آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 6:12 م

الانسجام الوطني وطموحات فائقة

جهاد هاشم الهاشم

إن للانسجام وتعاظم اللحمة الوطنية بين الأفراد والإصرار على الترابط والتشبث بكل معانيه تجاه كل ما من شأنه خدمة مصالح البلاد والعباد أثر كبير في تماسك وقوة ووحدة المجتمعات، وكذلك الاصطفاف خلف قيادة سديدة ونبذ الفرقة والطبقية والعنصرية المقيتة وهذا كله مطمح ومقصد جميع الشرفاء الوطنيين رجال ونساء وهذا بدوره يمكننا من خلق مناخ متنامٍ وإيجابي، وكذلك الشعور بالمسؤولية التشاركية حيال الارتقاء والنهوض بمجتمعنا السعودي إلى مرتبة ملؤها العز والشموخ.

وذلك الأمر لن يتحقق إلا من خلال الاندماج وانصهار عناصر تلك الأمة أو ذلك الشعب في حلقة محكمة وراية موحدة وزعامة رصينة بموجب قيم ومبادئ أخلاقية وإنسانية جامعة لتكبح وتردع بعدها المخاوف والتوجس بجميع صنوفه وبطلان الدسائس وقطع أيدي العابثين المتربصين وضعفاء النفوس تجاه وحدة هذه البلاد المصونة وشعبها الكريم الأبي والتلاؤم القائم والجلي بين الرعية والمسؤول.

لقد مَنَّ الله جل في علاه على بلاد الحرمين الشريفين بالتآخي والتواد ووحدة الصف والتعايش السلمي مما أدى إلى متانة وصلابة الترابط بين فئات المجتمع السعودي والسير قدما تحت ظل حكومة رشيدة عادلة حملت على عاتقها منذ تأسيس هذه الدولة الفتية واجب رعاية الوطن والمواطن وحماية مصالحه والحفاظ على ثرواته وحضارته المتجذرة في خضم تاريخ مشرف له حكايات تخط وتروى بأحرف من ذهب وألماس تجاه ماضٍ له من الأصالة والبطولات الشيء الكثير نتوارثها من عبق تاريخنا العريق وينبئ عنها الماضون من أسلاف الرجال والأجداد ويحكيها الآباء للأبناء وهكذا تستمر الرواية حتى نقصها نحن للأحفاد ومن ثم تصل لأجيال بعد أجيال.

أخي المواطن: إن الحفاظ على الترابط المجتمعي والانصهار الوجداني والتعامل الأخلاقي إزاء رفعة الوطن هو بمثابة عنوان لحصانة متينة وراسخة لتقوية الحس الأمني للبلاد وزيادة الاطمئنان والشعور بالاستقرار والأمن والأمان والمساهمة الفاعلة والمؤثرة في تحقيق الازدهار وانتعاش الاقتصاد وتقدم البلاد مما يعاظم من فرص تفوقنا على الخصوم في الداخل والخارج ناهيك عن عدم السماح للانحدار والتفكك الأسري، والتصدي بحزم لمحاولات إضعاف الترابط الأخوي من خلال اختراق الجسم البنيوي للهيكل العائلي بوسائل عدة منها على سبيل المثال لا للحصر المحتوى الإعلامي الذي أصبحت أبوابه مشرعة على مصراعيها وبما يختزنه في داخله ومضمونه وبين طياته من أعباء ثقيلة وغير منضبطة من مكاره ومهالك تجاه أخلاقيات أبنائنا وانتهاز ذلك من ضعفاء الأخلاق الأعداء والحاقدين المندسين لاستغلال صغارنا وتصويبهم عكس البوصلة أي نحو الانحرافات الفكرية المستهجنة والتي تأتي وتقبل علينا بأشكال ونماذج مختلفة كالمهددات المعلوماتية الدخيلة والمعادية والناغمة للنيل من عزيمة أبنائنا وتضليل عقول الناشئة من شبابنا وبناتنا بوسائل مبتذلة ورديئة وإبعادهم عن الالتزام بما يتفق وتعاليم ديننا القويم وما جاء به من تعاليم واضحة مضيئة، وفيها من الهداية والصلاح ما يتناسب لكل زمان ومكان ناهيك عن تشويش عقولهم وإرباك نمط تفكيرهم وإبعادهم عن حب الوطن وتدمير مداركهم والوقوف حجر عثرة في طريق نمائهم وتقدمهم وبالتالي الاستحواذ على عزيمتهم وسلب إرادتهم وإضعافهم حتى يحققوا ما يصبون إليه وينالوا من قدرة وإصرار هذا الشعب المخلص الغيور والحكيم.

