آخر تحديث: 3 / 12 / 2024م - 7:35 م

تأثير الهالة على القيادة

أمير بوخمسين مجلة اليمامة

الهالة انحياز سلوكي يظهر عندما يتم الحُكم على الأشخاص أو الأحداث بناء على صفة إيجابية واحدة والتغاضي عن باقي الصفات الأخرى. ويظهر تأثير الهالة عندما يقيّم المدير المرؤوسين، على سبيل المثال قد يعطي المدير تقييماً عالياً للموظف في معايير التقييم التي تغطي مختلف جوانب العمل كافة لأنه متميز في إحداها فقط.

ويمكن أن نلاحظ تأثير الهالة في مقابلات العمل الشخصية أيضاً، إذ يلاحظ مسؤول الموارد البشرية ما يعجبه في المتقدم بناء على مظهره العام أو أسلوب حديثه، فيعطيه تقييماً جيداً لجميع الصفات الأخرى؛ أما في مجال التسويق، فيظهر تأثير الهالة عند الحكم على منتجات شركة ما بأنها ممتازة لمجرد أنّ أحدها حقق نجاحاً باهراً.

يعود ظهور المفهوم إلى عالم النفس الأميركي إدوارد ثورندايك، وأطلق عليه هذه التسمية في مقالة نشرها عام 1920.

عندما يؤدي القادة أداءً جيدًا بشكل استثنائي في بعض السلوكيات، تميل انطباعات الناس عنهم في الكفاءات الأخرى إلى أن تكون مشوهة بشكل إيجابي. ويبدو أن التأثير المعاكس يحدث لأولئك الذين لديهم عدد قليل من نقاط الضعف العميقة. بحيث أن يكون تأثير الهالة هنا أداة مفيدة لأولئك الذين يسعون إلى تحسين مهاراتهم القيادية.

وقد رأينا عمل تأثير الهالة عند الشخصيات الكاريزمية والمشاهير. فكم مرة شعرت بخيبة أمل عند سماع خطاب من ممثل أو رياضي مشهور؟ لماذا نعتقد دائماً أنه سيكون لدى ذلك المشهور شيئا ثاقباً أو مثيراً للاهتمام ليقوله؟ لمجرد أن الشخص يمكنه التمثيل أو ممارسة الرياضة لا يعني أنه سيكون لديه حكمة يشاركها حول موضوعات أخرى.

تأتي إحدى التفسيرات لتأثير الهالة هذه من بحث رائع أجراه عالم النفس الاجتماعي البروفسور ليون فستنغر. يصف فستنغر كيف يعاني الناس من التوتر عندما يؤمنون بفكرتين متناقضتين، مثل“مديري هو قائد سيء”و“مديري جيد جدًا في حل المشكلات المعقدة والصعبة”. أظهرت المئات من التجارب أن الناس سيفعلون كل ما هو ضروري لتقليل التنافر بين الأفكار المتضاربة. عندما يحسن القادة قدراتهم على عدد قليل من الكفاءات، فإن هذا يخلق تنافرًا مفيدًا في أذهان الآخرين. حيث يسأل الناس أنفسهم،“كيف يمكن لهذا القائد أن يكون فعالًا جدًا في بعض الأشياء ولكنه أقل فعالية في أمور أخرى؟ ”ثم يغلق الناس فجوة التنافر بتغيير معتقداتهم. ويفترضون أن القادة أكثر كفاءة مما هم عليه بالفعل، وهذا يخلق تأثيرًا إيجابيًا للقادة الذين يطورون نقاط قوة غير عادية.

وللاستفادة من تأثير الهالة هذا:

•بناء بعض نقاط القوة العميقة: لن تساعدك نقاط قوتك في تحقيق نتائج إيجابية فحسب، بل ستخلق أيضًا انطباعًا قويًا بالكفاءة.

•كن رائعًا فيما تهتم به مؤسستك: ستحصل على أقصى استفادة من نقاط قوتك إذا كانت في مجالات ذات قيمة عالية، وإذا كانت مؤسستك تهتم أكثر بمهارات الاتصال الممتازة، فتأكد من التواصل بوضوح!

•دع الناس يعرفون مواهبك: بينما لا تريد إبعاد الناس عن طريق التباهي، فأنت تريد أن يعرف الناس قدراتك، وكلما عرفوا نقاط قوتك، زاد الضغط الذي سيشعرون به بافتراض أن لديك نقاط قوة في مجالات أخرى أيضًا.