آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 1:42 م

إيمان الجصاص وقيمات جدّتها

ليلى الزاهر *

تأخذنا الكاتبة إيمان الجصاص إلى عالم إنسانيّ جَذَّاب في إصدارها الجديد ”غَارِقةٌ في لفافات جدّتي“ حيث تعالج بعض مشاكل الإنسان فتُثير مشاعر التّعاطف والرحمة من جانب وتبسط أجنحة قلمها فيحلّق بنا بحبّ مثل طائراتها الورقيّة.

كثيرة هي المشاهد الإنسانيّة التي عرضتها إيمان في مجموعتها القصصيّة تعكس إنسانيتها وعفويتها المرحة يبدو ذلك جليّا من عنوان إصدارها إلى الإهداء الفاتن حيث تكشف الكاتبة مشاعر الحب تجاه والديها وجدّتها المُلهِمة رحمها الله.

بدت لي لغتها بسيطة، قابلة للفهم، تساير الإيقاع الزّمني السّريع في وقتنا الراهن لذلك كان تنقّلها سهلا يسيرا بين أفراد الأسرة لبساطة طرح الكاتبة وأسلوبها السّلس الجذّاب.

كان عرض إيمان ناعما بِملْمس الحرير حتّى عند اختلاف الهيكل القصصيّ لديها فعالجت مشاكل الإنسان، ومخاوفه، وإنجازه بمشاعر مختلفة ظهر من خلالها التّحفيز والضّحك والخوف والحبّ.

لقد بدا لي من خلال قراءة مجموعتها أنّ الكتابة عالم آخر يرحل فيه الكاتب إلى كهوف مظلمة يُشعلها بالنّور ثم يُحلّق مع طيور السماء في رحلة أشبه بالخيال مع الحفاظ على تنوّع الأدوات الفنيّة.

تمتّعت الكاتبة بجمال سرديّ مُبدع في عرض أفكارها بالرغم من خلوّها من التعقيد اللفظيّ الذي يهرب منه بعضُ القرّاء فرسمت صورًا جميلة كما في قصّتها ”بائعة المناديل“ عندما قالت:

”هناك مقعد في المدرسة خالٍ من صاحبته الفتاة الصغيرة“

وانتقلتْ بنا إلى مشهدٍ ربما كنّا نراه ماثلا أمامنا على شاطئ البحر إلا أننا لم ندر له بالًا حيث قطار عمو أحمد، أمّا دراما ”واسأل قلبي عنك“ فبدت فيلما سينمائيا طوّق قلبي بالمتعة وأنا أقرأها.

ناهيك عن الإنسان السّويّ الذي ظهر في ”نور“ مُطعِمَة الحَمام، وأخيرًا جمال العلاقات الإنسانية والأُسريّة في ”صانعة القيمات“ فضلًا عن وصف قُدْسيّة العلاقة الزوجيّة في ”في قنينة“ و”ماذا تعني كلمة تتزوجني“.

وكما قالت كاتبتنا:

شعور السّعادة يجرفنا، يجذبنا نحو حكايا وقصص جميلة نقرأها في ”غارقة في لفافات جدّتي“ للكاتبة المتألقة إيمان الجصاص.