه في السماء يعود حجمه الصغير، وهذا مجرد وهم بصري يحدث في منتصف كل شهر قمري.

وأضاف: بعد حلول الليل سيكون قمر الحصاد العملاق مقترناً بكوكب زحل الذي سيبدو كنقطة ذهبية للعين المجردة ومن خلال تلسكوب متوسط الحجم لن يشاهد المنظر الجميل لحلقات الكوكب لانها حالياً مائلة فقط بمقدار 3,7 درجة بالنسبة لنا مما يجعلها تبدو نحيلة للغاية بعكس السنوات السابقة عندما يتم كانت بزاوية ميل أوسع.

ولفت إلى استخدام مصطلح قمر الحصاد لعدة سنوات، وهي تسمية ”شعبية“ تُطلق على الأقمار البدر التي تحدث في شهري سبتمبر وأكتوبر وهي الأشهر القريبة من الاعتدال الخريفي، إضافةً إلى أنه في سبتمبر وأكتوبر يكون وقت شروق القمر قريب إلى وقت غروب الشمس لعدة ليالي على التوالي في نصف الأرض الشمالي.

وذكر أن الأقمار البدر القريبة من الاعتدال الخريفي تُعتبر مميزة نظراً لأن المسار لظاهري للشمس والقمر والكواكب يصنع زاوية ضيقة مع الأفق عند غروب الشمس.

وقال: إن كل قمر بدر يشرق مع وقت غروب الشمس وفي المتوسط يشرق القمر في اليوم التالي متأخرا بحوالي 50 دقيقة وهذا يحدث كل يوم ولكن في شهري سبتمبر وأكتوبر فإن الزاوية الضيقة لدائرة فلك البروج مع الأفق تجعل القمر يشرق مبكراً عن المتوسط في خطوط العرض الشمالية.

وأكمل: في خطوط العرض الوسطى الشمالية بدلاً من شروق القمر متأخراً 50 دقيقة في الأيام بعد البدر المكتمل فإن القمر الأحدب المتناقص سيشرق متأخراً بحوالي 35 دقيقة فقط لعدة أيام على التوالي، في حين أن المناطق الأبعد القريبة من الدائرة القطبية الشمالية فإن القمر يشرق متأخراً بحوالي 15 دقيقة لعدة أيام.

واستطرد: لقد كان هذا الأمر يعتبر هاماً في أوقات قديمة بالنسبة للمزارعين الذين يحصدون محاصيلهم قبل عصر التراكتورات المزودة بمصابيح الإضاءة، حيث لم يكن هناك فترة طويلة من الظلمة بين غروب الشمس وشروق القمر لعدة أيام بعد البدر المكتمل ما يعني بأن المزارعين كانوا يعملون في الحقول وجني المحاصيل تحت ضوء القمر ومن هنا جاءت تسمية قمر الحصاد.

وأكد أن أن وصف ”العملاق“ يطلق عندما تكون المسافة بين القمر والأرض ضمن 362,146 كيلومتر وهو مصطلح يشير إلى التسمية العلمية ”قمر الحضيض“ ويقصد به وجود القمر في أقرب نقطة من الأرض وفي حالة هذا القمر البدر سيكون على مسافة 357,485 كيلومتر وهو أقرب إلينا نسبياً من البدر العملاق الأول في أغسطس الماضي.

وبيّن أن قمر الحصاد العملاق سيكون أكثر إشراقاً بنسبة 15% وحجمه الظاهري أكبر بنسبة 6,7% عن المتوسط لذلك لن يلاحظ بالعين المجردة فرق في حجمه الظاهري مقارنة بأقمار البدر المعتادة، ولن يكون له تأثير على كوكبنا باستثناء على ظاهرتي المد والجزر وهو أمر طبيعي نظراً لأنه أقرب من المعتاد، فإنه سيسحب أيضاً بقوة أكبر، عن طريق الجاذبية على محيطات الأرض.

وذكر أن قمر الحصاد العملاق سيصل إلى أعلى نقطة في السماء عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي مائل نحو الجنوب وسيغرب بالأفق الغربي وهو داخل ظل الأرض «خسوف جزئي» مع شروق شمس الأربعاء محليا.

وأضاف: بشكل عام يمكن القول بأن القمر بدراً طوال الليل ولكن علميا نطلق تسمية البدر المكتمل عند اللحظة التي يكون القمر بزاوية 180 درجة من الشمس وسيحدث ذلك عند الساعة 05:34 صباح الأربعاء بتوقيت السعودية «02:34 صباحا بتوقيت غرينتش» ويكون أكمل نصف مدارة حول الأرض خلال هذا الشهر.

وذكر أن هذا التوقيت من الشهر القمري يعتبر مثالياً لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير خلافا لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوجود كامل القمر في نور الشمس، تلك الفوهات المشعة عبارة عن رواسب لمواد عاكسة ساطعة تمتد من مركز الفوهات نحو الخارج لمئات الكيلومترات ويعتقد بأن تلك الفوهات حديثة التكوين.

واختتم: خلال الليالي المقبلة سيشرق القمر متأخراً بحوالي الساعة كل يوم، وبعد بضعة أيام سيكون مشاهداً فقط في سماء الفجر والصباح الباكر وفي ذلك الوقت يصل مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من اكتماله.