الدورة الشهرية علامة بالغة الأهمية ومؤشر مهم للصحة العامة لكل من الفتاة والمرأة - كما توضح خبيرتان في الصحة الإنجابية
بقلم إيفيلينا ستيرلنغ، أستاذ مشارك في علم الاجتماع الطبي، جامعة كينيساو الحكومية في ولاية جورجيا، ومارغريت لويزا ستابس، أستاذ فخري في علم النفس، جامعة تشاتام في بيتسبرغ ولاية بنسلفانيا
أغسطس 5,2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 168 لسنة 2024
Menstrual cycle is a vital sign and important indicator of overall health − 2 reproductive health experts explain
Evelina Sterling
Associate Professor of Medical Sociology، Kennesaw State University
Margaret Louisa Stubbs
Professor Emerita of Psychology، Retired، Chatham University
August 5,2024
متى كانت آخر دورة شهرية [1] ؟ هذا سؤال روتيني يسأله الطبيب أثناء أي زيارة لعيادته تقوم بها أي امرأة في مرحلة الطمث.
يسأل الأطباء عمومًا هذا السؤال لمعرفة ما إذا لدى المريضة مخاوف بشأن مشكلة دورتها الشهرية أو حمل محتمل، أو ما إذا كان انقطاع الطمث اقترب أو حدث بالفعل.
ولكن نادرًا ما تتم مناقشة هذا السؤال في سياق استكشاف الدورة الشهرية باعتبارها ”علامة حيوية على الصحة“ طوال حياة المرأة الإنجابية. في الواقع، يخفق الكثير من الأطباء في إدراك الدور الأساس للدورة الشهرية في الصحة العامة.
يمكن للدورات الشهرية طوال سنوات الإنجاب وما بعدها أن تقدم رؤىً مهمة حول الصحة العامة للمرأة [2] ، ك ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم ومعدل دقات القلب.
أنا إيڤيلينا ستيرلينغ Evelina Stering، باحث في علم الاجتماع الطبي [3] وفي الصحة العامة ومهتمة بقضايا صحة المرأة وزميلتي مارغريت ستابس Margret Stubbs، أستاذ فخري في علم النفس [4] ندرس تجارب الدورات الشهرية طوال عمر المرأة الإنجابي ونعمل على تحسين تثقيفهم فيما يتعلق بالدورة الشهرية والثقافة الجسمية body literacy. [المترجم: الثقافة الجسمية تنطوي على الاستماع إلى إيقاعات الجسم الطبيعية وملاحظة التغيرات التي تطرأ عليه والإشارات الصادرة منه حتى يتمكن الشخص من معرفة وفهم جسمه فيما يتعلق بصحته بشكل أفضل [5] ].
على الرغم من أنه قد يبدو كما لو أن الدور الرئيس للدورة الشهرية هو لتهيئة الجسم لعملية الحمل، إلا أن هذا ليس سوى جانب من دورها. في الواقع، تعتبر الدورة الشهرية حجر زاوية في الصحة العامة والعافية طوال سنوات الإنجاب للمرأة حتى فترة بدء انقطاع الطمث وسن اليأس.
مقطع فيديو عن الدورة الشهرية:
فهم الدورة الشهرية
تتحكم الدورة الشهرية في التغيرات الهرمونية والتغيرات في فسيولوجيا الرحم.
الدورة الشهرية [6] هي مصطلح يصف تسلسل أحداث تقع في الجسم والتي تهيئه لاحتمال عملية حمل في كل شهر. تُحسب الدورة الشهرية الحالية من اليوم الأول للدورة حتى اليوم الأول من الدورة التالية [7] .
على الرغم من اختلاف الدورات الشهرية [باختلاف السن ومؤشر كتلة الجسم والعرق والأثنية [8] ]، إلا أن عملية الطمث بشكل عام هي نفسها بالنسبة لجميع النساء. تستمر الدورة الشهرية عادةً حوالي 28 يومًا، لكن حتى الدورات الشهرية التي تتراوح من 24 إلى 38 يومًا تعتبر صحية في العادة. يجب إجراء مزيد من الدراسات في تجارب الدورات التي لا تقع بشكل منتظم ضمن هذا النطاق الزمني بحثًا عن أي أسباب كامنة وراءها.
