الأم التي تلقت الدعم من أبويها في رعايتها لطفلها أبدت المزيد من الدفء التربوي، حسب نتائج دراسة بقيادة جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة
1 يوليو 2024
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 157 لسنة 2024
Mothers who receive childcare support from maternal grandparents show more parental warmth، finds NTU Singapore study
July 1,2024
وجدت دراسة أجرتها جامعة نانيانغ التكنولوجية السنغافورية «NTU Singapore» أن الأمهات اللاتي يساعدهن آباؤهن «أمهاتهن وآباؤهن» على رعاية أطفالهن أبدين الدفء التربوي في تربيتهن لأطفالهن مقارنة بالأمهات اللاتي لم يتلقين أي دعم. [المترجم: الدفء التربوي هو التربية التي تتضمن قبول الطفل كما هو بتميزه المتفرد عن غيره وتوفير الرعاية والدعم والمساندة والمحبة والحنان له والاهتمام به [1] ].
وفقًا للدراسة [2] التي قادتها جامعة NTU في سنغافورة، والتي قامت بتحليل البيانات من 615 مجموعة متكونة من أم وطفلها مسجلة في دراسة مجموعة، أتراب للترعرع في سنغافورة تجاه مخرجات صحية «GUSTO»، [المخرجات الصحية هي النتائج الصحية المتأتية من تدخل ما [3] ].
قالت أمهات الأطفال الذين يتراوحون بين 4 سنوات ونصف السنة إلى ست سنوات إنهن انخرطن بعض الأحيان في تربية حازمة «صارمة ومسيطرة» [4] بعد أن انخرط جدا «جدة وجد» الأطفال من جهة أمهاتهم للمساعدة في تربيتهن لهم.
بعد أن بلغ أطفالهن السادسة، أفادت الأمهات اللاتي حصلن على الدعم من والديهن أيضًا أنهن انخرطن في تربية أكثر إيجابية، والتي تتميز بالدفء والاستجابة [5] وبيئة أسرية محفزة. [البيئة المحفزة تتميز بكون الأبوين قريبين جدًا من طفليهما ويشعرانه بأهميته بالنسبة لهما [6] ،
ومن المثير للاهتمام أن الدراسة لم تجد قرينة تدعم وجود ملازمة بين أنواع أخرى من الدعم التربوي - كدعم الأجداد من جهة الأب، أو أجداد الأم أو أجداد الأب، أو خادمات المنازل [7] وبين المساعدة التربوية الإيجابية المذكورة أعلاه للأم من قبل أبويها.
مع التوجه المتصاعد للأجداد وخادمات المنازل للانخراط أكثر في رعاية الأطفال بسبب انتشار الأسر ذات الدخل المزدوج «يعني زوج موظف وزوجة موظفة»، هناك حاجة إلى استيعاب الآثار طويلة الأمد التي تتركها مساعدة أجداد الأم وأجداد الأب وأشخاص من غير الأقارب في مخرجات الأحفاد والأسباط [8] ورفاهية الأسرة [9] ، كما قال الباحثون بقيادة الأستاذ المشارك سيتوه بيبي Setoh Peipei من قسم علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة NTU.
قال البروفيسور المشارك سيتوه، وهو أيضًا مدير مختبر الإدراك المبكر بجامعة NTU: "بالرغم من أن لدى جميع الأجداد من جهة الأمهات والأجداد من جهة الآباء وخادمات المنازل القدرة الممكنة على تقديم المساعدة الضرورية [10] والدعم العاطفي [الدعم العاطفي هو إظهار الرعاية والشفقة سواء أكانت لفظية أم غير لفظية] عندما يتعلق الأمر بمهام رعاية الأطفال، فقد وجدت دراستنا أن رعاية الأطفال من قبل أبوي الأم [جد وجدة الطفل من جهة أمه» هو الأكثر فائدة. هذه النتيجة تدعم الفكرة التي قُدمت في بحث سابق بأن أجداد وجدات الأطفال من جهة أمهاتهم يتميزون بوضعية فريدة لتقديم الدعم بطريقة تنسجم مع احتياجات الأمهات، ربما بسبب القيم المشتركة وسهولة التواصل بين الجدين وبين بنتهما «أم الطفل».
