نهاية الصيف «فلكيًا» وخسوف جزئي في سماء سبتمبر
قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة: إن شهر سبتمبر يشهد النهاية الفلكية لفصل الصيف في نصف الأرض الشمالي ”شتاء نصف الأرض الجنوبي“، ولكن لا تزال العديد من الكوكبات النجمية الصيفية ترصد في سماء الليل.
وأوضح أن الاعتدال الخريفي هذا العام يصادف 22 سبتمبر، وفي ذلك الوقت تشرق الشمس مباشرة فوق خط استواء الأرض حيث تتساوي طول الليل والنهار تقريبًا، مضيفًا: بعد ذلك وحتى 21 ديسمبر سينخفض قوس المسار الظاهري اليومي للشمس عبر سماء في النصف الارض الشمالي تدريجياً مع قصر ساعات النهار وفي الوقت نفسه فإن رحلة الشمس اليومية عبر السماء سوف تصبح أعلى فأعلى في نصف الأرض الجنوبي مع زيادة ساعات النهار.
وبيّن أنه بشكل عام سيكون النصف الأول من شهر سبتمبر الأفضل لرصد السماء لعدم وجود ضوء القمر في السماء بعد ذلك سيتواجد القمر وسيكتمل بدراً في 18 سبتمبر ونظراً لأنه قريب من الاعتدال الخريفي فهو يسمى قمر الحصاد في 2024، يُعتبر قمر الحصاد هذا العام أيضاً ”قمراً عملاقاً“ لأنه أقرب إلى الأرض عن المتوسط.
وذكر أنه بالتزامن مع ذلك سيحدث خسوف جزئي للقمر مشاهد بسماء السعودية والوطن العربي ومعظم أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية والمحيط الأطلسي وأوروبا وأفريقيا حيث سيمر جزء صغير فقط من القمر عبر ظل الأرض ويمكن رصده إذا كانت السماء صافية.
وأشار إلى أن الزهرة ذلك الجمال الساطع أصبح الآن ”نجم المساء“ حيث يظهر في الأفق الجنوبي الغربي بعد شفق المساء قبل أن يغرب بعد بفترة وجيزة وخلال الأيام الرابع والخامس والسادس سيلتقي هلال قمر شهر ربيع الأول بكوكب الحب والجمال.
وأكمل: مع ذلك فإن أفضل كوكب يمكن رصده بداية الليل هذا الشهر هو زحل والذي يصل في 7 سبتمبر إلى حالة التقابل عندها سيكون الكوكب في أدنى مسافة من الأرض هذا العام حوالي 1,3 مليار كيلومتر.
وأرجع سبب تسمية هذا الحدث بالتقابل إلى أن زحل والشمس متقابلين في سماء الأرض وهذا يجعل زحل مشاهداً طوال الليل حيث يشرق عند غروب الشمس ويغرب عند شروق الشمس في اليوم التالي.
ولفت إلى حدوث تقابل زحل كل 378 يوما حيث يسافر كوكب الحلقات والأرض في مداراتهما حول الشمس، مضيفًا: بالنسبة للعين المجردة، سيظهر زحل كنجم متوسط اللمعان فوق الأفق الشرقي نهاية شفق المساء ومن السهل رصده لأنه سيكون ألمع جسم في ذلك الجزء من السماء، أما رصده بالتلسكوب فمن الأفضل الإنتظار حتى الساعة 10 أو 11 مساءً على الأقل للسماح له بالارتفاع في السماء ويبتعد عن الطبقة السميكة من الغلاف الجوي للأرض التي لها تأثير ضبابي وذلك للحصول على رؤية أكثر وضوحاً وفي اليوم السادس عشر سيلتقي زحل والقمر بالقرب من بعضهما.
وأكد أن زحل من أجمل المنظار التي تشاهد عبر التلسكوب بسبب نظامه الحلقي الجميل الذي يزيد قطره عن 282000 كيلومتر ولكن سمكه حوالي 30 قدما فقط في معظم المناطق ومع ذلك هذا العام وحتى عام 2025 ستظهر حافة نظام الحلقات فقط من منظورنا على الارض لذلك بالكاد يمكننا رؤيتها وهو حدث يتكرر كل 14-15 عاماً.
وأضاف: برغم ذلك يمكن رؤية بعض أقمار زحل التي تشبه النجوم الخافتة وسيكون تيتان أكبر أقمار زحل أكثر سطوعاً وغالباً ما يكون بعيداً عن الكوكب. نظرًا لأن مدار تيتان يشبه ميلان الحلقات فيمكن رصد تيتان وهو يمر أمام زحل أو خلفه.
وقال: إنه بعد منتصف الليل يرتفع كوكبا المشتري والمريخ بالقرب من بعضهما فوق الأفق الشرقي. المشتري هو الأكثر لمعانا من المريخ الأحمر بشكل واضح حتى للعين المجردة.
وأشار إلى أن المشتري سيكون أقرب إلى الأرض منذ أكثر من عام في ديسمبر المقبل وبعد ذلك في يناير 2025 سيكون المريخ أقرب إلى الأرض منذ أكثر من عامين وسيكون شديد السطوع في سماء الليل.
واستطرد: إضافة لذلك الفرصة مهيأة لرؤية مذنب بالعين المجردة في آخر بضع ساعات من صباح سبتمبر، إنه المذنب تسوتشينشان أطلس، وبما أنه تم اكتشافه العام الماضي فقط فلا أحد يعرف مدى سطوعه ربما لن يكون مرئياً إلا باستخدام المنظار وقد يتفكك مع اقترابه من الشمس.
وذكر أنه إذا نجح ولم يتفكك فسيظهر المذنب فوق الأفق الشرقي قبل شروق الشمس بحوالي 45 دقيقة إلى ساعة وسيكون من الأسهل رؤية تسوتشينشان أطلس من نصف الارض الجنوبي حيث سيظهر أعلى في السماء.
وبيّن أن أبرز النجوم التي ترصد هذا الشهر في نصف الأرض الشمالي هي الدب الأكبر بإتجاه الأفق الشمال الغربي إلى جانب الدب الأصغر الخافت على يمين الدب الأكبر مع نجم الشمال، بولاريس، في نهاية مقبضه.
وتابع أن كل جرم سماوي في قبة السماء يدور حول النجم بولاريس كل 24 ساعة. بالنسبة للقاطنين في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية لا يوجد نجم ساطع بالقرب من القطب السماوي الجنوبي.
وأكمل: إذا تمكنت من زيارة منطقة مظلمة بعيدة عن أضواء المدن عندها يمكن مشاهدة شريط من الضوء باهت يقسم السماء من الأفق الشمالي الشرقي إلى الجنوب الغربي وهو ما يُعرف بشريط درب التبانة وهو الجزء الأكثر سمكا في المستوى القرصي لمجرتنا درب التبانة.
وأضاف: أما في سماء الصباح الباكر يشاهد مطلع الشهر كوكب عطارد في الأفق الشرقي ويمكن كذلك رؤية بعض الكوكبات النجمية الساطعة التي تشاهد في فصل الشتاء في النصف الشمالي مثل الجوزاء «الجبار أوريون» قبل أن يصبح الشفق ساطعاً للغاية.
واختتم: بينما يواصل كوكبنا دورته حول الشمس ستعود نجوم الجوزاء وبقية النجوم الشتوية إلى سماءنا المسائية في نهاية العام ولكن في الوقت الحالي دعونا نستمتع بروعة ليالي سبتمبر.