مراحل دورة الطمث
تنطوي الدورة الشهرية على تغيرات هرمونية وعمليات فسيولوجية معينة وتتكون من أربع مراحل رئيسة:
الطمث [9] : هو التخلص من بطانة الرحم، ويحدث في حالة عدم حدوث حمل. يستمر خروج الدم عادة مدة يومين إلى سبعة أيام ولكن يمكن أن يختلف من شهر لآخر وطوال حياة المرأة الإنجابية. ومع ذلك، إذا كان الدم يخرج عن هذا النطاق الزمني، خاصة دورات طمث عدة شهور، فينبغي أخذ الأسباب الكامنة في الاعتبار. عادةً ما تكون الكمية الإجمالية للدم المفقود خلال الدورة الشهرية الواحدة حوالي 60 ملليلترًا [10] على الرغم من أن الكمية قد تبدو أكثر بكثير في بعض الأحيان. وعند هذا المعدل من خروج الدم، عادة ما تنغمس الفوطة الصحية بالكامل بعد أربع ساعات من وضعها.
المرحلة الانجابية «التكاثرية» [11] : تنمو بصيلات المبيض، ويحثها الهرمون المحفز للجريبات، استعدادًا للإباضة.
مرحلة الإباضة [12] : في منتصف الدورة، يؤدي ارتفاع هرمون اللوتين إلى إفراز بويضة ناضجة من المبيض، مما يسمح للجسم بالاستعداد للتخصيب المحتمل. وإذا حدث الإخصاب، يبدأ الحمل.
المرحلة الأصفرية [13] : بعد الإباضة، يتحول الجريب إلى جسم أصفر، وينتج هرمون البروجسترون لدعم عملية الحمل المحتملة.
يتغير المبيض خلال الدورة الشهرية. في هذه الصورة [1] دورة الطمث. [2 و3] عملية بلوغ «نضوج» الجريبات. [4] عملية الإباضة. و[5 و6] نمو وتحلل الحسم الأصفر في خال إذا لم تخصب البويضة.
الدورة الشهرية كعلامة بالغة الأهمية
الدورات الشهرية المنتظمة تفيد أن هناك مستويات متوازنة من الهرمونات والصحة الإنجابية [14] . الدورات الشهرية المنتظمة تقترن بكثافة عظام وصحة قلب وأوعية دموية وصحة عقلية أفضل [15] .
الدورة الشهرية غير المنتظمة [16] تنطوي على تغيرات في طول فترة الدورة الشهرية، أو غزارة النزيف أو غيرها من التغيرات السلبية المتعلقة بالدورة الشهرية، كالتقلصات «التشنجات» - التي تسمى أيضًا عسر الطمث [17] - أو ألم الدورة، أو ألم الثدي [18] أو التعب، أو تغيرات مزاجية سلبية. قد تشير الدورة الشهرية غير المنتظمة إلى مشكلات أساسية مثل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات [19] ، والتي يمكن أن تكون أيضًا مقدمة لمرض السكري أو قصور المبيض الأولي [20] أو الانتباذ البطاني الرحمي [21] .
يمكن أن تؤدي دورات الحيض غير المنتظمة أيضًا إلى هشاشة العظام [22] أو قد تشير إلى مشكلات في الغدة الدرقية [23] أو اضطرابات خلقية في الأعضاء التناسلية الأنثوية [24] . وهذا بدوره يمكن أن يؤثر في الخصوبة وجودة الحياة بشكل عام.
قد يشير غزارة النزيف [25] بشكل غير عادي إلى حالات مثل تليف الرحم [26] أو الانتباذ البطاني الرحمي [21] أو بعض الأورام المرتبطة بالغدد الصماء. انقطاع الدورة الشهرية قد يوحي باضطرابات هرمونية أو عوامل نمط حياة إشكالية، كانقطاع الدورة الشهرية الناجم من ممارسة بعض التمارين الرياضية أو اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية أو النهام «شره الأكل».
في الواقع، تعاني بعض الفتيات اللاتي تمارس الرياضة من حالة تسمى ثالوث الأنثى الرياضية [27] ، حيث يؤدي برنامج تدريبهن إلى متلازمة تجمع بين ثلاثة من الاضطرابات: اضطراب الأكل وانقطاع الدورة الشهرية وهشاشة العظام [23] . عادة ما يكون انقطاع الدورة الشهرية، أول علامة على وجود مشكلة. وإذا تركت دون معالجة، فإنها قد تؤدي إلى حالات مرضية أكثر خطورة طوال الحياة مثل هشاشة العظام والعقم.
الأطباء يحثون الأمهات على أن يكونوا منفتحين مع بناتهن فيما يتعلق بالدورة الشهرية.
