التعلّم من الأخطاء
يُظهر بعض القادة وعودًا كبيرة تجعل من المتوقع منهم الوصول إلى قمة مؤسساتهم، ولكن بعد ذلك يحدث شيء ما يجعلهم ينحرفون عن المسار. هؤلاء“المدراء التنفيذيون”كانوا موضوعًا لبعض الأبحاث الرائعة.
وجد مورغان دبليو مكال جونيور ومايكل لومباردو أن المدراء التنفيذيين يرتكبون نفس عدد الأخطاء تقريبًا مثل أولئك الذين تستمر حياتهم المهنية في التقدم والارتقاء، لكن المدراء التنفيذيين لا يستفيدون من النكسات أو الفشل كتجربة تعليمية، إنهم يخفون أخطاءهم عن الآخرين ولا يتخذون خطوات فورية لتصحيح ما فعلوه، ويميلون إلى التفكير في الخطأ، ويعيدون عيشه باستمرار لسنوات بعد ذلك.
أولئك الذين تستمر حياتهم المهنية في الارتقاء يفعلون العكس تمامًا. حيث يعترفون بسهولة بما حدث، وينبهون زملائهم إلى العواقب المحتملة، ويبذلون قصارى جهدهم لإصلاحه، ثم ينتقلون إلى نسيانه والمضي قدمًا في حياتهم المهنية. تؤكد الأبحاث أن عدم القدرة على التعلم من الأخطاء هو السبب الأكبر للفشل بالنسبة للقادة.
وقد يكون من أسباب الفشل في التعلم من الأخطاء هو أحد أعراض عدم الرغبة أو القدرة على مواجهة الواقع، لأنه مؤلم؟ هل يظهر أن الناس غير مستعدين لقبول حقيقة أنهم ربما ارتكبوا شيئًا خاطئًا؟ أم أن الناس لا يدركون حقًا العواقب الوخيمة لما فعلوه، معتقدين بدلاً من ذلك،“هذه المشكلة التي واجهتهم لم تكن مشكلة كبيرة. لا يهم حقًا”؟ ربما لم يتعلم الناس أبدًا مهارة التحليل الموضوعي لسلوكهم.
ينقل أحد الموظفين في إحدى الشركات بأن كان لديهم رئيساً تنفيذياً ذا عقلية لامعة وصاحب إنجازات عديدة، وكان له عيب؛ إذ كان يتخذ القرارات المتسرعة بشأن ترقية الأشخاص، رافضًا البعض على أنهم غير أكفاء بعد مقابلة مدتها 20 دقيقة وترقية آخرين بسبب شيء واحد فعلوه أو قالوه. وعلى الرغم من التحذيرات التي لا حصر لها، اختار الرئيس التنفيذي نائب الرئيس التنفيذي للشؤون المالية كمدير تنفيذي يتمتع بسمعة سيئة في الطعن في الظهر والمراوغة والشللية. في النهاية، نجح نائب الرئيس في الإطاحة بالرئيس التنفيذي، من خلال الإيقاع بينه وبين مجلس الإدارة. وعلق العديد من الأشخاص قائلين:“لقد حاولنا إخباره، لكنه لم يستمع”. فشل هذا الرئيس التنفيذي في تغيير المسار، حتى بعد أن كانت أخطاؤه تحدق في وجهه.
للتعلم بشكل أفضل من الأخطاء:
• راجع الإجراءات السابقة دون تردد: انظر إلى الوراء وافحص ما حدث، وأين يمكن إجراء التحسينات؟ اعترف بأنه عندما نرتكب خطأ، يجب أن نتوقف ونحلل ما حدث لنفهم سبب الخطأ وما الذي يمكننا تعلمه منه؟ وطرح الأسئلة مثل: ما الذي أخطأت فيه؟ ما السبب في ذلك؟ ماذا كان ينبغي علّي أن أفعل بدلاً من ذلك؟، ينبغي أن ندرك أن الأخطاء جزء من عملية التعلم. وأن قبولها بدلاً من إنكارها أو الخوف منها سيساعدنا على التقدم.
• أخبر الآخرين عندما ترتكب أخطاء: إخفاء الأخطاء يجعل نتيجتها أسوأ. ومشاركة الآخرين في وضع الحلول هو الطريق الصحيح لحلها. تأكد من إبلاغ أولئك الذين سيتأثرون بالخطأ، والاستفادة من خبرات وآراء الآخرين، سواء المعلمين أو الزملاء أو الخبراء، يمكن أن يساعدون على رؤية جوانب لم ننتبه إليها.
• حل المشكلة: اطلب نصيحة جيدة من الآخرين الذين تثق بهم، والقيام بإجراء التعديلات، ولا تعيش الماضي من جديد فبمجرد إصلاح خطأك، انتقل إلى الأمام.
النظر إلى الأخطاء كفرص للتعلم والتحسين بدلاً من النظر إليها كإخفاقات يعتبر أحد أهم الطرق التي تمكننا من النمو والتطور.
”الفريق الذي يرتكب العدد الأكبر من الأخطاء هو الذي يفوز.“ - جون وودن.