آخر تحديث: 30 / 10 / 2024م - 6:39 ص

«فكر» وهموم المواطن

عبد الوهاب العريض * صحيفة الشرق

كثيرة هي هموم المواطن العربي، وعلى قمتها يكمن همّ العمل والبحث عن الرزق الذي تسبب في إشعال الثورات العربية، وجاءت الحركات المسيسة لتستغل هذا الاحتياج وتصعد من خلاله إلى هرم السلطة. ولكنها تسقط مباشرة في إمكانية توفير هذه الفرص الوظيفية للشعوب المتمردة، والباحثة عن الاستقرار.

أصبح المواطن العربي اليوم ينام وهو يفكر في كيفية تأمين قوت أطفاله، حيث تلك الأرقام المخيفة التي أعلنتها المنظمات الدولية في مطلع عام 2013 وتتلخص في أن عدد فقراء الوطن العربي يصل إلى 54% وأن عددهم يصل إلى 35 مليون نسمة. «المصدر: اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لدول غرب آسيا في بيروت». كما أن نسبة التعليم في حالة انخفاض رغم الاهتمام العالمي بوضع التعليم، إلا أن تقرير اليونسكو الصادر في 2013 يقول إن «عدد الأميين العرب من الفئة العمرية 15 - 45 عاما يبلغ حالياً قرابة 67 مليون أمي وأمية، منهم قرابة 60% من الإناث. كما تشير أيضا إلى أن معدل الإلمام بالقراءة والكتابة لدى الكبار في الفئة 15 عاماً وما فوق يصل إلى 72.1% وهذا يعني أن قرابة 27.9% من سكان الوطن العربي أميون»، بينما يبلغ عدد سكان المنطقة العربية حسب نفس التقارير 355 مليوناً.

أرقام مخيفة وتدل على أن هناك مستقبلا معتما لهذه المنطقة التي تحتاج إلى 80 مليون فرصة عمل حسب تقارير مؤسسة الفكر العربي التي تم طرحها في دبي الأسبوع الماضي.

ربما حالة من التفاؤل يستشعرها المواطن حينما يجد إحدى تلك المؤسسات المتهمة بأنها تعيش في أبراج عاجية تحاول جاهدة ملامسة الجرح و«تعليق الجرس»، والتنبيه للمخاطر التي تنتظر الوطن العربي في حالة عدم تفهمه متطلبات شعوب بدأت تحاول انتزاع حقوقها بشكل يزعزع الاستقرار في تلك الدول.

وهذا ما فعلته مؤسسة الفكر العربي حينما حاولت في مؤتمرها الحادي عشر تسليط الضوء على مسببات الربيع العربي وإشراك الشباب في كافة الحوارات التي كرست لها حضوراً عربياً مميزاً. وقامت في مؤتمرها الثاني عشر بعرض الدراسات الاقتصادية التي تدق ناقوس الخطر في الوطن العربي.. البطالة وكيفية التخلص منها خلال توفير الفرص الوظيفية السابق ذكرها.

سبع سنوات قبل الوصول إلى عام 2020م الذي سيحتاج فيه الوطن العربي لخلق 80 مليون فرصة وظيفية، وهذا يعتمد على التعليم المميز، والتركيز على مخرجات التعليم لخلق جيل جديد يستحق العيش الكريم.

مع كل هذه الأجراس والأخطار المحدقة، مازلنا نبحث عن المنهج المميز، ونحاول بناء مدرسة تقاوم المطر، ومناهج تتناسب مع متطلبات السوق..

هل تساءل أحدنا كيف سيستقبل الجيل المقبل تلك التحديات ونحن ما زلنا نفكر في تطوير المناهج.