آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

المختصة الحبيب: الألم تجربة ذات بعدين.. والاضطرابات العصبية وراء «المزمن»

جهات الإخبارية

أكدت أخصائية العلاج الفيزيائي هبة الحبيب، أن الألم يتجاوز كونه مجرد إحساس جسدي ناتج عن إصابة، مشيرة إلى أبعاده المتعددة التي تشمل البعد الحسي المرتبط بشدة الألم، والبعد العاطفي الذي يتجلى في الانزعاج وعدم الراحة.

وأوضحت أن لكل بعد من هذه الأبعاد عوامل تحدد طبيعته وأسبابه المحتملة والعوامل التي تؤدي إلى تفاقمه، وأن الألم يتخطى كونه مجرد مؤشر على وجود تلف نسيجي أو مرض، بل هو بمثابة سلوك تحفيزي وقائي من أي خطر يهدد سلامة الجسم، بغض النظر عن مصدره. أضافت: بناءً على الأبعاد المتعددة للألم، فإن وجود ألم شديد لا يعني بالضرورة وجود مشكلة أو مرض خطير يستدعي القلق والبحث المستمر عن سبب وتشخيص.

وذكرت أن الألم هو تجربة ذات بعدين، البعد التحفيزي العاطفي، والبعد التمييزي الحسي، حيث يمكن للفرد أن يشعر بالألم ويحدد نوعه وشدته وموقعه وتوقيته.

وأشارت في مقال نشرته في ”جهات الاخبارية“ إلى الدراسات العلمية التي فسرت البعد العاطفي للألم، وأنه يشبه المشاعر التي تتحكم في سلوكيات الألم وتجعله مقبولًا أو مزعجًا للغاية، مثل القلق والتوتر والإرهاق والتعب وكثرة التفكير وعدم وجود الدعم والاحتواء.

وبيّنت أن ظهور السلوك العاطفي للألم يرتبط بأعراض أخرى قد لا يتوقعها المريض، مثل خفقان القلب، وضيق التنفس، واضطرابات النوم، وآلام البطن، وعدم القدرة على التركيز واتخاذ القرارات.

وأكملت: تظهر هذه الاضطرابات عندما يشعر الفرد بأن مشاعره وطريقة تعبيره عن المواقف هي المتحكم الرئيسي في مشكلته الصحية، خاصة عندما يتعرض لضغوط وصدمات عاطفية ولا يجد من يحتويه ويدعمه في فترة تفاقم الألم مع كل الظروف الضاغطة التي يمر بها في الحياة.

ولفتت إلى زيادة مستوى إفراز هرمونات التوتر والإجهاد عن المعدل الطبيعي، نتيجة لذلك، ما يضعف جهاز المناعة، ويسبب أعراضًا مشابهة للجلطات، ويجعل الشخص في حالة ذعر لشعوره بوجود تهديد على صحته.

وأكدت أن فهم البعد العاطفي للألم يتطلب طرح أسئلة تتجاوز مجرد تحديد شدة الألم، مثل ”إلى أي مدى أثر ألمك على حياتك اليومية وأنشطتك الاجتماعية؟“، مؤكدةً أن الدماغ يعالج العواطف والمشاعر المتعلقة بالألم، بغض النظر عن نوعه وسببه.

واستطردت: البعد العاطفي للألم قد يكون أكثر قابلية للتعديل والشفاء من البعد الحسي للألم أو المرتبط بوجود إصابة أو سبب رئيسي له، ولكن كل ما يحتاجه المريض هو تقبل الألم والأهم هو تفهم حالة المريض من قبل المحيطين به حتى يدعموه في تخطي هذه المرحلة الصعبة.

واختتمت بالتأكيد على أن الألم المزمن هو أكثر من مجرد ألم جسدي، فهو في الواقع مزيج من اضطراب عصبي وخلل عاطفي يؤثر بعمق على كفاءة الأمور الذهنية والحياتية لمريض الألم المزمن، داعية إلى التعاطف مع مرضى الألم المزمن وتفهم آلامهم ومشاعرهم.