إذاً اللحمة الوطنية والانسجام الاجتماعي بين كافة مواطني مملكتنا لها نتائج وآثار حميدة للغاية مما يرفع من عوامل التآلف والتناغم والتلاؤم حتى نصل إلى توافق راسخ ومتين وصلب بين جميع شرائح المنظومة المجتمعية لنتمكن بعد ذلك من تأسيس قاعدة محكمة متماسكة وقوية لنصبح في مأمن ووقاية من أصحاب النفوس السقيمة المتربصة والمارقة التي لا تريد للخير أن يعم وينتشر في خضم بلادنا وشعبنا والنشء الصاعد من فتياننا وفتياتنا.

وقبل الختام نؤكد أن أفضل وأجود وأنجع السبل لتعزيز الترابط الوطني ومجابهة المخاطر المحدقة بنا هو تعزيز وتمكين ثقة أجيالنا المقبلة بأنفسهم وبقيادتهم والتباهي بإنجازات البلاد والتفاخر بها والاعتزاز بالوطن واستنكار ومنع الخلافات والانشقاقات، وكذلك الالتزام بالأنظمة ومكافحة الرذائل ومحاربة الاعوجاج الأخلاقي كالفساد الممنهج ورفع أهلية وجدارة المهارات المطلوبة والملحة لدى أشبالنا وأن نعمل على بناء حصانة ذاتية عما يحاك ضدنا من إشاعات مغرضة وملوثة والاعتناء والانتباه التام بمخاطر المغريات والملهيات الحديثة وما تحمله بين سطورها من سموم مهلكة وتافهة والحذر من الانزلاق لأفكار عاصية متمردة ومشتتات مفسدة يراد منها إفراغ عقول الأبناء من محتواها الإسلامي والأخلاقي والآدمي، ومن كل معاني القيم التربوية السامية لتحقيق مآرب شيطانية متجذرة في شرور نواياهم وأعماق نفوسهم.

لهذا يتوجب قطع دابرهم واستئصال خبائثهم واجتثاث آثارهم؛ وهذا لن يتحقق إلا بالمضي قدما نحو نهضة شاملة وارتقاء شاهق لمملكتنا مسددين جهودنا على حماية ووقاية ثروة الوطن الحقيقية وهي براعمنا وفلذات أكبادنا من هؤلاء الخارجين عن الجادة من الصواب حتى نتمكن من ثنيهم وردعهم ونحقق في نهاية المبتغى مكانة تليق بقدسية هذه البلاد المباركة.

إن مملكتنا تحظى بمرتبة عالية وشرف عظيم من بين سائر الدول العربية والإسلامية من جهة والعالم بأسره من جهة أخرى لما تتمتع به من سيادة وعزة مميزة دون بقية البلدان والدول باعتبارها مهبط الوحي وبها بيت الله العتيق وقبلة المسلمين في أرجاء المعمورة قاطبة ويكفيها إجلال وعلو أن شرفها البارئ جلت قدرته بخير الأنام محمد بن عبدالله الرسول الأمين وخاتم النبيين ورحمة للعالمين.

نسأل الله العلي القدير أن يحرسنا من كيد الكائدين اللهم يا واسع العطاء ويا دافع البلاء ويا سامع الدعاء نسألك أن تحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء إنك ولي ذلك والقادر عليه.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
حسين الملاحي
[ سيهات ]: 31 / 8 / 2024م - 11:01 ص
ما شاء الله تبارك الله مقال اكثر من رائع من شخص رائع
ادام الله علينا نعمة الامن والأمان