«الرطب المتساقط».. كنز مهمل على أرصفة وطرقات المملكة
تتحول شوارع المملكة في كل موسم حصاد، إلى لوحة فنية طبيعية تزينها عناقيد الرطب المتدلية من النخيل، لكن هذه اللوحة سرعان ما تتحول إلى مشهد مثير للجدل، حيث تتساقط هذه الثمار على الأرصفة والطرقات، لتتحول من رمز للخير والعطاء إلى مصدر للتلوث وإهدار للموارد.
وحذر الخبير الزراعي حسين الجمعان من مخاطر تناول الرطب المتساقط على الطرقات، حيث يتعرض لمواد سامة ناتجة عن عوادم السيارات، ما يجعله غير صالح للاستهلاك البشري، موضحًا أن هذه المواد السامة تشكل تهديدًا لصحة الإنسان، خاصة للأطفال وكبار السن، الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وأشارت أخصائية التغذية حميدة السالم إلى أن العديد من المجتمعات حول العالم تعتمد على جمع الثمار المتساقطة من الأشجار كمصدر للغذاء، دون أن يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية تذكر.
ودعت إلى إجراء دراسات علمية لتقييم مدى تأثير عوادم السيارات على الرطب المتساقط، بدلاً من الاعتماد على التحذيرات العامة التي قد تؤدي إلى إهدار كميات كبيرة من هذه الثمار القيمة.
بدورهم، تباينت مواقف المواطنين تجاه هذه الظاهرة، فبينما يرى البعض فيها فرصة اقتصادية ضائعة، يعتبرها آخرون عبئًا على النظافة العامة، داعين الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات فعالة للاستفادة من هذه الثمار، سواء من خلال التعاقد مع شركات متخصصة أو عن طريق جمعها وتحويلها إلى منتجات غذائية.
وطالبت المواطنة ”زهراء السلطان“ بضرورة توفير حلول تضمن سلامة هذه الثمار، وتقترح جمعها وتنظيفها وتغليفها لتصبح منتجًا وطنيًا يحمل قيمة غذائية واقتصادية.
وأيدها المواطن ”عبدالله الضامن“، الذي شدد على أهمية تحويل هذه الثمار إلى منتجات غذائية تساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل للشباب.
واقترح المواطن ”أحمد الصايغ“ استثمار محصول النخيل في الشوارع من قبل جمعيات خيرية بالتعاون مع البلديات، وذلك من خلال جمع الثمار وتحويلها إلى منتجات غذائية أو تقديمها للأسر المحتاجة.
ودعا مواطنون، الجهات المختصة، إلى تحمل مسؤوليتها في التعامل مع هذه الظاهرة، سواء من خلال توفير حاويات خاصة لجمع الرطب المتساقط أو عن طريق تنظيم حملات توعية بأهمية الحفاظ على النظافة العامة.