سائقات نقل الطلاب.. ظاهرة متزايدة تعكس تحولات المجتمع القطيفي
مع حلول العام الدراسي الجديد، يتزايد اهتمام أولياء الأمور في محافظة القطيف، بتوظيف سائقات لنقل أبنائهم إلى المدارس، بدلاً من السائقين الرجال، وهو ما يعكس تحولات في الاتجاهات المجتمعية والثقافية.
ويعزو الكثير من الآباء والأمهات هذا التفضيل إلى شعورهم بالأمان والراحة عندما تكون سائقة هي المسؤولة عن نقل أبنائهم، خاصة في ظل ارتفاع الوعي بدور المرأة في المجتمع السعودي.
وقالت السائقة ”أم محمد“، التي تعمل في توصيل الطلاب منذ عامين: "من خلال تجربتي، لاحظت أن أولياء الأمور يشعرون براحة أكبر عندما يعلمون أنني سائقة، وتواصلهم معي دائم ومستمر، ويسألونني دائمًا عن تفاصيل الطريق وسلامة أبنائهم.
وأشارت السائقة ”سارة“ إلى أهمية الجانب الاجتماعي والثقافي في عملها، وأن أولياء الأمور يفضلون السائقات، نظرًا لقدرتهنّ على فهم طبيعة الأطفال، والتعامل معهم بلطف وصبر، ما يساعد على خلق جو من الثقة والاطمئنان.
وأكدت ”فاطمة“، أم لطالبة في المرحلة الابتدائية، أنها كانت مترددة في البداية حول فكرة تعيين سائقة، لكن بعد تجربة أول سنة، شعرت بالراحة الكبيرة، مضيفةً: ابنتي أصبحت تتحدث عن السائقة وكأنها جزء من الأسرة، كما أنني أستطيع التواصل مع السائقة بسهولة.
ومع ذلك، تظهر الآراء الأخرى تنوعًا في وجهات النظر. فعقيل، على سبيل المثال، لا يرى فرقًا بين السائق والسائقة، ويعتقد أن الرجال أفضل في تحمل تقلبات الطقس. بينما تفضل أم حسن اليعقوب أن يذهب أبناؤها مع سائقة حتى سن معينة، ثم مع سائق رجل بعد ذلك.
ويؤيد يوسف أيمن الزاهر فكرة السائق الرجل لتسهيل التفاهم معه، خاصة إذا كان الراكب صبياً. أما زهراء المعيوف، فترى أن السائقة هي الخيار الأفضل، خاصة مع الأطفال، وتفضل أن يكون السائق كبيرًا في السن إذا كان رجلاً.
من جهته، يؤيد محمد طلاق فكرة السائق الرجل، معتبرًا أن خبرته وقدراته على التعامل مع ازدحام الشوارع والحوادث تجعله الخيار الأنسب في الوقت الحالي.
أما الطفلة شهد، فتؤيد السائقة لكونها أكثر انتباهاً لها من السائق، بينما يوافق أحمد الصاغة على الركوب مع رجل كبير في السن برفقة السائق.