أهمية القراءة لرجال الأعمال
قد يعتقد البعض أن رجال الأعمال هم أقل الناس حاجة إلى القراءة ومطالعة الكتب لكونها مسارًا مختلفًا جدًّا عن عالم الأعمال. لكن الحقيقة أن القراءة مهمة لهم بقدر ما هي مهمة لباقي فئات المجتمع، إن لم يكن أكثر.
فرجال الأعمال الذين وضعوا أنفسهم وسط رمال متحركة وعاصفة في عالم سريع التغير وعولمة اقتصادية، هم في أمس الحاجة إلى القراءة من أجل المحافظة على مواقعهم في قمم التجارة أو الصناعة.
طبيعي أن كثيرًا من رجال الأعمال يتابعون آخر الأخبار السياسية والاقتصادية والتطورات الاجتماعية الحاصلة في مجتمعهم وفي العالم، لكن هذه المتابعات اليومية لا تغني عن معرفة الصورة العامة الشاملة لما يحدث في العالم. فقد تكون الأخبار اليومية مضللة ومغشية للأعين عن الصورة الكبرى لما يجري، وهو ما يمكن إدراكه بقراءة الكتب وأمهات الكتب التي تتحدث عن التغيرات الكبيرة في العالم عبر عقود من الزمن.
فرجل الأعمال الذي يتعامل مع أشخاص وعملاء من مختلف المشارب والتوجهات والنفسيات لا بد له من معرفة كيفية التعامل مع هذه النوعيات من الأشخاص. صحيح أنه يستطيع اكتساب هذه المهارة من علاقته بالناس ومن التجارب التي يمر بها في حياته، إلا أنه يمكنه أن يختصر الطريق لذلك بالقراءة. وتعد قراءة الروايات «في حال اختيارها بعناية» واحدة من أهم وسائل التعرف على دهاليز النفس البشرية وردود الفعل تجاه المواقف المتنوعة وطرق التعامل مع الشخصيات من مختلف النوعيات.
كما تنمي القراءة لدى رجال الأعمال ملكة الخيال، وهو ما يعزز من قدراتهم على اجتراح الحلول الإبداعية والتفكير خارج الصندوق. وحين يقضي رجل الأعمال ساعات طويلة في العمل متابعًا لتفاصيل عمله، وحاضرًا لاجتماعات ماراثونية فيها من التوتر أكثر ما فيها من الهدوء، يأتي دور الكتاب في نهاية اليوم وقبل النوم ليوجد حالة من التشتيت الذهني لهذه التوترات؛ لكونه يخرج القارئ من حالة ويدخله في أخرى، مساهمًا في جعله أكثر استرخاء قبل الذهاب لفراش النوم استعدادًا ليوم جديد حافل آخر.
وتساعد القراءة رجال الأعمال على تفهم وجهة النظر الأخرى من موظفيه، كما تساعدهم حين يقرؤون بعض الروايات على التعاطف مع مختلف شرائح وطبقات الموظفين، وهو ما يؤسس لمنحهم درجة من درجات الرضا الوظيفي الذي ينعكس بالضرورة على أدائهم العام.