بدء النقاش مبكرًا مع الفتيات حول مسألة الطمث
عادة ما تبدأ أول دورة شهرية للفتاة [28] ، بين سن العاشرة والسادسة عشرة بمتوسط سن يبلغ 12,4 سنة تقريبًا. وتنص مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على أن متوسط أول دورة شهرية هو 11,9 سنة [29] ، وبعضها يبدأ في سن 8 سنوات والبعض الآخر يتأخر حتى سن 16 سنة. يمكن أن تتأثر بداية الدورة الشهرية المبكرة بعوامل العرق والحالة السسيواقتصادية [30] وارتفاع مؤشر كتلة الجسم بسبب اتباع نظام غذائي غير صحي.
بشكل عام، تبدأ الدورة الشهرية [30] عند الفتيات مبكرًا عما كانت عليه في العقود السابقة، على الرغم من أن لا أحد يعرف السبب على وجه الدقة.
منذ ما يقرب من عقدين، حثت الكلية الأمريكية لأطباء الولادة وأمراض النساء والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الممارسين الصحيين على اعتبار الدورة الشهرية المبكرة للفتيات بمثابة علامة بالغة الأهمية قد تشير إلى نمو صحي أو إشكالي.
لهذا السبب، حثت هذه المنظمتان الأطباء على إبلاغ أولياء أمور الفتيات أو مقدمي الرعاية لهن بما هو طبيعي فيما يتعلق بالدورة الشهرية المبكرة من الناحيتين البدنية والعقلية. هذا التوجه يتيح لأولياء الأمور والفتيات معرفة ما يمكن توقعه والتعرف على الاضطرابات التي تحتاج إلى مزيد من التحقق من قبل المختصين.
التعرف على الدورة الشهرية باعتبارها علامة بالغة الأهمية [31] على الصحة يمكن أن يمنح الفتيات أساسًا أكثر إيجابية يستفدن منه في وقت لاحق من الحياة عندما يبدأن في فهم أنفسهن باعتبارهن كائنًا جنسيًا.
وجدت إحدى الدراسات الحديثة [32] التي أجريت على الفتيات أن معظمهن يفضلن تناول حبوب لوقف الدورة الشهرية تمامًا بدلاً من الاستمرار في دورات شهرية صحية. يمكن للمناقشات المبكرة حول الطمث بين مقدمي الرعاية الصحية والأمهات أن تتصدى لمثل هذه الآراء المجتمعية السلبية، وتتفادي المخاوف من التعرض للوصم [ومنها النكت السلبية التي تسمعها الفتيات أو التحسس من تعليق الناس السلبي بخصوص الأعراض التي تبدو عليهن أثناء الدورة] والتابوهات الثقافية [ومنها اعتبار المرأة أثناء الدورة غير طاهرة أو مذنبة أو قذرة] في بعض الثقافات المتعلقة بمسألة، الطمث [33] .
ما بعد سن المراهقة
وبطبيعة الحال، لا ينبغي للمناقشات بخصوص الدورة الشهرية كمصدر للمعلومات الصحية الهامة أن تتوقف عند مرحلة المراهقة. وبالتالي، فإن المرأة الطامث بشكل عام تمر ب 450 دورة طمث طوال حياتها.
وجد الباحثون الذين يدرسون تجارب الدورات الشهرية لدى النساء أن التغيرات الهرمونية حتى انقطاع الطمث يمكن أن تحدث قبل تغير كمية خروج دم الدورة الشهرية، أحيانًا في الثلاثينيات والأربعينيات من سن المرأة. يمكن أن تؤثر تلك التغيرات في النوم والمزاج وغير ذلك، مما يجعل الاهتمام بصحة الدورة الشهرية أكثر أهمية. [المترجم: صحة الدورة الشهرية تعني ”حالة من السلامة البدنية والنفسية والاجتماعية الكاملة، وليس مجرد غياب المرض أو الضعف البدني أو الذهني، فيما يتعلق بالدورة الشهرية [34] ]“
كوني مبادرًةً
من المهم لأي فتاة أو امرأة لا تزال تطمث أن تعرف الحقائق المتعلقة به طوال حياتها الإنجابية.
تتبع الدورة الشهرية في جميع الأعمار يساعد في التعرف على أنماط الأعراض الجسدية والعقلية. وهذا مهم بشكل خاص لـ اللاتي يقتربن من سن اليأس وحتى بعد انقطاع الطمث.
عندما تذهبين إلى الطبيب، لا تخافِ من طرح أسئلة عليه أو لفت انتباهه إلى أي تغييرات أو مخاوف تروادكِ. استمري في النقاش معه إلى ما هو أبعد من مجرد اخباره بتاريخ آخر دورة لك.