بالرغم من إجراء الدراسة في سنغافورة، فقد قال فريق البحث إن النتائج التي تميز دعم الأجداد من جهة الأم عن دعم الأجداد من جهة الأب يمكن أن تكون متطابقة في جميع أنحاء البلدان الآسيوية، حيث تعتبر مشاركة الأجداد في رعاية الأطفال متوقع «متعارف» من الناحية الثقافية «التقليدية».
وأضاف فريق البحث أنه سيكون من المثير للاهتمام أيضًا دراسة ما إذا كانت فوائد مساعدة الأجداد من جهة الأم تمتد إلى مرحلة المراهقة ومطلع سن البلوغ لتؤثر في مسارات أحداث حياة الأسرة [11] .
كيف أجريت الدراسة
لدراسة تداعيات دعم رعاية الأطفال من الأجداد وخادمات المنازل في مرحلة الطفولة المبكرة على مخرجات رفاهية الأسرة «9»، حلل فريق البحث بيانات ترتيبات تقديم الرعاية من عينة مكونة من 615 مجموعة متكونة من أم وطفلها، حيث يتراوح سن الأطفال بين 4 سنوات ونصف و6 سنوات. جُمعت البيانات كجزء من دراسة ال GUSTO.
ركزت الدراسة على الأمهات لأنه بالرغم من أن دعم رعاية الأطفال يمكن أن يقلل من الأعباء العملية والعاطفية لرعاية الأطفال على كل من الأمهات والآباء، فقد أثبتت الدراسات السابقة أنه من المفترض أن تقع معظم هذه الأعباء على الأمهات.
في هذه الدراسة، عُرِّف مقدم /ة الرعاية على أنه الشخص الذي يقضي ساعتين على الأقل في الأسبوع مع الطفل ويكون مسؤولاً عن جوانب معينة من الروتين اليومي للطفل مثل التوصيل من البيت إلى المدرسة ومنها إلى البيت، ومتطلبات وقت النوم. والاستحمام والمساعدة في الواجبات المدرسية والخروج معه في نزه.
من بين 615 مجموعة متكونة من ام وطفلها التي تمت دراستها، كان لدى 446 مجموعة منها بيانات عن ترتيبات تقديم الرعاية للأطفال في سن 4 سنوات ونصف، في حين كان لدى 514 مجموعة متكونة من أم وطفلها بيانات عن ترتيبات تقديم الرعاية للأطفال بسن 6 سنوات.
تم تقسيم مجموعات الأمهات وأطفالهن إلى خمس مجموعات بناءً على نوع مقدمي الرعاية:
- مجموعة لا تتلقى الدعم
- مجموعة تتلقى الدعم من خادمات منزلية
- مجموعة تتلقى الدعم من الأجداد «الجد والجدة» من جهة الأم
- مجموعة تتلقى الدعم من الأجداد «الجد والجدة» من جهة الأب
- مجموعة تتلقى الدعم من الأجداد «الجد والجدة» من جهة الأم وكذلك من جهة الأب
طُلب من الأمهات الإفادة بنتائج رفاهية الأسرة [9] ، أي تربيتهن ورفاههن عند بلوغ أطفالهن سن 4,5 و6 سنوات على التوالي، وعمل الأسرة عندما بلغ الطفل 6 سنوات. ثم قام الباحثون بدراسة العلاقة بين كل نوع من ترتيبات تقديم الرعاية أعلاه ومخرجات رفاهية الأسرة.
عندما بلغوا سن العاشرة، طُلب من الأطفال الإفادة عن أي أعراض اكتئابية «مثل كراهية الذات [12] أو اضطرابات في النوم والأكل بناءً على استبيان تم التحقق من صحته. ثم قام الباحثون بتحليل هذه البيانات مقابل ترتيبات تقديم الرعاية التي أبلغت عنها الأمهات لمعرفة ما إذا كان هناك أي تلازمات بين تلك الترتيبات وبين الأعراض الإكتئابية.