وظائف شاغرة
يقول المغني الأمريكي وكاتب القصص جيرارد ارثر واي: «الشيطان كائن يستحق الشفقة لأنه حصل على أسوأ وظيفة على الإطلاق، إذ عليه أن يتعامل مع الأوغاد كل يوم، وهذا قد يورثه إحساسا شديدا بالملل»، ماذا عنك؟ هل أنت في مكانك المناسب أو لكي أكون دقيقة هل تحب عملك؟
يقال: افعل ما تحب أو أحب ما تفعل لكنني أعرف أشخاصًا وأطلقت عليهم المتذمرون لا يحبون ما يفعلون ولا يفعلون مايحبون..
شخصيًا كثير هي الأيام التي أفكر فيها في التقاعد المبكر أو الاستقالة بمجرد الاستيقاظ وذلك يعود لانني لم آخذ قسطًا كافيًا من النوم وليس لانني لا أحب الوظيفة التي أشغلها وكل من يعرفني عن قرب يعلم تمامًا أنني في المكان المناسب لي تمامًا المكان يليق بي الآن.. وبما أنك عزيزي القارئ وصلت إلى هذا الجزء من المقال، فأنت تعلم أن وظيفتي الثانية هي الكتابة.
هل قلت الكتابة؟ أبلغ وصف قرأته عن وظيفة الكتابة هو لغراهام غرين «روائي إنجليزي»، كان يُشبّهها بالعلاج النفسي، ويتساءل متعجبا عن أولئك الذين لا يكتبون ولا يقرؤون ولا يرسمون «ولا يتذوقون أي شكل من أشكال الفنون» كيف استطاعوا الإفلات من الجنون والكآبة والذعر والخوف المتأصل في الوجود الإنساني.
اما وظيفتي الثالثة وهي تشبهني كثيرًا وجدًا مدربة يوجا الضحك وهنا أذكر مقولة ونستون تشرشل: أعتقد أنك لا تستطيع أن تتعامل مع أكثر الأمور خطورة وأهمية في العالم إذا لم تفهم أكثرها مرحاً وإثارة، «فالضحك هو إشراق وإبتهاج للروح... وبدون الشروق لا يمكن أن يعيش أو ينمو أي شيء،» يوجا الضحك التي تمت تجربتها عشرات المرات ولأكثر خمسمائة مشترك وأكثر من عشر وزارات وشركات وجمعيات ربحية وغير ربحية بنتائج إيجابية وممتعة هذه الوظيفة أقوم بها أسبوعيًا وأحيانًا يوميًا ولا يمكنني القول إلا أنني أذهب إليها وكأنني ذاهبة لموعد غرامي..
يعتبر مارك زوكربيرغ مطور البرمجيات والمؤسس المشارك لفيسبوك والذي يُعرف بكونه أحد أكثر رواد التكنولوجيا تأثيراً في العالم كثيرًا ما يتحدث عن مدى استمتاعه بجوانب حل المشكلات في تطوير البرمجيات، على الرغم من الطابع البارز لدوره، فقد ذكر في مقابلات أنه يشعر بالرضا من خلال إنشاء شيء من الصفر ورؤية تأثيره، يشارك العديد من مطوري البرمجيات مشاعر مشابهة، حيث يجدون الفرح في الإبداع والتحديات التي يقدمها عملهم.
أخيرًا: إذا كنت ملزم على عمل أوجد طريقة مبهجة تجعل منه عملًا سهلاً لأن العبقرية هي فن تحويل حياتك وعملك إلى لعبة.. هل جربت ذلك يومًا ما؟