آخر تحديث: 25 / 10 / 2024م - 1:07 ص

مثقف لا يقرأ!

كمال بن علي آل محسن *

يدعي - وبصوتٍ مدوٍ - بأنه مثقف، بل ويتشدقُ بالثقافةِ دونَ احتراز، ويحاولُ أن ينعتَ نفسه بسماتِ المثقفين، ويصنفها في منزلتهم، وعندما تقدّم له مادة صالحة للقراءة في عالم الإنسان - ظنًا منك بأنه ذلك المثقف النحرير الذي يقطرُ علمًا - تراه يتهربُ منك ويفرُّ فرارًا وكأنك جرعته سُمًّا نقيعًا، أو وضعت على رأسه حِملًا ثقيلًا من الكلماتِ والألفاظِ التي ليس لها وزن مادي، ولكنها في حساباتِه الخفية أثقل من الثقوبِ السوداءِ التي تعتبرُ من أثقلِ الأشياءِ في هذا الكون.

بنظرة سريعة ومسح أولي غير دقيق لكمية الرسائل المهولة التي نستقبلها كل ثانية في برامج التواصل الاجتماعي، سنجد أنها تحوي معلومات كثيرة وثرّة يمكن من خلالها للإنسان القارئ الذي يمتلك وعيا وفهمًا قرائيًّا أن يستفيد منها أيما فائدة؛ لتعود عليه بالنفع العظيم، واكتساب ثقافة جيدة تؤهله كمبتدئ لأن ينطلق في الحياة بخطى ثابتة، وتتشكل لديه بداية الانطلاقة في توظيف مهارة القراءة الواعية في اختيار الكتب الثقيلة مضمونًا وعلمًا لا وزنًا، فيتعلم ويُعلّم.

عندما نكون في مجلس يتجاذب فيه الحاضرون أطراف الحديث، وكلٌّ يعرض رأيه ويدلو بدلوه في جو مفعم بالحقائق العلمية والمعلومات الموثقة، يخرج لك ذلك النشاز الفكري، وما إن يبدأ حديثه حتى تكتشف أنه من تلك الفئة، حيث الحقائق مغيبة والمعلومات مغلوطة، والرزيئة كل الرزيئة حينما يحاول باستماتة أن يتصدر المجلس، مع سكوت ملؤه الأدب وحسن الخُلق من الحاضرين الذين غالبًا ما ينسحبون شيئا فشيئا، فلا يبقى في ذلك المكان إلا أمثال ذلك الكائن والمسكين صاحب المجلس الذي يضطر إلى مجاملته وملاطفته، مع توزيع بعض الابتسامات الباردة والمحبطة من قبله لذلك الشيء، حتى يحين موعد مغادرته، فتكون الابتسامة المشرقة السعيدة هي عنوان وجه صاحب المجلس.

اكتساب الثقافة من الاستماع فقط لآراء الآخرين دون اطلاع وقراءة وبحث لا تمكنك أيها المثقف من أن تكون لك الأولوية في الكلام، بل تكون حدودك فقط في الاستماع ولا شيء غيره، وعليك أن تبقي فمك في وضعية الإغلاق، وإن أردت أن تتحدث فلا بد أن يكون حديثك في حدود السؤال والاستفسار؛ لمحاولة الفهم ليس إلا، ومع تطوير ذاتك وصقلها ونضجها يكون لك دور صغير، ثم ما يلبث أن يكبر وينمو تبعًا لتقدمك واشتغالك على نفسك بالعلم والبحث والثقافة الحقيقية.

يقول أحدهم:

”الفشل الثقافي ليس العجز عن الكلام، ولكنه الكلام من غير حكمة“.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
ابو حسن
[ القطيف ]: 10 / 8 / 2024م - 2:06 ص
من يتهرب عن القراءة ويبحث عن المختصر هو بسبب انغلاق المخ او التفكير عنده !
وهذا ليس عيبا بل السبب موجود في هذه النوعية من الناس وهو أن هذا الشخص يعمل أعمال شاقة سواء تحميل وتنزيل او سواقة الشاحنات او الباصات لمسافات طويلة او في مجال إصلاح السيارات او التجارة او النجارة او الحدادة او حتى الرياضات العنيفة القتالية مثل التيك وندو او الملاكمة او المصارعة (الى اخره )
ولكن إذا إذا وجدة معلم او دكتور محاضر جامعي او محامي او قاضي او محقق (او ممكن حتى مغني) ليس عنده الخلق او المزاج للقراءة الغير مؤقته فاكيد هو من النوع الذي تقصده ويعتبر فاشلا او هو ليس مثقف !
و الوصف المناسب له مثله مثل الحمار الذي يحمل اسفارا دون ان يقراها ( كما جاء في سورة الجمعة)
ولهذا تجد أن في بدايات فتح المدارس بالمملكة القليل يرغب في التعلم والبعض يهرب او هرب بسبب الضرب العنيف ولكن الفضل لله ثم للمشايخ واهل المنابر الذي شجع على الصبر والتعلم وتوعية الآباء المنغلقين عن العلم وخصوصا في تعليم البنات !
2
ابو حيدر
[ القطيف ]: 10 / 8 / 2024م - 8:16 ص
من يتهرب عن القراءة ويبحث عن المختصر هو بسبب انغلاق او قفل المخ عنده !
وهذا ليس عيبا بل بسبب موجود في هذه النوعية من الناس وهو أن هذا الشخص يعمل أعمال شاقة سواء تحميل وتنزيل او سواقة الشاحنات او الباصات لمسافات طويلة او في مجال إصلاح السيارات او التجارة او النجارة او الحدادة او حتى الرياضات العنيفة القتالية مثل الديك وندو او و الملاكمة او المصارعة !!!
إذا إذا وجدة معلما او دكتور محاضر او محامي او قاضي او محقق او صحفي (او ممكن حتى مغني) ليس عنده الخلق او المزاج للقراءة في حالة شبه دائمة وغير مؤقته فاكيد هو من النوع الذي تقصده الذي ليس مثقف حقيقة !
ولكن هناك حالات تجعل المثقفين يمتنعون عن القراءة وهو الميل نحو الرغبة في نوع الموضوع فالصحفي يهمه مايخص الاخبار (كمثال) والمعلم يهمه مايخص التعليم والمحامي يهمهن مايخص الدفاع والمحاماة فلا يمكن يترك ما هو اولى عنده بما هو ثانوي !