آخر تحديث: 25 / 10 / 2024م - 1:07 ص

مملكتنا شموخ وعطاء

جهاد هاشم الهاشم

يُعد حبُ الوطن حبا أزليا باقيا ما أُحيينا، وهو بلا شك يلامسُ مشاعرَنا وأحاسيسَنا مهما تصرّمت الأيام وتعاقبت الأزمان وتوالت السنون والأعوام؛ لهذا يشعر فيه الإنسان وبشكل مستديم بنعمة الأمن والأمان، وكذلك بالاستقرار والاطمئنان والعيش الرغيد، كما تنمو مداركنا ويزداد وعينا وتكبر عواطفنا تجاه مسقط رأسنا لتتأصل بعدها في بواطن وضمائر مواطنينا من رجال ونساء لتصعد وتعلو وترتفع الهتافات بكل شموخ وزهو، وتعلن للملأ بصوتٍ قويٍ وجلي وبكلمات الود التي ملؤها اعتزاز وامتداح تجاه دولة الكرامة والهيبة والإباء.

لذا تعتبر بلادنا ذات أهمية بالغة ومكانة مميزة وسمعة مشرّفة على جميع الأصعدة عربيا وإسلاميا وعالميا بل نجزم قائلين ونمضي واثقين أنها فريدة من نوعها ولا يوجد لها شبيه ولم يخلق مثلها نظير ولا يضاهيها في الفضل عديل فوق تلك المعمورة بما حباها الخالق جلت قدرته بالمقدسات المعظمة والمقامات الدينية المبجلة، وبيت القصيد هنا هو البلد الحرام في مكة المكرمة وقبلة المسلمين وكذلك مرقد الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بطيبة الطيبة ناهيك أنها مهبط الوحي في حقبة بزوغ الإسلام ما بين البقعتين العظيمتين الشريفتين وهما يثرب والبيت العتيق وما لهما من شأن ورتبة جليلة راسخة وباقية في وجدان الأمة الإسلامية مهما كان وجودها على وجه البسيطة قاطبة.

إن المملكة العربية السعودية هي إحدى أعظم البلدان على مستوى الشرق الأوسط وتمتاز بماضٍ تليد زاخر ومليء من حيث الإنجازات وكذلك في مجالات جمة حتى حققت البلاد ازدهارا وانتعاشا هائلا في السنوات القليلة الفائتة حيث تم تحقيق مكاسب عدة وواضحة للجميع وفي ميادين متنوعة منها الاقتصاد والتعليم والجانب الصحي والثقافي والفنون وقس على ذلك الكثير من المجالات المختلفة الأخرى.

لقد تم اعتماد خطوات حقيقية وعملية تجاه إكمال الرؤية الثاقبة المجددة والطموحة التي ترمي إلى تمكين وتغيير كلي وجذري للأوضاع بصورة عامة والتي تصب في مصلحة المواطن بالمقام الأول، هذه واحدة أما الواحدة الأخرى هي أن تنهض بلدنا إلى مصاف الدول الأكثر تطورا ونموا وحداثة واقتدارا حتى نتبوأ مكانة تتناسب مع ذلك الشعب الأبي الكريم وتليق بدولتنا بما خصها الله جل في علاه بتلك المكانة الإسلامية الرفيعة وبما تحويه من مقدرات وإمكانات كبيرة ومتنوعة ولله الحمد.

والجدير بالذكر أننا على أعتاب اليوم الوطني المجيد والذي يصادف اليوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام والذي ناهز السنة الرابعة بعد التسعين انقضت معظمها في مسيرة حافلة بالسخاء والعطاء والتعمير تحقق من خلالها إنجازات جمة وعظمى كان وراءها رجالات نذروا أنفسهم لله سبحانه وتعالى ولخدمة هذه البلاد المباركة وما تحويه من مقدرات ومكتسبات لا حصر لها، ما كان بالإمكان أن نجني ثمارها ونقطف آثارها والحصول على نتائج أكثر جودة إلا بسواعد باسلة مخلصة، بذلت ما بوسعها لنصل بعدها لمراحل مهمة للغاية حتى تهيأت الظروف وحان وقت الإدراك والنضوج لولادة رؤية ثاقبة سديدة وراجحة وهذا لا شك فيه حتى بزغ نورها وامتد شعاعها وعمّ نفعُها أرجاءَ البلاد وعمومَ العباد بما تضمنته من أسس رئيسة منها: المجتمع النشط، والاقتصاد المشرق، والوطن المتفائل الطموح، وهذه مجتمعة من شأنها تحقيق الأهداف والرؤى التي ينشدها السعوديون والسعوديات.

إن الحديث عن رؤية بلادنا 2030 كان وراءها رجالٌ أيقنوا أنّ التفوق والوصول لما ينبغي تحقيقه يبدأ بوجود رؤية جلية الأهداف وواضحة المعالم فالرؤية التي تعتمد على مواضع ومكامن القوة والإمكانات المتوافرة والمتاحة هي الأكثر تفوقا واستمرارا وجودة ناهيك أن المملكة لديها العديد من الفرص الكامنة والخصائص المختلفة وتكمن ثروة البلاد الحقيقية وعزها وفخرها وتمكينها أن تصبح أمة استثنائية من خلال عاملين مهمين للغاية:

أولهما سماحة الإسلام القويم ويليه الوحدة الوطنية المتميزة التي تربط كافة أفراد الشعب السعودي من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه وبهمة عالية ممزوجة بالود والمحبة والإخاء حتى ينتهي الأمر بتفعيل وتعزيز الانتماء والشعور الإيجابي تجاه القيادة والوطن.

وقبل أن نسدلَ الستار ونصل للختام في كتابة هذه السطور والكلمات وطرز الجمل والعبارات ومن هنا نؤكد ونقول ما أجود وأفضل أن نكون مخلصين محبين أوفياء لبلدنا! بأفكارنا وعزيمتنا ومهاراتنا ومواهبنا ونجاحاتنا المبدعة وطريقتنا المستدامة في التطوير والتعزيز والبناء، فالوطن لا يرتقي ولا يعلو شأنه وتتعاظم مكانته إلا بأيدي رجاله ونسائه وبهم سويا يحلّقُ نجما ساطعا متلألأ شامخا في سماء التفوق والإتقان.

فلك يا أعز الأوطان كل التقدير والاحترام والحب والإكرام والتبجيل والوقار، وبمناسبة يوم الوطن الرابع والتسعين نتقدم بأصدق وأحر التهاني والتبريكات لقيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود - حفظهما الله جميعا - وسدّد لطريق التشييد خطاهم وجعلهما للوطن ذخرا وعونا وللأمة العربية والإسلامية دعما وسندا.

والدعاء موصول لكافة شعبنا السعودي الكريم الأبي وكل عام والوطن محفوظٌ من كل كربٍ وسوء، وكل عام ومليكنا برعاية الله محفوفٌ ومحروس، وأن يُمتّعه الله بالصحة والعافية وطول العمر.