رضا الناس غاية لا تدرك
لقد لاحظت في أغلب الأحيان عدم القبول والرضا والتساؤل من قبل شريحة من المجتمع لا بأس بها على ما يطرح من بحوث دينية أو ثقافية أو اجتماعية أو سلوكية يتطرق لها بعضا من خطباء المنبر الحسيني أو حتى علماء الدين الأفاضل، لأنها طرحت بما لا تناسب مرئياتهم أو مبتغاهم الذي يوافق نظرتهم في تسلسل الأحداث وكيفية سردها وتفسيرها، وهذا شيء طبيعي فأنت تسمعه وتتابعه حسب نظرتك، وغيرك يراه ويتقبله من جانب آخر، هنا تتشابك الآراء، فعلى من تقع المسؤولية في ذلك...
أهم رعاة الدين من موجهين وخطباء المنابر الذين في نظر أولئك لم يعطوا الموضوع حقه ولم يستوفوا دقائقه وشروحاته التي تقنع المستمعين الذين في مجملهم قد يفتقرون إلى الثقافة والعمق المعرفي وخاصة الخصائص المتعلقة بالبعد الديني، هنا يبدأ التضارب في غربلة البحث وكل يراه من وجهة نظره ويدافع عنه، وهكذا تأخذ النتائج بعدا آخر، فيسود جو عام بين الجميع وكما يقول المثل الشائع: رضا الناس غاية لا تدرك، وفي نفس الوقت لا نريد إجحافا بحق أحد ولكن الواقع يقول كل بذل جهده واجتهاده في خدمة وتوضيح معالم الدين بما يخدم الشريعة السمحاء والصالح العام للمجتمع، وهذه غاية ما بدله الخطباء جزاهم الله خيرا ولكن عليهم بدل المزيد في توضيح ودقة المعلومات والتأكد منها حتى يرفع اللبس عنها، هذا من جانب ومن جانب آخر على المعترضين والمشككين وأصحاب الرأي المختلف طرح أي إشكال على طاولة البحث والمتابعة بين الفريقين حتى يتم التوافق بشكل ودي وعقلائي ولا ندور في حلقة مفرغة كما قال المثل الشائع: أسمع جعجعة ولا أرى طحنا...
ويظل الحال على ما هو عليه في الكواليس المغلقة بين شد وجذب ولكن لنفتح قلوبنا وعقولنا لبعضنا بعضا لنصل إلى نتيجة نهائية تفتح لنا آفاقا عديدة من الفكر والنضوج الإيجابي ولا ندور في حلقة سلبية المضمون، خاصة ونحن نعيش في زمن الانفتاح والتقنيات المتسارعة، فعلينا كمجتمع إسلامي أن نواكب عصر التمدن والحضارة بما لا يخدش الفكر والثقافة الإسلامية الآخذة في التسارع والتصاعد، فلنتفاعل معها بما يخدم ديننا ومعتقدنا ونأخذ منها ما ينفعنا ونتجنب كل ما يشوه إيماننا وإسلامنا...
والله الموفق.