هل يساعد النوم المنتظم على الوقاية من مرض السكري؟
الدراسة ربطت بين أنماط النوم بحسب جداول غير منتظمة وبين ارتفاع احتمال الإصابة بأمراض
23 يوليو 2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
علق عليه الدكتور عبد الله علي الراشد، استشاري باطنية وأمراض دم، المركز الطبي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومجمع الدمام الطبي سابقًا
المقالة رقم 158 لسنة 2024
?Can good sleep help prevent diabetes
July 23,2024
تعليق الدكتور عبد الله علي الراشد
موضوع الدراسة مهم جدًا فيما يتعلق بأساليب النوم وعلاقة ذلك مع إحتمالية الإصابة بمرض السكر النوع الثاني.
وعلى الرغم من أن الدراسة عليها ملاحظات وبعض المآخذ عرّفها وتطرق لها الباحثون أنفسهم «كأعمار المشاركين وأجناسهم وأعراقهم ومدة الدراسة بفترة اختبار النوم وغيرها» إلا أن الموضوع نفسه ألا وهو * «عدم انتظام فترة النوم» * وهو شائع للأسف في مجتمعاتنا. يجدر بالدراسة الأخذ بالاعتبار دراسة عوامل وأنماط الحياة المؤثرة والمؤدية للإصابة بداء السكر أو ما قبل داء السكر النوع الثاني وهذه ربما إحاطة ولفتة مهمة لمحبي السهر وعدم المبالاة بتنظيم ساعات النوم خاصة إن صاحب ذلك بعض أو كثير من الكسل وعدم الحركة والأكل غير المنتظم «أكل آخر الليل كمثال» وغير الصحي «كنوع وككمية» إضافة لسلوكيات أخرى، كالتدخين.
مع الأخذ شيوع مرض السكر من النوع الثاني في مجتمعاتنا في الإعتبار نظرًا لعوامل معروفة فإن الالتفات إلى تحسين نمط الحياة، وذلك من خلال تحسين سلوكيات المعيشة اليومية «أولها التغذية والرياضة / الحركة» إضافة لعوامل أخرى مثل النوم المنتظم وعدم التدخين ومحاولة العيش باستقرار نفسي كلها عوامل مهمة يجدر الأخذ بها طريقًا للوقاية من هذا المرض بإذن الله. صحة دائمة للجميع.
الدراسة المترجمة
تفيد دراسة جديدة بأن الالتزام بجدول نوم منتظم يمكن أن يساعد في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني.
فريق بقيادة باحثين في مستشفى بريغهام والنساء Brigham and Women"s Hospital قام بتحليل أنماط نوم المشاركين في الدراسة على مدى سبع ليال ثم تابعوهم لأكثر من سبع سنوات. ووجد الباحثون أن أولئك الذين لديهم أنماط نوم غير منتظمة هم معرضون على الأرجح للإصابة بمرض السكري بنسبة 34% أعلى ممن لديهم أنماط نوم منتظمة. ونشرت النتائج في مجلة رعاية مرضى السكري [1] Diabetes Care.
وقالت المؤلف الرئيس سينا كيانرسي Sina Kianersi، وهي زميلة باحثة في قسم تشانينغ Channing لطب الشبكات [2] في مستشفى بريغهام والنساء: ”لقد تعرفت دراستنا على عامل نمط حياة [3] قابل للتعديل «مرن» يمكن أن يساعد في الحد من احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني“. [المترجم: طب الشبكات هو تطبيق علم الشبكات [4] للتعرف على الأمراض والوقاية منها وعلاجها [2] .
يؤثر مرض السكري من النوع الثاني فيما يقرب من نصف مليار شخص في جميع أنحاء العالم وهو واحد من الأسباب العشرة الأولى للوفاة والإعاقة [5] ومن المتوقع أن يتضاعف عدد المصابين بهذا المرض ليصل إلى 1,3 مليار بحلول عام 2050.
تضمنت الدراسة تحليل البيانات من جهاز قياس التسارع [6] لأكثر من 84 ألف مشارك في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة.UK Biobank كان متوسط سن المشاركين 62 عامًا «57% منهم إناث و97% منهم من البشرة البيضاء» وكانوا في البداية غير مصابين بمرض السكري. ارتدى المشاركون أجهزة قياس التسارع، وهي أجهزة تشبه الساعات لمراقبة فترات النشاط والراحة لفترة استمرت 7 سنوات ونصف تتبعت الإصابة بمرض السكري في الغالب من خلال السجلات الطبية.
شرعت الدراسة بسؤالين رئيسين: أولاً، اكتشاف ما إذا كانت فترات النوم غير المنتظمة قد تعزز من إحتمال الإصابة بمرض السكري بسبب واضطرابات النوم المتعلقة بالنظام اليوماوي «الساعة البيولوجية» [7] ؛ ثانيًا، استكشاف ما إذا كان هذا الاقتران يختلف باختلاف الاستعداد الجيني للإصابة بهذه الحالة.
بعد الأخذ في الإعتبار مجموعة واسعة من العوامل التي قد تؤدي للإصابات الأخرى وتحييدها، وجد الباحثون أن فترات النوم غير المنتظمة كانت مرتبطة بارتفاع احتمال الإصابة بالسكري. كان هذا الاقتران بارزًا أكثر لدى الأفراد الذين ينامون لمدة أطول ودرجة الترابط الجينومي الكامل [8] لاحتمال الإصابة بالمرض أقل.
وكشفت البيانات أن احتمال إصابة أولئك الذين لا ينامون بحسب جداول نوم منتظمة «حيث تتباين فترات نومهم من يوم إلى آخر بأكثر من 60 دقيقة في المتوسط» بمرض السكري نسبته 34% أعلى من المشاركين الذين ينامون نومًا منتظمًا «بحسب جداول نوم منتظمة». نسبة هذا الاحتمال انخفضت، لكنها بقيت مستمرة، حتى بعد الأخذ في الاعتبار نمط الحياة [3] ، والأمراض المصاحبة، وتاريخ الإصابة بمرض السكري في العائلة، ومؤشرات السمنة.
كانت هناك بعض القيود للدراسة [9] . جمعت معلومات معينة عن نمط الحياة [3] المستخدمة في البحث قبل خمس سنوات تقريبًا من بدء استخدام مقياس التسارع في الدراسة. ربما أثر هذا في دقة النتائج. كما أن تقييم فترة النوم بناءً على سبعة ليال ربما لم يأخذ في الاعتبار أنماط النوم الطويلة [9 - 10 ساعات من النوم، بحسب التعريف [10] ]. وأخيرًا، المشاركون في الدراسة كانوا في الأساس أصحاء وكبار سن ومن ذوي البشرة البيضاء، مما ربما تساهم في جعل مخرجات الدراسة لا تمثل مجموعات سكانية أكثر تنوعًا.
ويخطط الباحثون لدراسة المشاركين من فئات عمرية أصغر سنًا ومن خلفيات عرقية متنوعة. كما أنهم مهتمون باستكشاف الأسباب البيولوجية التي تجعل عدم انتظام النوم يزيد من احتمال الإصابة بمرض السكري.
”قد تكون للنتائج التي توصلنا إليها إمكانية تحسين الوقاية من مرض السكري على مستويات متعددة“. "من الناحية السريرية، قد تساعد في تحسين رعاية المرضى وخطط العلاج. بإمكان الإرشادات التي تصدرها إدارة الصحة العامة أن تعزز أنماط النوم المنتظمة ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم الآلية بشكل كامل وتأكيد النتائج بتوسيع الدراسة لتشمل مجموعات سكانية أخرى.